محورُ المقاومة: الحقائقُ والوقائعُ والقدرات.. إخفاقاتٌ متوالية للصهاينة والأمريكان
عبدالجبار الغراب
سارت مجريات الأحداث الحالية والمتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط وبقطاع غزة على وجه الخصوص ضمن مساراتها المتعددة، في كشفها لكل إخفاقات الأمريكان والصهاينة المتكرّرة في كافة الجوانب والأصعدة المختلفة، فكلما برزت وظهرت أحداثاً جديدة كان لها انعكاساتها الإيجابية لصالح القضية الفلسطينية، وفي إخراجها للحقائق الثابتة وقدراتها الكاملة المتماشية ضمن إطارها المتناسق ووضعها المرتب والموضوع لتحقيق أهدافها المرجوة، فصوابية الأهداف الموضوعة وعدالة القضايا المشروعة ومساندتها للمستضعفين هي مبادئ وقيم دينية حدّدتها ووضعتها قوى الإيمان والجهاد ممثلة بمحور المقاومة الإسلامية في مواجهة قوى الشر والغطرسة والهيمنة العالمية.
شكلت مختلف الأحداث البارزة الظهور وبشكلها المفاجئ وغير المتوقع في خلقها لوقائع جديدة فعلية، كواقعة حادثة سقوط المروحية الإيرانية والتي أسفرت عن استشهاد الرئيس الإيراني ووزير خارجيته والمرافقين لهم، والتي كانت للنظرة الأمريكية اصطيادها كحدث يربك المشهد الداخلي الإيراني، والتي سرعان ما كان للواقعة إفشالها للنظرة الأمريكية وإظهارها لقدرات استقرار وثبات وانتظام للدولة الإيرانية وامتلاكها لكافة القدرات والإمْكَانيات لمواجهة كافة الصعاب والتحديات، لتتكامل الدلائل كلها في توضيحها لمدى الاهتمام الشعبي الإيراني والإسلامي الواسع والذي لم يسبق له مثيل وبكافة الوسائل الإعلامية ولساعات طويلة في ترقب وانتظار، وما عمتها برقيات التعازي من كُـلّ البلدان العالمية والمشاركة الواسعة لوفود لأكثر من خمسين دولة ومن أعلى مستويات القيادة لحضور مراسم التشييع؛ كُـلّ ذلك أعطاها التوضيح لمدى مكانة وحجم إيران على الصعيد العالمي كدولة قوية صاحبة نهوض وتطور ضاهت الدول العالمية الكبرى.
حقائق ثابتة وقدرات كاملة أكّـدت على أن إيران دولة مؤسّسات متكاملة الزوايا والأركان، ولها دستور حدّد كُـلّ المهام ووضع الآليات لتجاوز كُـلّ الصعوبات والعوائق، فالقدرات السياسية للرئيس الراحل الحافلة بالعطاءات العظيمة والإنجازات كبيرة سواء في ردمه للفجوات التي كانت حاصلة مع بعض الدول المجاورة وترميمه للعلاقات، وقيامه بشراكات واضحة لبناء علاقات استراتيجية كبيرة مع أغلب الدول والتي أعادت إضافتها الواسعة لمكانة وحجم إيران المتصاعد كقوة عالمية بارزة بعيدًا عن الغرب المتمصلح والناظر للصعود الإيراني تهديداً للوجود الغربي في المنطقة بالذات، والانضمام لمنظمة البريكس كمجموعة قوية تتماشى في وجود قوى متعددة الأقطاب، فعبرت مواقف الإعلان تكريمها للرئيس الإيراني الراحل بتحديدها لأيام حداد ونكست الإعلام كما في تركيا ولبنان وببعض المؤسّسات الدولية ووقوفهم لدقيقة صمت بمجلس الأمن وبمنظمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
حقائق ووقائع وقدرات عبرت عنها المقاومة اللبنانية ومنذ اليوم الثاني لانطلاق معركة (طوفان الأقصى)، لتعطي كافة دلائلها الواسعة في إلحاقها بكيان الاحتلال الخسائر الكبيرة وإرهاقه في كُـلّ محاور المواجهات، ولأبعد من 30 كيلو متراً مربعاً لداخل حدود الأراضي المحتلّة، لتتصاعد حَـاليًّا عمليات المقاومة اللبنانية خمسة أضعاف عن ما كانت عليه، وتوسعت في استهدافها لمعسكرات الكيان، معلنة في حصادها لجنودهم وآلياتهم وبصواريخ دقيقة وبطائرات مسيّرة انقضاضية وثقتها عدسات الإعلام الحربي للمقاومة في نقلها للصورة وتوضيحها للخسائر المتراكمة للعدو الإسرائيلي، لتتراكم معها الإخفاقات الصهيونية الأمريكية في عدم قدرتها على مواجهة التطور والنهوض المتصاعد والمتنامي للمقاومة اللبنانية.
حقائق الإيمان المطلق للشعب اليمني وقيادته الثورية وإيمَـانهم الراسخ بمناصرة المستضعفين ووقوفهم بالأفعال الواقعية وتطور القدرات التسليحية في مواجهة كيان الاحتلال بضرب سفنهم في البحار والمحيطات حقّق المراد وألحق بهم الخسائر الاقتصادية الفادحة، لتتراكم كُـلّ الإخفاقات الأمريكية في فشلها لصد وردع اليمنيين في مساندتهم للفلسطينيين رغم شنهم لعدوان مع الإنجليز لكنهم وقعوا في فخ الاستهداف لكل سفنهم التجارية ومدمّـراتهم وبوارجهم العسكرية واعترافاتهم المتواصلة لعدم قدرتهم على إخفاء الكثير من الاستدلالات التي كشفها كبار القادة العسكريين، واضعين من خلالها خيارات كثيرة لتدارك وتلافي قادم الخسائر التي خاضوها في معاركهم مع القوات اليمنية في البحار والمحيطات، وعدم قدرتهم على المواجهة والصمود في ظل التطور النوعي العسكري الملحوظ للجيش اليمني، والذي أظهر هشاشة صناعة الأمريكان العالمية في إنتاجهم للطائرات المسيّرة من نوع MQ9 وإسقاطها من قبل الدفاعات اليمنية ولخمس مرات متتالية، والتي تراجعت دولة الهند وألغت صفقة لشرائها.
تواصلت العزلة العالمية للكيان الصهيوني ومعه حليفه الأمريكي وبعدة مسارات مختلفة، وانكشف زيف وادِّعاءات ديمقراطية الأمريكان في فضهم لعشرات المعتصمات لطلاب الجامعات الأمريكية المساندة للقضية الفلسطينية واعتقالهم لأكثر من 3000 طالب جامعي، لتزداد العزلة للكيان في تصاعدها بما قام به المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصداره لمذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائه نتنياهو ووزير الدفاع، في بادرة تاريخية لم تحدث بهذا الشكل رغم المساواة بين الضحية والجلاد، وُصُـولاً إلى إعلان ثلاث دول أُورُوبية إسبانيا وإيرلندا والنرويج اعترافهن بالدولة الفلسطينية كبادرة أولية لإخفاقات متوالية للصهاينة والأمريكان وفي كُـلّ النواحي والمجالات.