هزيمةٌ جديدةٌ لأمريكا في اليمن.. “قوةُ 400” التجسُّسية في قبضة الأمن

المسيرة – محمد الكامل

حقّقت الأجهزةُ الأمنيةُ نجاحاً جديدًا في سياق المواجهة الشاملة مع ثلاثي: الشر أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، وفي ظل المساندة اليمنية للشعب اليمني في قطاع غزة.

وألقت الأجهزة الأمنية القبض على خلية جواسيس يعملون لصالح كيان استخباراتي يدعى (قوة 400) بقيادة المطلوب الخائن عمار عفاش، وتتبع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية.

ويحمل هذا الإنجاز الأمني الكثير من الرسائل والدلالات الهامة، لا سِـيَّـما أنه يأتي متوازياً مع معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” التي يخوضها اليمن وقواته المسلحة لمساندة الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة الذي يتعرض لأبشع أنواع الإجرام والتوحش الصهيوني الذي لا مثيل له في التاريخ.

وفي هذا السياق يؤكّـد رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الشورى اللواء يحيى المهدي أن “ما تم الإعلان عنه من كشف مخطّط أمريكي إسرائيلي، عبر القبض على خلية تضم عدداً من الجواسيس يعملون لصالح كيان استخباراتي يدعى (قوة 400) بقيادة المطلوب الخائن عمار عفاش وتتبع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية هو إنجاز أمني كبير، وجاء في مرحلة حساسة ويحمل عدداً من الدلالات الهامة والرسائل القوية”.

ويوضح اللواء المهدي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن “المخابرات الأمريكية والصهيونية تعمل جاهدة بكل ما أوتيت من قوة للحصول على معلومات استخباراتية حول تواجد ونوعية القوات الصاروخية والطيران المسير والقوات البحرية اليمنية، التي أفشلت المخطّط الصهيوني لحماية الكيان الإسرائيلي، وألحقت بهم أكبر هزيمة في التاريخ، باعتراف كبار القادة العسكريين الأمريكيين والأُورُوبيين”، مؤكّـداً أن “العدوّ يتربص بنا ويسعى للحصول على أية معلومة خَاصَّة بعد إعلان البنتاجون أنهم يفتقدون للمعلومات الاستخبارية عن القوات اليمنية المسلحة المتصاعدة خَاصَّة بعد إغلاق السفارة الأمريكية في صنعاء، مشدّدًا على أهميّة الحذر واليقظة الكاملة لعدم حصول أي شخص لمعلومات مهما كانت صغيرة أَو كبيرة”.

ويطالب اللواء المهدي بضرورة إنزال أقسى العقوبات بحق من يدلي بأية معلومة أَو يعمل على تسريبها مهما كانت، محذراً من تناقل المواقع المستهدفة بعد القصف عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ فالاستخبارات الأمريكية تعتمد على تحليل النتائج للقصف من خلال تلك المحادثات، وأن ذلك يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، وعلى الحكومة اتِّخاذ الإجراءات والقوانين المنظمة لذلك.

ويقول: “إن هذا الإنجاز الأمني فيه دلالة واضحة على فشل الولايات المتحدة استخباراتياً، واعتمادها على حثالة المجتمع من المرتزِقة في الداخل والخارج”، مُضيفاً أن “نجاح الأجهزة الأمنية والمخابرات في كشف الخلية وإلقاء القبض على أفرادها، يدل على اليقظة الكاملة للأجهزة الأمنية، وأنها بالمرصاد لكل من تسوِّلُ له نفسه خيانة الوطن والأمة”، مؤكّـداً أن “التعاون مع أي طرف من المرتزِقة في المحافظات المحتلّة هو تعاون مباشر مع أمريكا و”إسرائيل” وتولي مباشر لليهود والنصارى كون المعركة اليوم بيننا وبين أمريكا و”إسرائيل”، ومن يتولهم منهم فَــإنَّه منهم، ويجب عليهم التوبة أولاً والرجوع إلى الله تعالى قبل إنزال العقوبة الدنيوية التي يستحقونها”.

ويدعو اللواء المهدي إلى “سرعة إحالة الخلية للقضاء لتنفيذ الأحكام عليهم، خَاصَّة أنهم قد تسببوا في قتل الأبرياء وعملوا على خيانة بلدهم خيانة عظمى، حسب ما ينص عليه القانون اليمني عبر الإدلاء بأية معلومة للعدو تضر بالبلد أَو سيادته، وبالتالي يجب أن يطبق عليهم قانون الخيانة العظمى ليكونوا عبرة لمن يعتبر، وحتى لا يتمادى بقية الخونة من الذين في قلوبهم مرض للانجرار وراء المغريات من قبل الخونة في المحافظات المحتلّة”.

ويشير إلى أن “إفشال هذا المخطّط الإجرامي الخطير يؤكّـد تضامن وتضافر أبناء الشعب اليمني من قبل أفراد الشعب الأحرار الذين يرصدون كُـلّ تحَرّك مشبوه ويقومون بالإبلاغ عنه، إضافة إلى يقظة رجال الأمن والمخابرات الذين يحقّقون نجاحات كبيرة تفوقت على مخطّطات أمريكا، ودول الغرب بأكملها، وأن لديهم أجهزةَ رصد استخبارية تضاهي أجهزة المخابرات العالمية والموساد الصهيوني، الذي أرعب العالم وتمكّن من القيام بعمليات اغتيال كبرى لرموز وقادة كبار خارج اليمن”.

ويتابع: “ولكن في اليمن لن يتحقّق لهم شيء من ذلك مهما كان لديهم من الإمْكَانات؛ لأَنَّ الشعب اليمني بأكمله يعتبر جهازَ مخابرات يقظًا ومتنورًا بثقافة الإيمَـان والدفاع عن الدين والعرض والأرض والسيادة والحرية والاستقلال والخروج من عباءة الاحتلال الأمريكي والصهيوني لأمة العربية والإسلامية”.

 

وعي الإنسان اليمني:

وبحسب أحدث حصيلة أمنية أعلنتها الأجهزة الأمنية اليمنية في مارس 2024، فقد تم خلال السنوات الـ9 للعدوان على اليمن، ضبط 1782 خلية تعمل لصالح العدوان، وإفشال 354 عملية انتحارية لعناصر تكفيرية، وضبط وتفكيك 3 آلاف و693 عبوة ناسفة ومتفجرة، ناهيك عن ضبط ألف و160 عنصراً تكفيرياً، و25 ألفاً و665 جاسوساً جندوا لخدمة العدوّ وعدوانه، واستهداف حرمة أمن الوطن ودماء المواطن اليمني.

ويضاف هذا الإنجاز إلى سجلات هزائم أمريكا وفضائحها في اليمن أعد لها بفارغ الصبر بلون “قوة 400” التجسسية في اليمن، إلى جانب الهزائم السياسية والعسكرية التي كسرت فيها الترغيب الأمريكي بصفقات الأسلحة والاتّفاقات الأمنية، والتهديد بتحالفات عسكرية بالعدوان المباشر بالقصف لكل شيء، والغارات من الجو والبحر على صنعاء.

ويمثل القبض على هذه الخلية فضيحة كبيرة وصفعة استخباراتية يمنية لجهازَي الـ “سي آي أيه”، وَ”إم أي 6″، الأمريكي والبريطاني على التوالي.

وفي السياق يؤكّـد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور يوسف الحاضري أن “الإنجاز الأمني العظيم يأتي تتويجاً للإنجازات العظيمة في الجانب العسكري اليمني نصرة للقضية الفلسطينية ولإخواننا في غزة المكلومة”.

ويضيف الحاضري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن “ذلك أَيْـضاً يعكس مدى التطور في هذا الجانب الذي يتزامن ويتنامى مع التطور العسكري؛ كونه الجبهة الخلفية الحامية لحماة الوطن والدين وقضايا الأُمَّــة في الجيش اليمني، كما أن هذا الإنجازَ يعطي إضافةً أُخرى إلى أي حَــدٍّ وصل إليه المرتزِقةُ في تبعيتهم للكيانِ الصهيوني وأمريكا وبريطانيا”، موضحًا أن “أعمالَهم الاستخباراتية حتماً تأتي دعماً لمجازر الصهاينة، وأعمالهم الإجرامية في غزة، وحماية لسفنهم في بحار اليمن، فلتنتبِهْ تلك النفوسُ والقلوبُ التي ما زالت تائهة ضائعة في متاهات اللاوعي واللافهم بحقيقة هذه الشرذمة التي تحكم الأراضي اليمنية المحتلّة، والتي لا يزال يراهن عليها الشيطان الأكبر في تحقيق أي إنجاز لهم بعد فشلهم خلال ٩ أعوام مضت”.

ويجدد التأكيد أن “هذا الإنجاز يعتبر دليلاً واضحًا على وعي الإنسان اليمني، ومعرفته بحقيقة الصراع ضد أمريكا الصهيونية وأدواتها في المنطقة، وفي اليمن”، مُضيفاً أن “فيه رسالة أُخرى لكل من تسول له نفسه المساس بالأرض والإنسان اليمني بأنه عندما يخدم أمريكا فمصيره النهائي الحقيقي الخسران لدنياه وعزته وشرفه وكرامته وكرامة ومنزلة أبنائه وأسرته، وَأَيْـضاً خسارة الآخرة مهما أعطاهم العدوّ من وعود وأموال؛ فالنهاية الحتمية هي الخسران المبين”.

ويشير إلى أن “إحباط الأجهزة الأمنية لهذه الأنشطة يدل على مدى فشل التحالف الأمريكي البريطاني على اليمن عسكريًّا ولجوئه إلى أساليبَ أُخرى تحاول زعزعة الأمن والاستقرار من الداخل”.

وشهدت عملية ضبط الخلية التجسسية التابعة لعمار عفاش أصداء كبيرة، يتمثل أهمها في أنها دليل على فشل أسرة عفاش وعمالتهم للصهاينة والإمارات، وأنهم كانوا مُجَـرّد أدوات لتنفيذ رغبات الخارج وحماية مصالح أمريكا و”إسرائيل” على مدى الثلاثين عاماً الماضية.

ويعتبر مراقبون للشأن اليمني، أن ضبطَ هذه الخلية الإجرامية التابعة لعمار وشقيقه طارق عفاش يؤكّـد حجم العمالة والخيانة لأمريكا وبريطانيا، وَإذَا ما دَقَّقنا في مهام الخلية والأعمال التي قامت بها، والمخطَّط المزمَع تنفيذُه، فكل ما سبق يؤكّـدُ أن الرجلَينِ، بل أسرة عفاش كان لها اليد في جميع الجرائم والتفجيرات والاغتيالات التي حدثت في اليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com