الرئيس المشاط: لن نسمح بإضرار المواطن وسنُفشِلُ كُـلّ المساعي الرامية لقتل الزراعة في البلد
المسيرة: صنعاء
أكّـد الرئيسُ المشيرُ الركن مهدي محمد المشاط، أن ما أُثيرَ مؤخّراً حول موضوع المبيدات والتي وصلت إلى تخويف المواطن أنها تسبب السرطان وأنها إسرائيلية، كله هراءٌ وأكاذيبُ لا أَسَاسَ لها من الصحة.
جاء ذلك خلال لقائه، الأحد، في العاصمة صنعاء، قيادات وزارة الزراعة والري، واللجنة المشكلة لتحديد أصناف المبيدات المسموح بها للاستخدام الزراعي.
وفي اللقاء تحدث الرئيس المشاط بشكل مطول، مؤكّـداً أن الحملة المسعورة الجائرة عن المبيدات الزراعية ليست منطقية، مُشيراً إلى أن المشكلة تكمن في آلية الاستخدام، وعدم وجود رُشد لدى المواطن.
وفيما لفت الرئيس المشاط إلى أن الزراعة في اليمن مستهدَفة من قبل جهات خارجية وعلى رأسها الاستخبارات الأمريكية وتعمل معها منظمات كثيرة، فقد دعا وزارة الزراعة والري إلى تكثيف جهودها في إرشاد المواطن في كيفية استخدام المبيدات استخداماً صحيحاً.
وأوضح أن مبيد “بروميد الميثيل” يتبع شركةً عالمية كانت تستخدمُه لمدة عقود من الزمن، وقرّرت الشركةُ التخلُّصَ من المبيد؛ نظراً لبروتوكول في أُورُوبا بأنه يؤثر على طبقة الأوزون، لكن لا يوجد مشكلة على طبقة الأوزون من اليمن.
وقال: “أنا من وجهتُ وكيل القطاع في الوزارة قبل عام ونصف عام لمنع هذا المنتج؛ لأَنَّي في محافظة صعدة مطلع على إجراءاته هو تعقيم تربة ولا يوجد لدينا بديل، إلا بديل بدائي يحتاج من ثمانية إلى تسعة أشهر”.
وَأَضَـافَ “سألت الجهات المختصة، هل يوجد بديل لهذا المبيد، قالوا لا، قلنا إذاً يدخل تحت إشراف الجهات المعنية، هذا الذي حصل؛ فهو منتج من شركة عالمية لها عقود تبيعه في كُـلّ دول العالم”.
وبيّن أنه بعد منع هذا المبيد اشتكى المواطنون في ثلاث محافظات بارتفاع سعره واختفائه من السوق، وأن المزارع لا يستغني عنه، واختفاؤه ألحق الضرر بالمزارعين والزراعة بشكل كبير.
وجاء في حديثه أنه “تم تشكيل لجنة من وزارة الصحة ومركز مكافحة السرطان للنزول في جميع المحافظات، لدراسة أسباب انتشار السرطان، ومعرفة المحافظات الأكثر انتشاراً فيها، وكنت متوقعاً أن تكون محافظة صعدة الأولى، وحجّـة ثانياً والحديدة ثالثاً؛ لأَنَّ هذه المحافظات تستخدم المبيدات بشكل كبير للزراعة، بالإضافة إلى أن العدوان استخدم أسلحة محرمة لها جزء ونصيب من انتشار السرطان ومن يتجاهل هذا الموضوع يغطي على جريمة العدوان في نشر الأوبئة والسرطان من خلال أسلحته التي هي أشد من المبيدات”.
وأتبع حديثه بالقول: “اللجنة رفعت أن المحافظات الأكثر تأثراً هي تعز، وإب، وذمار؛ لأَنَّ أكثر مديريات هذه المحافظات مشاطئة للساحل وهذا يدل على أن هناك نفايات دُفنت وهذه تقارير وصلت إلى اللجنة”، مُشيراً إلى أن “التقديرات الأولية حتى من اللجنة تقول إن وراء ذلك نفايات دُفنت في عهد النظام السابق، وهناك معلومات تقول إنه كانت سفن إسرائيلية وللأسف الشديد تنتهك المياه اليمنية في عهد النظام السابق وترمي النفايات السامة في مياه اليمن، وهناك تقارير تقول إنها دُفنت داخل المخاء وبعض المناطق”.
واستطرد “أن الأسبابَ الحقيقيةَ وراء السرطان سنصل إليها مهما كان، لا ينفعني الحملات الاستباقية ولا التغطية على جرائم العدوان، كذلك لدي أَيْـضاً مؤشر بأنه في الساحل الغربي استخدمت أسلحة غير تقليدية وهذا ما يزال ضمن الاحتمالات على أَسَاس نكون واقعيين، ولأزيدكم من الشعر بيتًا أخي الذي استشهد كان المسؤول الصحي في المخاء وجرح هناك بعدها انتشر السرطان فيه”.
وفيما يتعلق بموضوع مصنع المبيدات أكّـد الرئيس المشاط عدم السماح بأي ضرر للمواطن من إنشاء المصنع، في حين وجه بإبعاد المصنع قدر الإمْكَان من مساكن المواطنين تجنباً لأي احتمال ولو بسيط.
وفي ختام حديثه خاطب الرئيس المشاط الحضور بقوله: “أنتم رجال دولة تحملوا مسؤولياتكم ولا تنجروا وراء من يريد الإضرار واستئصال الزراعة في بلدنا، ويجب أن تكونوا سداً منيعاً لإفشال هذه المؤامرات وليس منساقين معها، وأنتم المسؤولون والمعنيون عن إدارة هذه العملية وتحقيق ما هو الأفضل والأصلح لبلدنا وما هو الذي يحافظ على حياة مواطنينا”، حاثًّا قيادة وزارة الزراعة على تحمل المسؤولية بجدارة، مؤكّـداً عدم السماح باستمرار أية شائعات تحمل أهدافاً مشبوهة.