اليمن أكبرُ مقبرة للحاصدة الأمريكية (إم كيو-9): إسقاطُ الطائرة الخامسة في معركة “الفتح الموعود”

المسيرة| خاص:

أعلنت القواتُ المسلحةُ، الثلاثاءَ، إسقاطَ طائرة أمريكية مقاتِلةٍ بدون طيار من نوع (إم كيو-9) هي الخامسةُ من نوعها منذ بدءِ معركة “الفتح الموعود والجهاد المُقَدَّس”؛ إسنادًا للشعب الفلسطيني، وذلك بعد أَيَّـام قليلة من إسقاط الطائرة الرابعة؛ الأمر الذي يُمَثِّلُ صفعةً جديدةً قويةً لسلاح الجو الأمريكي ولهذا النوع المتطور من الطائرات والذي يعتبر من أهمِّ وأحدَثِ الأسلحة التي يعتمِدُ عليها الجيشُ الأمريكي في عملياته على مستوى العالم.

وقال المتحدِّثُ باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، في بيانٍ: “انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ورَدًّا على العدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ على بلدِنا، نجحتْ قواتُ الدفاعِ الجويِّ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ وبعونِ اللهِ تعالى في إسقاط طائرةٍ أمريكيةٍ نوع (إم كيو- 9) أثناءَ تنفيذِها مهامًّا عدائيةً في أجواء محافظةِ البيضاءِ”.

وأوضح أنه “تمَّ استهدافُ الطائرةِ بصاروخِ أرضِ جو محليِّ الصنعِ، وسيتمُّ توزيعُ مشاهدَ الإسقاط لاحقاً بإذنِ الله”.

وأضاف: “إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكّـدُ أنَّ عمليةَ إسقاط الطائرةِ جاءتْ بعدَ أَيَّـام فقط من إسقاط طائرةٍ أُخرى من نفسِ النوعِ في أجواء محافظةِ مأرب، وبهذه العمليةِ تكونُ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ قدْ نجحتْ في إسقاط خمسِ طائراتٍ من هذا النوعِ خلالَ معركةِ (الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدَّس)”.

وأكّـد أنَّ “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ مُستمرَّةٌ في تطويرِ قدراتِها الدفاعيةِ للتصدِّي للعدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ على بلدِنا؛ ومستمرَّةٌ في تنفيذِ عملياتِها العسكريةِ؛ انتصاراً للشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ حتى رفعِ الحصارِ ووقفِ العدوانِ عنِ الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاع غزة”.

وكانت القواتُ المسلحة قد نجحت الأسبوع الماضي في إسقاط طائرة أمريكية من نفس النوع أثناء تنفيذها مهامًّا عدائية في أجواء محافظة مأرب.

 

مواصفاتُ (إم كيو- 9):

وتُعتبَرُ طائرة (إم كيو- 9) من أحْدَثِ وأهَمِّ الطائرات الأمريكية بدون طيار، حَيثُ تتمتَّعُ بمواصفاتٍ تكنولوجيةٍ متطوِّرَةٍ ومتقدمة للغاية، ويبلُغُ طولُها 11 مترًا، وعرضُها 20 مترًا مع الأجنحة، كما يبلُغُ وزنُها فارغةً أكَثْرَ من طنَّينِ، ويمكن أن يصل إلى 5 أطنان، وتحلِّقُ على ارتفاع يصلُ إلى 45 ألف قدم، بينما تتجاوَزُ سُرعتُها القصوى 300 كيلومتر في الساعة.

وتستطيع (إم كيو -9) الطيرانَ لمسافة تتجاوزُ ألفَي كيلومتر دون التزود بوقود، كما يمكنُها التحليقُ في ظروف جوية قاسية لفترة زمنية تتجاوزُ 40 ساعة متواصلة.

وأطلق الجيش الأمريكي على هذه الطائرة اسم “الحاصدة” للتعبير عن قدرتها العالية في تدمير الأهداف وتنفيذ الهجمات الدقيقة، حَيثُ تحمل هذه الطائرة ما يصل إلى 8 صواريخ موجهة بالليزر، و16 صاروخا من طراز (هيلفاير).

كما تمتلك نظامَ رادار متطوِّرًا ينقُلُ البيانات لعدد من الطائرات أَو المواقع على الأرض، وهي مزوَّدَةٌ بكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وأجهزة استشعار عالية الدقة تستطيع مسح منطقة ما من كافة الجهات بقطر 360 درجة.

ويشتري الجيشُ الأمريكي هذه الطائرةَ من شركة “جنرال أوتومكس” التي تنتِجُها بأكثرَ من 32 مليون دولار، بحسب تقارير أمريكية، لكن كلفتها مع الأسلحة والمعدات الإضافية تتجاوزُ ذلك، ويتم بيعُها لعدد من الدول بثمنٍ أكبرَ.

ونظرًا لقدراتها الاستخباراتية والهُجُومية يعتمدُ الجيشُ الأمريكي على هذه الطائرة بشكلٍ أَسَاسيٍّ في الكثير من عملياته المهمة والحساسة في رصد وجمع المعلومات وَأَيْـضاً ضرب الأهداف والإسناد في المعارك، وقد تفاخَرَ الإعلامُ الأمريكي باستخدامها في عملية اغتيال الشهيد قاسم سليماني.

 

اليمن أكبرُ مقبرة لطائرات (إم كيو-9):

وَيُعتبَرُ اليمنُ أكبرَ “مقبرة” لهذا النوع من الطائرات على مستوى العالم، حَيثُ نجحت الدفاعاتُ الجوية اليمنية في إسقاط تسع طائرات من هذا النوع منذ بداية العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن عام 2015، وقد اعترف الجيش الأمريكي بمعظمها.

ويمثل الإسقاط المتكرّر والاستثنائي لهذا النوع من الطائرات في اليمن ضربةً كبيرةً لهذا السلاح الذي تقدمه الولايات المتحدة كواحد من أهم إنتاجاتها العسكرية وتبيعُه لعدد محدود من الدول، وتحرصُ دائماً على محاولة تدمير حطامه عند إسقاطه.

وقد ذكرت وسائل إعلام هندية هذا الأسبوع أن الهندَ قد تُعِيْدُ النَّظَرَ في رغبتها بشراء هذه الطائرات لجيشها وقواتها البحرية؛ بسَببِ تكرار عملية إسقاطها في اليمن؛ وهو ما يعني أن القوات المسلحة اليمنية توجّـه ضربة تسويقية كبيرة وطويلة الأمد لهذا النوع من الطائرات، إلى جانب الخسائر المباشرة التي يتكبَّدُها الجيشُ الأمريكي؛ نتيجة الفقدان المتكرّر لهذه الطائرات في اليمن، وهي خسائرُ بلغت منذ نوفمبر الماضي فقط أكثرَ من 160 مليون دولار، علمًا بأن بعضَ طائرات (إم كيو -9) التي تم إسقاطُها في اليمن من النوع البحري، وهي أكبرُ تكلفة.

ويمثِّلُ مِلَفُّ إسقَاطِ طائرات (إم كيو-9) الأمريكية في اليمن (بعد إسقاط تسع منها) شهادةً واضِحةً على كفاءة وتميز الدفاعات الجوية اليمنية ونجاح التصنيع الحربي اليمني في تجاوز تقنيات التشويش والتخفي والمناورة لهذه الطائرات وتحييدها بشكل كامل؛ وهو ما يعني أن الجيش الأمريكي أصبح فاقدًا لأية ميزة يوفِّـــرُها له امتلاكُ هذه الطائرات، بل إنه أصبح مضطرًّا إما لوقف استخدامِها أَو المخاطر بتكبُّدِ المزيدِ من الخسائر وتلقِّي المزيد من الضربات التسويقية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com