الذكرى السنوية للصرخة… المشروعُ التحريري للأُمَّـة

المسيرة- محمد ناصر حتروش:

في الثالث من ذي القعدة من العام 1422هـ أطلق الشهيدُ القائدُ المؤسِّسُ للمسيرة القرآنية، السيد حسين بدر الدين الحوثي، شعار الصرخة في وجه المستكبرين؛ ليشكل النواة الأولى لانطلاقة المشروع القرآني التحرّري المنبثق من العمق القرآني.

وجعل الشهيدُ القائدُ من العداء لأمريكا و”إسرائيل” بُوصلةً للتحَرّك العملي في الميدان، رافعاً لراية الإسلام التي نكّسها عملاء الصهاينة من المسلمين لعقود من الزمن.

ويأتي هُتافُ الحرية المنبثق من رؤية قرآنية كضرورة ملحة للتصدي للمشروع الأمريكي بعد وصوله لمرحلة بالغة الخطورة.

وتطل الذكرى الـ (23) لانطلاق هتاف الحرية، والمشروع القرآني يؤتي ثماره الطيبة والإيجابية على المستوى المحلي والعالمي.

وفي خطاب المناسبة أكّـد السيد القائد العَلَمُ عبدُ الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أن الأُمَّــة الإسلامية اليوم ترى إيجابية هذا المشروع القرآني المبارك في مساندة الشعب الفلسطيني بشكل مميز، وموقف متكامل.

وعلى صعيد متصل يشدّد عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح، على أن “شعار الصرخة ضرورة ملحة تتطلبها المرحلة، داعياً جميع الشعوب والدول والأنظمة العربية والإسلامية للانخراط ضمن المشروع القرآني”.

ويوضح في حديث خاص لـ “المسيرة” أن “الهجمة الأمريكية التي جاءت في مطلع الألفية على الأُمَّــة الإسلامية توسعت وبشكل غير مسبوق للحد الذي شملت مختلف المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية”، مبينًا أن “شعار الصرخة أتى ليواجه المشروع الأمريكي الذي يسعى لاحتلال العالم وإخضاع الأُمَّــة الإسلامية”.

ويذكر الفرح أن “الغرب بقيادة أمريكا و”إسرائيل” استطاع استهداف الأُمَّــة الإسلامية، مستغلاً الشتات والتبعثر والتفرقة التي عليها المسلمون في مختلف دول العالم”.

ويذكر أن “الولايات المتحدة الأمريكية تسعى بكل حرص منذ انتهاء الحرب العالمية على تأمين الكيان الصهيوني الإسرائيلي وذلك من خلال حروبها الصُّلبة والناعمة التي شنتها على جميع المسلمين”، موضحًا أن احتلال أفغانستان والعراق أتى في السياق العملي لتأمين “إسرائيل”، لافتاً إلى أن أمريكا استطاعت تدجين الأُمَّــة الإسلامية من خلال المصطلحات الرنانة التي تتغنى بها كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، مُشيراً إلى أن جرائم أمريكا في العراق وَفلسطين وغيرها من الدول تثبت مدى زيف وكذب تلك المصطلحات وأنها تكشف الوجه الحقيقي للحضارة الغربية.

وعن الدور الإعلامي في كشف المشاريع الأمريكية الاستعمارية يؤكّـد الفرح أن “على الإعلاميين مسؤولة كبيرة أمام الله في تبيين الحقائق للناس وتوعية الذين لا يزالون منخدعين بأمريكا ويرونها ذات حضارة”.

ويشدّد على أن “الجهل الحقيقي يكمن في المصطلحات والمفاهيم وليس في القراءة والكتابة كما كان في الماضي”، مبينًا أن “العديد ممن وصلوا إلى أعلى مراتب الدرجات العلمية وقعوا في شراك الحرب الناعمة التي يشنها الصهاينة”.

ويستغرب الفرح من “الخضوع والانبطاح الكبير لأمريكا من قبل العديد من الدول الإسلامية، بحجّـة الحماية وتوفير الأمن”، منوِّهًا إلى أن “الهيمنة الأمريكية على العالم بدأت في الانحدار، وبدأ العد التنازلي لانهيارها رغم وصولها لأوج قوتها”.

 

أمريكا شَرٌّ مطلق:

بدروه يؤكّـد الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني محمد البحيصي، أن “مشروع الصرخة التحرّري يأتي من منطلق الاستشعار بالمسؤولية الإيمانية في التحَرّك لنصرة الدين ومواجهة أعداء الإسلام”.

ويعتبر البحيصي أن “هتاف الصرخة بذرة المشروع القرآني الوارفة التي نراها اليوم تمد أغصانها وثمارها في مختلف بلدان العالم”، موضحًا أن “القرآن الكريم ذكر في آيات عديدة ضرورة العداء لليهود والنصارى، محرِّماً موالاتهم”، مبينًا أنه “لا مبرّر للسكوت والخنوع أمام مخطّطات الأعداء مهما كانت الأسباب والمعوقات”.

ويؤكّـد أن “المشروع القرآني يُخرِجُ الأُمَّــة الإسلامية من الضعف إلى القوة، ومن الظلام إلى النور، ومن الخوف إلى الطمأنينة؛ وهو ما تجلى في فكر ورؤية ومنهج الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-“.

وعن الهيمنة الأمريكية، يؤكّـد البحيصي أن “الولايات المتحدة الأمريكية أحكمت السيطرة على العالم من خلال الأنظمة العميلة التي تخوف الشعوب وتمنعها من الوقوف ضد أمريكا”.

ويوضح البحيصي أن “المستبصرين بالقرآن الكريم يدركون جيِّدًا خطورة أمريكا ومشاريعها التدميرية في المنطقة”.

ويعتبر البحيصي أن “غالبية الأنظمة العربية والإسلامية منتَجٌ من منتجات اللوبي الأمريكي، وَأن الكونجرس الأمريكي تبنى منذ ثمانينيات القرن الفائت مسألة تقسيم وتجزئة وبعثرة المنطقة الإسلامية ومحاولة تعميم القيم والعادات والفكر الأمريكي على العالم”.

ويلفت البحيصي إلى أن “القرآن الكريم بيّن لجميع المسلمين خطورة اليهود والنصارى، مشخصاً تشخيصاً دقيقاً سلوكياتهم ومكرهم وكيدهم وخداعهم، وفي المقابل حدّد للمسلمين أساليب وقائية تحمي المسلمين من الوقوع ضحية لليهود والنصارى”.

ويقول البحيصي: “كلّ من تولى أمريكا من الدول العربية والإسلامية والعالمية نراهم في حالة ليست جيدة وغير رابحة فمثلاً مصر منذ عهد أنور السادات الذي شخص أن مشكلة الصراع بين العرب و”إسرائيل” هي بيد أمريكا فطّبع مع أمريكا في الأمور الاقتصادية والعلمية والسياسية في حين نجد الآن الشعب المصري يعاني بشدة من أثر التطبيع”.

ويضيف: “وكذلك النظام السعوديّ وأنظمة الخليج انفتاحها مع أمريكا عزز السيطرة والهيمنة الأمريكية على دول الخليج كاملة ويكفيها ذلاً وخنوعاً ومهانة حينما ظهر الرئيس الأمريكي ترامب، وقال إنه لو رفع يده عن النظام السعوديّ لهزمت وتدمّـرت وكذلك تصريحه بأن السعوديّة بقرة حلوب يتم حلبها إلى أن يجف ضرعها وتذبح وكذلك الأردن والمغرب أي أنه كُـلّ من فتح بأبه للأمريكان أنما فتح بابه للشيطان ولجهنم”.

ويواصل: “الواقعُ يُثبِتُ أن جميعَ حلفاء أمريكا يخضعون للسيطرة الأمريكية ولا يستطيعون اتِّخاذ أي قرار دون استشارة من أمريكا، الحكام الذين خدموا أمريكا تخلت عنهم في نهاية المطاف، أمريكا شر مطلق”.

وعن ثمار التحَرّك القرآني، يؤكّـد الحبيصي أن مشروعَ المسيرة القرآنية استطاع فرض واقعاً إيمانياً تحرّرياً، ابتداء من المواجهة مع السلطة الظالمة، مُرورًا بثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، ثم مواجهة التكالب العالمي بقيادة السعوديّة والإمارات، والتي لا تزال آثارها حتى اللحظة، ثم الموقف التاريخي العظيم الذي صنعه اليمن بالوقوف العسكري والشعبي والسياسي مع غزة.

ويشدّدُ على أن “اليمنَ استطاعت بفضل القيادة القرآنية تغيير المعادلات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي والعالمي”، مبينًا أن “معركة اليمن ضد أمريكا و”إسرائيل” في (طوفان الأقصى) أثبتت أن اليمن دولة عظمى، وذات ثقل على مستوى الساحة الإقليمية والعالمية”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com