الإفراجُ عن 112 أسيراً مبادرةٌ في مسار السلام بانتظار الطرف الآخر.. نجاحٌ جديدٌ في معركة الأخلاق والقيم
المسيرة: محمد حتروش
تفاعَلَ عددٌ من السياسيين والنشطاء وذوي الأسرى المحرّرين مع المبادرة الإنسانية التي أعلنت عنها اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، أمس الأحد، بالإفراج والعفو عن (112) أسيراً من أسرى الطرف الآخر والتي نُفِّذت بتوجيهات كريمة من السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-.
وفي نزول ميداني لـ “المسيرة” يؤكّـد عدد من السياسيين والنشطاء ومسؤولي الدولة، أن “الإفراج عن الأسرى يثبت حرص القيادة الثورية والسياسية على تحقيق السلام وإنهاء الحرب ولَــمِّ شمل اليمنيين، لا سِـيَّـما أن هذه المبادرة لم تكن الأولى من نوعها وإنما سبقها العديد من المبادرات الإنسانية من طرف واحد”.
ويؤكّـدون أن “تنفيذ مثل هذه المبادرات الإنسانية المتكرّرة تعزز الوحدة الوطنية وتعكس قيم الرحمة والتسامح التي يتحلَّى بها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-“.
إحراجٌ جديدٌ للعدوان والوسيط الأممي:
ويأتي الإفراجُ عن 112 أسيراً كمبادرة حكيمة وإنسانية من قبل القيادة الثورية والتي تتزامن مع ركود الملف الإنساني وتجاهل متعمد من قبل الأمم المتحدة، بحسب ما يؤكّـده وزيرُ حقوق الإنسان بحكومة تصريف الأعمال، علي الديلمي.
ويقول الديلمي في تصريح خاص لـ “المسيرة”: “الأمم المتحدة تتعمد عرقلة الملف الإنساني وهي تَدَّعي حرصَها على حقوق الإنسان، فأين ذلك الحرص؟ ولماذا لم تنجز الملف الإنساني في اليمن بالرغم من جهوزيته الكاملة، بينما نلاحظ أنها تهتم وتعمل بوتيرة عالية جِـدًّا في مسألة ملف أسرى الاحتلال الإسرائيلي؟! وهو ما يكشف تواطؤ الأمم المتحدة وعدم اتِّزانها في القيام بأعمالها، حَيثُ تكيل بمكيالَين”.
ويضيف “الأمم المتحدة لم يقتصر عملُها على عرقلة الملف الإنساني في اليمن وإنما نراها تخضعُ للولايات المتحدة الأمريكية وتستجيب لشروطها التي تحاول من خلالها الضغط على اليمن للتخلي عن موقفه الإنساني المساند لغزة”.
ويشير الديلمي إلى أن “الإفراج عن الأسرى بعد التخلي عنهم من قبل العدوان ومرتزِقته يوصل رسالة لمن لا يزالون في صفوف العدوان، مفادها أن قادةَ العدوان وأتباعَهم لا يأبهون بكم ولا يلقون لكم أي اهتمام؛ فأنتم بالنسبة لديهم مُجَـرّد أدوات تنفذون أجندة تخدم العدوّ وبمُجَـرّد وقوعكم في الأسر يتم التخلي عنكم بكل بساطة”.
تعزيز للموقف الأخلاقي:
فيما يوضح وكيل وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة صالح الخولاني، أن “الإفراجَ عن الأسرى دون مقابل يجسِّدُ القيمَ الإنسانية والأخلاقية المنبثقة من القرآن الكريم والتي تتحلَّى بها القيادةُ الحكيمة”.
ويقول في تصرح خاص لـ “المسيرة”: “أمام هذه الفرحة الكبرى لأهالي وذوي الأسرى المفرج عنهم نتساءل: هل سيتجه تحالفُ العدوان السعوديّ ومرتزِقته إلى حلحلة الملف الإنساني وإنجاز صفقة تبادل شاملة لجميع الأسرى أم أنه لا يلقي لهم ولأسرهم أي اهتمام وهم من ضحوا وقاتلوا في صفه”.
ويضيف “هذه المبادرة الإنسانية تثبت حسن النوايا أمام الطرف الآخر في تحقيق السلام وإنهاء الحرب وتنفيذ صفقة تبادل شاملة”.
بدوره يؤكّـد محافظ إب اللواء عبد الواحد صلاح، أنه “تم الإفراجُ عن 43 أسيراً من المغرر بهم من أبناء المحافظة”.
ويوضح في تصريح خاص لـ “المسيرة” أن “الإفراج عن الأسرى من طرف واحد يثبت سماحة القيادة وحرصها الشديد في الاهتمام بالوطن وأبنائه”، داعياً المغرر بهم للعودة إلى حضن الوطن، لا سِـيَّـما أنهم يرون قيادة العدوان لا يهتمون بزملائهم الذين في السجون.
من جهته يقول محافظ ذمار محمد البخيتي: “إن الإفراجَ المتكرّرَ عن الأسرى دون مقابل يثبتُ نقاوةَ القيادة الثورية وتعاملها المتميز والفريد من نوعه والذي لا مثيل له في التاريخ”.
ويضيف في تصريح خاص لـ “المسيرة” “في بدايةِ العدوانِ وقبل أن يقعَ أسرانا في سجون العدوان ومرتزِقته كنا نفرِجُ عن الأسرى دون مقابل، وبعد ما وقع الأسرى وجدنا العدوان ومرتزِقته يقومون بتصفية الأسرى والتنكيل بهم والتمثيل بجثثهم اضطررنا للحفاظ على الأسرى للتفاوض بهم في صفقات تبادل”.
ويبيِّن البخيتي أن “القيادةَ تولي اهتماماً بالغاً بمِلف الأسرى؛ كونه ملفاً إنسانياً وأن العديد من المفاوضات السابقة كان الملف الإنساني من الأولويات التي كانت تُطرح على طاولة المفاوضات”، مؤكّـداً أن “العدوان ومرتزِقته كانوا ولا يزالون يعرقلون مِلف الأسرى ويتلاعبون به، من خلال تبديل الأسماء وخلط المصطلحات بين المعتقل والأسير”.
ويحمّل البخيتي معاناةَ الأسرى وذويهم تحالفَ العدوان ومرتزِقته، ولا سيَّما حزب “الإصلاح” الذي لعب دوراً كبيراً في عرقلة ملف تبادل الأسرى وَعرقل العديد من الصفات التي كانت على وشك التنفيذ.
ويدعو البخيتي كافةَ الشعب اليمني للضغط على تحالف العدوان ومرتزِقة لتحريك الملف الإنساني وإنجاز صفقة تبادل شاملة الكل مقابل الكل.
عودةٌ للحياة بمكرمة القائد:
الأسرى المفرَجُ عن عنهم بدورهم عبَّروا عن فرحتِهم الغامرة بالإفراج، مثمنين دور القيادة الثورية وحرصها في الإفراج عنهم بعد التخلي عنهم من قبل تحالف العدوان.
ويعتبر صدام مقبل الهلالي، من أبناء محافظة إب وأحد الأسرى المفرج عنهم خروجه من السجن بميلاد جديد وعودة للحياة.
ويوضح صدام الهلالي في تصريح خاص لـ “المسيرة”، أن أسره تم أثناء قتاله مع المرتزِقة بوادي آل أبو جبارة بتاريخ 28/8/2019م.
ويبين الهلالي أنه أثناء تواجده بالسجن كان يتواصل مع زملائه وَأصدقائه ومسؤوليه الملتحقين بالعدوان إلَّا أنهم تنكروا له؛ بذريعة انتمائه لفصائل أُخرى تتبع تحالف العدوان، مؤكّـداً أنه تواصل مع قيادة أُخرى تتبع تحالف العدوان والتي بدورها تنكرت له.
ويقول الهلالي: “رسالتي لمن تبقى في السجون وَللملتحقين بصفوف العدوان أن يرجعوا إلى جادة الصواب ويتركوا العمالة للخارج”، مؤكّـداً أن “العدوان ومرتزِقته لا يبالون بمن وقع بالأسر ولا يلقون له أيةَ أهميّة”.
ويضيف “قاتلنا وضحينا بأروحنا في طريق الباطل وفي الأخير تنكَّروا لجهودنا”.
ويصف الهلالي قرارَ العفو عنه بالنعمة الكبرى والفرصة الذهبية في العودة للوطن والأهالي، مؤكّـداً استفادته أثناء السجن بتعلم هدى الله والالتزام بالمنهج القرآني التنويري الذي يُفيدُ الإنسان في حياته ويعرِّفُه بأعدائه الحقيقيين.
بدورهم عَبَّرَ ذوو الأسرى المفرَجِ عنهم عن شُكرِهم وتقديرهم للقيادة الثورية والسياسية في إفراجهم عن الأسرى دون مقابل.
واستنكر الأهالي تخلِّي قيادة العدوان ومرتزِقته عن أبنائهم وتنكرهم لهم بعد أن زج بهم في جبهات القتال.
وطالب أهالي الأسرى قيادة تحالف العدوان ومرتزِقتهم بمثل هذه المبادرات الإنسانية وتحريك الملف الإنساني وإبرام صفقة تبادل شاملة تنهي المعاناة الإنسانية للأسرى وذويهم من الطرفَينِ.
ومبادرةُ الإفراج عن 122 أسيرًا من الطرف الآخر ليست الأولى؛ إذ سبقتها في فترات سابقة عشرات المبادرات، تم فيها العفوُ والإفراجُ عن 920 أسيراً من طرف واحد.
ويشهدُ المِلَفُّ الإنساني الخاص بتبادل الأسرى جُمُوداً منذ إعلان الهُدنة وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى في شهر رمضان من العام 1443هـ.