شعارُ الصرخة.. كلمةٌ طيبة وقولٌ سديد

حسين الجلي

نعم إن قول كلمة الحق في وجه الظلم والطغيان من الكلام الطيب عند الله والمؤمنين، ولقد تجلى شعار التكبير الله أكبر، الموت لأمريكا..، على أرض الواقع.

إنه القولُ السديدُ لسَدِّ كُـلِّ الثغرات أمام الأعداء من اليهود والنصارى؛ فخلق إيماناً وثقةً بالله أنه الأكبرُ وما سوأه لا شيء، وأثره الكبير لخلق وعي عالٍ وبصيرة راسخة، بأن عدو الأُمَّــة هم اليهود والنصارى.

حدّد شهيدُ القرآن السيدُ حسين (رضوان الله تعالى عليه) بمفردات هذا الهتاف مشروعاً عظيماً، رافقته مقاطعةٌ لبضائع ومنتجات الأعداء، والتثقيف بالقرآن الكريم لخلِق وعي ومشروع عظيم ليبعثَ الأُمَّــة من موتها بين الأمم..

نعم إنها خمس عبارات اختزلها هذا الشعار ولكنها كانت عنواناً لمشروع قرآني تنويري توعوي؛ لأَنَّه أولاً: جعل من يهتفون به يرَون كُـلَّ ما سوى الله لا شيء، وأن أمريكا هي العدوُّ و”إسرائيل” ربيبة الصهيونية وأنها خطرٌ على الإسلام؛ فاليهود هم رأسُ الشر على البشرية، والنصرُ للإسلام من قول إلى عمل، وتثقيف ورؤية قرآنية شاملة لبناء الأُمَّــة من الفرد والنفس والروح، لتكون فاعلة لبناء حضارة للإسلام عنوانها دين الله القويم والعدل وإزالة الظلم.

نعم إن النصر للإسلام بالاستجابة لله أولاً بالهتاف بالشعار، ثم خطوات عملية على أرض الواقع نصرة لأبناء فلسطين المظلومين في معركة (طوفان الأقصى).

شعارُ الصرخة هو داعي الله من ولِّيه شهيدِ القرآن -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- وهو امتدادٌ لدعوة نوح وأذان إبراهيمَ وعصا موسى وكلمة عيسى (عليهم السلام) ورسالة محمد -صلوات الله عليه وآله- وجهاده وصدعه بالحق وبلاغ آيات الله.

لقد أتت ثمرة هذا الشعار في اليمن وامتد إلى أرجاء المعمورة لتتذوق الأُمَّــة عزة وكرامة، وَهَـا هي تؤتي أكلها كُـلّ حين بدءًا من المحاضرات ودروس شهيد القرآن، تجلت الثمرة في ست حروب متفرقة، وسجون، ثم ثورة شعبيّة، وتجلت بكل صلابة أمام العدوان السعوديّ الأمريكي، وانتصرت الكلمة الطيبة، وهَـا هي إن شاء الله تؤتي ثمارها من شجرة التضحية يختلط زيتونها بالنور والنصر لأهلنا في غزة وكلّ فلسطين، نعم أيها الناس إن لدلالات هذا الشعار ومصاديقه وقائعَ وأحداثاً كلها تشهدُ بأحقيته وصوابيته، لقد أعاد لنا كأمة ثقلَنا ودورَنا المطلوب بين الأمم من خلال قول الله: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).

إن شعارَ الموت لأمريكا يدفعُنا إلى الإعداد والبناء في كُـلّ مجلات الحياة والعودة إلى الله والقرآن وحمل المسؤولية بكل صدق وثقة، وَها هو شعار البراءة، برفقة المقاطعة والتثقيف بالقرآن يجعلنا في اليمن عنوانَ أُمَّـة ومشعلَ النور وَالعزة لكل البشرية وأملَ الخَلاص لكل المستضعفين، ليعلم الجميع أن وقود صواريخنا ومسيّراتنا لتعبُرَ البحارَ والمحيطاتِ وتغلق كُـلّ المضايق وتضرب ما لا يتوقعُه العدوّ هو الوقودُ المعنويُّ والدافعُ الأولُ هو الهُتافُ بالشعار؛ لأَنَّك حين تتبنى العِداء وتجاهر بالموت لعدوك تسعى عمليًّا بكل جد لكسب القوة لضربه وهزيمته والانتصارِ عليه.

إن أعظمَ ثمار الصرخة فضحُ وكشفُ وتعريةُ زيف وتضليل الأعداء، وتحصينُ الأُمَّــة من الداخل وتحديدُ بُوصلة العِداء للأعداء الحقيقيين: اليهود والنصارى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com