إيران تودِّعُ أقمارَها الشهداء بدموعٍ لسانُ حالها “إذا كان الهبوطُ صعباً فالنهوضُ والصعود سيكون مشرقاً”
المسيرة | خاص:
في مشهدٍ جنائزي مهيبٍ ملبَّدٍ بالسواد، تخيِّمُ عليه غمائمُ الحزن والألم، ومرارة الفراق.. سارت جثامينُ الشهداء “الشهيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه السبعة، وسط الآلاف من المواطنين، الذين توافدوا منذُ الصباح الباكر إلى مدينة تبريز بمحافظة أذربيجان الشرقية شمالي شرق إيران، للمشاركة في مراسيم التشييع؛ إذ إنها كانت المحطة الأخيرة للشهداء، أمضوا فيها ساعاتِهم الأخيرةَ في خدمة الشعب، ومنها انطلقت مراسم التشييع والوداع.
حشودٌ جماهيرية ضخمةٌ خرجت للمشاركة في مراسم التشييع، الذي جاب شوارع المدينة التي خيم عليها الحزن واتشحت بالسواد؛ حداداً على شهداء الحادث المؤلم الذي شكل صدمة لإيران والعالم، حَيثُ رفع جموع المشاركين صور الشهداء ولافتات تشيد بالرئيس الشهيد، وعلت الشعارات المؤيدة للجمهورية الإسلامية ولثورتها وقيادتها وسط تأكيد المسؤولين على العزم الجاد لمتابعة مسير الشهيد رئيسي.
“سنبني سُلَّماً من كُـلّ مصيبة ليخلق مجداً جديداً”: هكذا قال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي: “لقد أظهر الشعب الإيراني أنه سيبني سُلَّماً من كُـلّ مصيبة ليخلق مجداً جديدًا لهذا النظام وهذه الأُمَّــة، صحيح أن هبوطنا في هذه الحادثة كان صعباً، لكننا سنحقّق صعوداً مشرقاً، نحن بانتظار نهوضنا المشرق بعد هذه الحادثة”.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن مراسم تشييع جثمان الرئيس الإيراني الشهيد ورفاقه ستستمر لـ3 أَيَّـام، حَيثُ بدأت من الثلاثاء، في مدينة تبريز، ومن ثم ستنقل جثامين الشهداء إلى محافظة قم، ومنها إلى طهران.
وبعد محطة الوداع الأولى، تم نقل جثامين الشهداء إلى طهران، وبعد مراسم وداع قصير في طهران بحضور كافة الوزراء وعائلاتهم، استمرت 4 ساعات، تم نقل جثامين الشهداء إلى المحطة الثانية؛ إذ وصلت جثامين الشهداء إلى مدينة “قم” جنوبي العاصمة طهران، والتي خرجت عن بكرة أبيها، وجرت مراسم تشييع الشهداء في مرقد السيدة المعصومة، بمشاركة وصفت بالمليونية من أهالي المحافظة؛ وتوجّـه موكب التشييع إلى مسجد “جمكران” المقدس في ضواحي “قم”، لحضور مراسم الوداع الأخير.
وليلاً وصل موكب جثمان الرئيس الإيراني الشهيد إبراهيم رئيسي ورفاقه، العاصمة “طهران”، وأوضحت مصادر إعلامية أنهُ وفي صبيحة الأربعاء، ستقام صلاة الجنازة من قبل قائد الثورة الإسلامية على جثامين الشهداء الطاهرة في جامعة طهران، ومن ثم يتوجّـه موكب جثامين الشهداء إلى ساحة “آزادي” (الحرية) غرب طهران، وهناك ستقام عصر الأربعاء، مراسم التشييع الرسمي بحضور ضيوف ووفود إقليمية وأجنبية.
ومن طهران سينقل جثمان الرئيس الإيراني إلى مدينة “بيرجند” مركز محافظة “خراسان” الجنوبية لإقامة مراسم وداع وتشييع، صباح الخميس، ومن ثم تليه مراسم أُخرى في مدينة “مشهد” المقدسة، حَيثُ مسقط رأسه ليوارى الثرى إلى مثواه الأخير في “السدانة الرضوية” التي تحتضن ضريح الإمام “علي بن موسى الرضا” (ع)، بحسب وسائل الإعلام الإيرانية.
هذا واستشهد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبدالله يان، وإمام جمعة تبريز حجّـة الإسلام علي آل هاشم، ومحافظ “أذربايجان” الشرقية، مالك رحمتي، وقائد وحدة حماية الرئيس العميد سيد مهدي موسوي، وعددٌ من الحراس الشخصيين والطاقم، في حادث تحطم المروحية الرئاسية، عصر الأحد الفائت.
وبعد مرور أكثر من 12 ساعة، على سقوط المروحية الرئاسية في منطقة وعرة قرب الحدود مع جمهورية أذربيجان، عثرت فرق الإنقاذ الراجلة على حطام المروحية في ظل ظروف جوية صعبة وضباب كثيف عرقل عمليات الإنقاذ.
والمروحية التي سقطت هي واحدة من ثلاثة عائدة من مراسم تدشين سد مشترك بين جمهورية إيران وجمهورية أذربيجان أقيمت برعاية الرئيس الإيراني الشهيد إبراهيم رئيسي ونظيره الأذربيجاني “إلهام علييف”.