السيد نصرالله: على العدوّ أن ينتظرَ منّا المفاجآت.. وإيرانُ السندُ الأقوى للمقاومة
المسيرة | متابعات
أعلن الأمينُ العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، ليلةَ السبت، أنه “تم إلغاء الاحتفالات بمناسبة عيد المقاومة والتحرير بعد استشهاد السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه”.
وقال السيد نصر الله، في الاحتفال التكريمي للشهداء الأبرار الرئيس السيد “إبراهيم رئيسي” ووزير الخارجية “حسين أمير عبدالله يان” ورفاقهما في مجمع سيد الشهداء، بالضاحية الجنوبية لبيروت: ”نعبر عن مشاركتنا مشاعر ومعاني الفقد وبعض وفائنا للذين وقفوا معنا دائماً ولم يتخلوا عنا في يوم من الأيّام، وَنتقدم بالعزاء وأسمى آيات العزاء بهؤلاء الأعزاء الكرام”، وأضاف: “نحتاج إلى معرفة الشهداء؛ لأَنَّنا بحاجةٍ إلى القُدوة، وبدون القُدوة يبقى ما نؤمن به مُجَـرّد أفكار ونظريات”.
وتابع ”تعرفنا على السيد إبراهيم رئيسي في ثلاثةِ مواقعَ أحدَثَ تحولاً فيها، وشهدناه يعملُ كرئيس للجمهورية في الليل والنهار وحاضراً في كُـلّ المحافظات وفي القرى البعيدة وعرّض نفسه لمخاطر وقدم تجربة مهمة جِـدًّا، وهذا الرئيس كان فقيهًا وعالماً ومؤمناً ومتدينًا وَمتواضعًا جِـدًّا وَمحبًّا جِـدًّا وقريبًا من الناس، وخُصُوصاً الفئات المحرومة والفقيرة والشجاع في مواجهة الظالمين والطغاة والمؤمن بالمقاومة وقضيتها ومعركتها”.
وأردف بالقول: “عمل السيد إبراهيم رئيسي من خلال موقعه في رئاسة الجمهورية على دعم القضية الفلسطينية وحركات المقاومة في المنطقة على كُـلّ صعيد وكان التزامه كَبيراً في هذه المسألة وساعده الوزير حسين أمير عبدالله يان المؤمن بالمقاومة وعاشق لها ونعرفه منذ وقت طويل، الشهداء كان عشقهم وحبهم وروحهم مع الفقراء والمحرومين وهذه هي مدرسة الإسلام ومدرسة الرسول الأعظم وآل بيته عليهم السلام”.
وأشَارَ إلى أن “إيران تدعم حركات المقاومة بالمال والسلاح والتدريب والخبرة والتجارب والسيد رئيسي كان التزامه بذلك كبيراً”، وقال: إنه “عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران كانوا يخططون أن يصل صدام إلى طهران خلال أسابيع، وعندما حصلت الحادثة وقبل حسم النتيجة بشهادة الأعزاء رأينا التحليلات أن الشعب الإيراني سيدير ظهره”، لافتاً إلى أن “رسالة مشاهد التشييع المليونية في اليومين الماضيين في أكثر من مكان هو ثالث جنازة في تاريخ البشرية بدون مبالغة”.
وأوضح أن “التشييع المليوني يجبُ أن يطمئِنَ جميعَ الأصدقاء ورسالةٌ للعدو الذي فرض الحروب على إيران والعقوبات والتضليل والاغتيالات وبقيت إيران قويةً وصامدة وتكبر وتقوى ويعلو شأنها في العالم على كُـلّ صعيد، ويجب على العدوّ أن ييأس وأحد أسباب فشل السياسة الأمريكية هو الانفصال عن الواقع وإنكار له ولذلك أخطأوا في افغانستان والعراق وفي إيران والمنطقة”.
وفي موضوع دعم المقاومة قال: إن هناك “قاعدة ثابتةً لدى الجمهورية الإسلامية وجزء من هُــوِيَّتها وطبيعتها وجزء أصيل من دينها ولا يتبدل مع تبدل المسؤولين، ولكل الأعداء الذين ينتظرون أن تضعف إيران وأن تتراجع وأن تتخلى عن فلسطين وعن المقاومة أنتم تعيشون اوهاماً وسراباً وخيالات”.
وحول مسار معركة (طوفان الأقصى) قال نصر الله: “اليوم ونحن في الشهر الثامن من الحرب على غزة “الإسرائيليون” أنفسهم في السلطة والمعارضة كلّهم يجمعون على أن ما عايشه الكيانُ هذه السنة لم يسبق له مثيلٌ، العدوّ يعترف بالمعاناة الشديدة التي يواجهها ويعترفُ بالعجز والفشل”.
وأشَارَ إلى أن “من نتائج (طوفان الأقصى) ثباتَ المقاومة وصمودَها “إسرائيل” اليوم أمام المحكمة الجنائية بعد طلبها إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت”.
كما توجّـه بالشكر إلى كُـلّ الأساتذة والطلاب في كُـلّ أنحاء العالم الذي تحَرّكوا نصرة لغزة، “المظاهرات في جامعات العالم وأمس أمام الكونغرس الأمريكي تبيّن حجم المشاعر الإنسانية التي استنهضها (طوفان الأقصى) في كُـلّ العالم”.
وأكّـدَ أمين المقاومة أن “إسرائيلَ لم تحترم يوماً قرارًا دوليًّا فقد شنّت أعنفَ الغارات على رفح بعد قرار محكمة العدل الدولية”، مُضيفاً، أن “نتنياهو واضح أنه تبرّأ من الأجهزة الأمنية في الكيان وذلك خلال الحرب وقال إنه لم يقدموا له تقييمات صحيحة حول التهديدات من غزة، نتنياهو ذاهب نحو حائط مسدود ويأخذ الجبهة المقابلة إلى نصر تاريخي ومؤزَّر”.
وقال: “فاجأتكم غزة وانهارت قواتُ النخبة لديكم وحزب الله بادر إلى فتح الجبهة وفاجأكم اليمن، وعندما قصفتم القنصلية الإيرانية بدمشق فاجأتكم الجمهوريةُ الإسلامية بوعدها الصادق”.
وخَلُصَ السيدُ نصر الله بالقول: “أقول لنتنياهو ولحكومة العدوّ يجب أن تنتظروا من مقاومتنا المفاجآت، نحن في المقاومة درسنا كُـلّ خطواتكم؛ فلا خداعكم ينطلي علينا وهذه المقاومة سَتستمر؛ إسنادًا لغزة وأهدافنا وشعاراتنا واضحة”، مؤكّـداً على “نحن مسيرةٌ تنتمي إلى الشهداء ونواصل الطريق بالتضحيات والإنجازات وهذا يتطلب منا الثبات والصمود واليقين”.