غزة.. إنَّها جحيمُ العدوان والخِذلان..!
أسماء الجرادي
أكثر من سبعة أشهر مرت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة بدعوى استعادة الأسرى، وإزالة الخطر عن “إسرائيل”.
ارتكبت “إسرائيل” خلال هذه المدة أبشع الجرائم من خلال الغارات الجوية والمدفعية والدبابات، بالإضافة إلى جرائم لا حصر لها أرتكبها جنود الاحتلال بحق المدنيين العُزل في الأراضي الفلسطينية، وبالأخص في غزة.
اجتاحت القوات الإسرائيلية غزة قبل أشهر، وحلمت من خلال هذه العملية السيطرة الكاملة على الأرض وقتل قادة المقاومة، وتحرير الأسرى ولكنها فشلت ولم تحقّق أياً من أهدافها وخططها، بل جلبت المزيد من الأزمات والحروب والأخطار على نفسها، وحملت جيشها ما لا يطاق.
يرى المراقب للأوضاع في الداخل الفلسطيني المحتلّ أن الاحتجاجات والأزمات والانتقادات تتزايد ضد حكومة الاحتلال، وكذلك جيشها المنهك الذي أُصيب الكثير من جنوده بجروح وإصابات نفسية؛ بسَببِ المواجهة العنيفة مع المقاومة الفلسطينية، كما قال أحد جرحى الاحتلال واصفًا ما حدث لهم عندما انفجرت آلياتهم: “إنه الجحيم”.
ترتسم مشاهد الهزيمة والإذلال والإحباط على وجوه الجنود الصهاينة في غزة، فلم ينجحوا إلا في سفك دماء الأبرياء من النساء والأطفال، على أمل أن تخمد هذه الدماء نيران قلوبهم، وتجعلهم يشعرون بالقوة بعد الهزيمة التي لحقت بهم منذ 7 أُكتوبر، لكنها لا تؤدي إلا إلى زيادة فشلهم وانهيارهم وإلى النهاية الحتمية لهذه العصابات.
بعد الحرب الهمجية التي شنها الجيش الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني على مدينة غزة وشجعانها، هَـا هو اليوم يستعد بجيشه ومعداته وأسلحته المتطورة التي تلقاها من داعميه الأمريكيين والغربيين للهجوم على رفح؛ ما يجعل البعض يتساءل عن رفح التي يستعد لها جيش الاحتلال بكل هذه الاستعدادات للهجوم عليها وكأنها دولة عظماء.
رفح منطقة حدودية رملية نزح إليها كثير من سكان غزة، وأقاموا فيها الخيام على أمل إيجاد الأمن والطعام لأطفالهم؛ لأَنَّها تقع بالقرب من إحدى الدول العربية، ولكنه الله مع عباده المؤمنين، فعظمت على العدوّ هذه الأرض، وهؤلاء القلة من الرجال المجاهدين، وهي عبرة لمن يعتبر.
يعيش العدوّ الإسرائيلي اليوم في مأزق، وكلّ الخيارات أمامه هي الهزيمة أَو الهزيمة النكراء، كما وصفها نتنياهو، ولا يجد حلاً سوى التلذذ بقتل وتعذيب أكبر عدد ممكن من أهل غزة؛ مما جعله يتعقب النازحين في المستشفيات ومراكز النزوح، وأخيرًا منطقة رفح؛ بذريعة البحث عن الأسرى، ووقف الهجمات والخطر على “إسرائيل”.
لكن عمليات المقاومة تتزايد ولم يستطع إيقافها ليوم واحد، وكذلك يزداد الخطر عليهم من خلال عمليات المقاومة في المنطقة العربية من اليمن والعراق ولبنان، فالعمليات في تصاعد مُستمرّ، وستتصاعد أكثر كلما ارتكب العدوّ المزيد من القتل.
اليمن اعتبر رفح خَطًّا أحمر، وأنه في حال مهاجمة المدنيين هناك ستتصاعد عملياته إلى مراحل خامسة وسادسة، إلى أن ينتهي الإجرام الصهيوني بحق الفلسطينيين أَو تنتهي العصابات الصهيونية من المنطقة العربية، وكذلك فَــإنَّ المقاومة في لبنان تزيد عملياتها يوماً بعد يوم.
وبهذا فَــإنَّ الإسرائيليين بتهورهم وجنونهم يقودون أنفسهم إلى الجحيم؛ فمنذ احتلال هذه الأرض لم تواجه “إسرائيل” هزيمة كما هذه، وهي بشارة باقتراب موعد زوالهم بإذن الله.