مجزرة تنومة بين دناءة القَتَلة وبشاعة التغييب
عبد الله علي هاشم الذارحي
تنومة إحدى مناطق اليمن تقع في عسير التي التهمتها الجارة، وتقع تنومة على طريق الطائف شمال مدينة أبها.
بهذا المكان شهد العام 1342هـ الموافق 1923م، مجزرة مروعة بحق آلاف من الحُجاج اليمنيين على أيدي جيش آل سعود، عرفت فيما بعد بـ”مجزرة تنومة”..
لقد استطاع النظام السابق تغييبَ مجزرة تنومة عنا نهجًا ومنهجًا وإعلامًا وعِلمًا بها.
نعم فغالبية الشعب اليمني لم يكن يعلم عنها شيئاً لا من قريب ولا من بعيد، رُغم أنها حدثت في التاريخ المعاصر، إلَّا أنها ظلت عقودًا من الزمن مُغيَّبة عن الذِكر.. لقد صار لها 104 أعوام إلى يوم 17 ذي القعدة 1445هـ..
فلما قرأنا عنها وسمعنا حكايتها وجدناها تحكي لنا عن قصة لجريمة مؤلمه جِـدًّا، كان جزاروها من التكفيريين قد فاقوا بوحشيتهم كُـلّ جرائم دواعش العصر، فهي جريمة يندى لها جبين الإنسانية.
ضيوف الله الأبرياء العُزل يُقتلون بتلك الطريقة والوحشية، وبذلك العدد الذي فاق الـ 3100 ولم ينجُ منهم إلا عدد قليل جِـدًّا تظاهروا بالموت ليكونوا شهودًا على بشاعتها..
لن نُصدق مزاعم النظام السعوديّ آنذاك فقد ادّعى أن الذين قاموا بارتكاب تلك الجريمة هم مجموعة قطاع طرق، لغرض نهب ما بحوزة الحجاج من خيرات البلدة الطيبة ومال وفير بحوزة الحجاج.
فلا شك أن الذي ارتكب الجريمة هو جيش وكتائب بني سعود المجرمون.
فهم الذين خططوا لها ونفذها جيشهم بوحشية تُنبئ عن حقدهم الدفين على اليمنيين.. منذ القرن التاسع عشر قتلوا أهلنا ونهبوا أرضنا وثرواتنا وصادروا قرارنا ردحاً من الزمن.. وما إن انتصرت ثورة الـ21 من سبتمبر ورفضنا تلك التصرفات ورفضنا الوصاية ناصبونا العداء.
نعم لقد جن جنونهم وقاموا بشن العدوان الظالم والحصار الجائر للعام العاشر على التوالي، ولكن بفضل الله تعالى صمدنا وثبتنا وانتصرنا وعلمنا يقيناً أن لا عهد لهم ولا ذمة منذ أن زرعتهم بريطانيا داء في جسد الأُمَّــة كافة واليمنيين خَاصَّة..
ستبقى مجزرةُ تنومه ثأراً لن ينسى وسيأتي الزمان التي سوف نُقاضي آل سعود ونُحاسبهم عن جرائم كثيرة بحق اليمنيين أبرزها مجزرة تنومة 1923م، سنثأر لدماء الشهداء المظلومين، سننتقم لألمنا الذي نعاني منه نتيجة العدوان والحصار، ويبقى أملنا بالله في النصر عليهم قريباً إن شاء الله تعالى.