بالحديد والنار.. استهدافٌ كمي ونوعي من جبهة حزب الله
عبدالحكيم عامر
إننا نرى جبهة لبنان المساندة لغزة ومدى تأثيرها الكبير على مسار الحرب، حَيثُ لا يزال حزب الله يخوض معركته الخَاصَّة في جنوب لبنان، هذه الجبهة التي لم يخجلْ حزبُ الله أن يقول إنها مساندة للشعب الفلسطيني والمدنيين والمقاومة الباسلة في قطاع غزة، بدأ فيها بإشغال ما يقارب ثلث الجيش الإسرائيلي عن جبهة غزة، يقوم فيها حزب الله باستهدافات وعمليات يومية للعدو.
فقد تطور حزب الله في عمله لناحية الاستهدافات بحسب العمق الجغرافي، وفي السلاح المستخدَم في بعض العمليات، مع دخول أسلحة دقيقة تُكشف للمرة الأولى، حَيثُ استطاع حزب الله في هذه الحرب أن يؤرق قيادات العدوّ ويهجّر مستوطني شمال فلسطين المحتلّة.
حيثُ تعتبر هذه الجبهة أشد تنكيلاً بكيان العدوّ، وقواته على الأرض، وهي تمثل رأس الحربة لاستنزاف كيان العدوّ وتفكيكه، فعمليات حزب الله الدقيقة في التوقيت والمعقدة في التكتيكات تسببت في إشغال واستنزاف ثلث القوة الصهيونية التي كان من الممكن أنها ركزت ضغطها على قطاع غزة؛ لذا فقد مَثَّلَت تخفيفاً كَبيراً على الفلسطينيين وَالمقاومة في غزة، وإسناداً ذي طابع استراتيجي في إضعاف وتفكيك كيان العدوّ الصهيوني وردعاً عسكريًّا.
إن حزب الله -عبر هذه الجبهة المساندة يصنع موقفاً متقدماً ومؤثراً في المعركة- جعل الكيان يفقد توازنه المعنوي والعسكري بالكامل، فكل ما يمتلكه من قدرات وإمْكَانات لم تتمكّن من تحقيق أي فارق في تعديل مسار المعركة، أَو حماية قطعان مستوطنيه الذين يغادرون المستوطنات بالآلاف.
وفي الأخير، المقاومة في جنوب لبنان يدها على الزناد، وتكثّـف تطوراتها في الميدان، في وقت تتزايد فيه تهديدات قادة الاحتلال الإسرائيلي بشن عدوان على لبنان، وبين هذا وذاك تبدو الكلمة الأولى والأخيرة للميدان الذي بات محكوماً بتوازن رعب فرضه حزب الله بالحديد والنار.
إن حزب الله بمجاهديه الأبطال وقيادته الحكيمة ممثلة بسماحة السيد حسن نصر الله، يخوضون معركة بطولية وتاريخية، ومعركة أثبتت فيها مستوى الاحترافية والقوة والشجاعة في التنكيل بكيان العدوّ الصهيوني، وقدم التضحيات الجسام وما زال في هذه المعركة؛ فمجاهدوه يرتقون بشكل شبه يومي شهداء في سبيل الله تعالى، ونصرة للإخوة الفلسطينيين والمقاومة في غزة.