الشعارُ تقتضيه المرحلة وتشهدُ له الأحداث
سُكينة يحيى المتوكل
نحن الآن في أسبوع الصرخة (الصرخة في وجه المستكبرين)..
هذه الصرخة التي انطلقت أولًا على لسان رسول الله-صلوات الله عليه وعلى آله – وقد أشار الله إليها في سورة الجمعة، وتبعه رجل من سلالة الأنبياء لتصبح مشروعًا عظيمًا -الشهيد القائد-الذي انطلق من واقع الشعور بالمسؤولية، ومن منطلق الإحساس بواقع الشعب، والواقع المأساوي، حاملًا همّ الأُمَّــة وكل جراح هذا الشعب؛ ليرفع هذا الشعار الذي بدوره يمثل حصانة للأُمَّـة، ومواجهة للأعداء.
شعار الحرية، لكي نكون أُمَّـة مستقلة، حرة، عزيزة، لا تكون خاضعة تحت وصاية أمريكا و”إسرائيل” وكل من يريد السيطرة على هذه الأُمَّــة!!
الشعار الذي كان له أثره الكبير في نفوسنا، وكان مؤثرًا على العدوّ الأمريكي والإسرائيلي، الذي فضح الأمريكيين وعناوينهم الخداعة، الذين كانوا يزعمون أنهم رعاة حرية وغيره، رأينا كيف من بداية انطلاق الصرخة وهذا المشروع التربوي العظيم استاءت وتحَرّكت لمواجهته بكل الوسائل الممكنة.
أمريكا شعرت وعرفت مدى أهميّة هذا الشعار، وخطورته عليها، وكيف سيكون له الأثر في مواجهة حروبهم، وَفسادهم في الأرض، وفي إفساد هذه الأمة تحَرّكت لمواجهته من كُـلّ المجالات، عرفت أنها إذَا ما رفعه الناس وتمسكوا به سيكون بداية لانهيارها، ولن يكون لها إلا الخسارة في حربها، ولن تستطيع فرض سيطرتها ووصايتها علينا..!
ولكن هذا الشعار الذي أعلنه الشهيد القائد الحكيم، الذي كان له الموقف؛ بأنه لا ولاية لأمريكا وكل القوى المستعارة الضعيفة علينا، الشعار الذي ما دمنا متمسكين به كدليل أننا لا نقبل بالذل، والهزيمة، والخنوع، والخضوع لأمريكا..
الشعار الذي زلزل أمريكا وعروش طغيانها، شعار الحق، الذي كان من منطلق تربوي له تأثيره علينا في إثارة السخط الكبير تجاه أمريكا و”إسرائيل”، ولِنعلم منه ولِيعلم أبناء المسلمين أن أمريكا هي الإرهاب، هي سبب كُـلّ الضلال، والفساد، والخراب، والدمار في الحياة..!!
أمريكا وواقعنا يشهد تخاف من أن يحمل أبناء الشعوب والمسلمين السخط تجاهها؛ لأَنَّها تعلم أنهم حينها سيحملون العداء الشديد لها، وستجتمع كلمتهم، ويتوحد صفهم لمواجهتها والتصدي لها..
نجد أن في كلمات الشعار القرآني إذَا ما رفعته الأُمَّــة من منطلق أنها شعرت بخطورة أمريكا على الشعوب سيكون لها تأثيرها الكبير في واقع الحياة، الذي يعتبر ضربة كبيرة لهم، حتى أنهم بالتأكيد سيخسرون الحرب الاقتصادية حينها..!!
لأنه ستكون هناك استجابة عملية لهذا الشعار، سيتجه الناس إلى المقاطعة لبضائعهم، إلى جانب هذا سيكون لهم موقف عملي أكبر، سيكون الناس مستعدين لبذل المال والنفس وكل ما يملكون..
الشعار يحرك في نفوسنا الموقف الذي يجب أن نقفه، الذي يجب أن نتحَرّك به، كلماته بسيطة، ورفعه والتمسك به خطوة سهلة ولكن تأثيره على الكل كبير جِـدًّا، يعتبر سلاحًا سلب أمريكا الراحة وزرع بداخلها الخوف والرعب..
بكل حدث من بداية انطلاقة الصرخة إلى وقتنا الحالي كم اغتاظت أمريكا وكم سعت لدفنه، وحربها له؛ ندرك أنه لا بُـدَّ من أن لا نستهين به وبالخمس الكلمات؛ لأَنَّه يعتبر لوحده حربًا نفسية ومعنوية وعسكرية واقتصادية على أمريكا وإسرائيل، في حربنا نتسلح بسلاح قرآني، مستجيبين لله، بامتثال أمره للعداء لأمريكا و”إسرائيل”، براءة منهم، براءة معلنة صريحة، فلا يجب أن يكون عدائنا لهم بشكل سري في قلوبنا ولا بُـدَّ من إظهاره، فقد أصبحنا نعلم أهميتها وتأثيرها وكل حدث وواقعنا يشهد.
الشعار سنتمسك به، نعم هذا المشروع العظيم الذي منحنا القوة والعزة في مواجهة قوى الشر، منحنا من الله الشجاعة، وإعلان موقفنا والوقوف مع إخواننا في فلسطين، الذي منحنا الله بهذا الشعار الثقة به، والعزيمة، والثبات في كُـلّ خطواتنا، في جهادنا المقدس، ثبات احتارت كُـلّ قوة عن تفسيره، رغم كُـلّ ما نعانيه، كُـلّ هذا بفضل الله، وبفضل الشعار وجديتنا في فهم كُـلّ معنى من معاني كلماته الذي جعلنا في جهوزية عالية من كُـلّ المجالات.
في موقفنا مع إخواننا في فلسطين، وإسنادنا لغزة العزة، المرحلة الرابعة في خط البداية والإسناد، في رد اليمن آت بشكل أكبر، فلله الحمد على أن أنعم علينا بقائد أرسى لنا هذا المشروع العظيم، وقائد قاد هذا المشروع الذي حملناه ونتحَرّك به وعلى ظله.