(ثم استقاموا)
نسيم الهادي
يقول الحق جل وعلا: {إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ} (فصلت:٣٠).
نرى في الآية الكريمة تم استعمال معها (ثم) قالوا ربنا الله ثم استقاموا، لم يتم استعمال حرف العطف (الفاء)، فاستقاموا، بالرغم أن استعمال الفاء بالنسبة للإنسان من وجهة نظره أنها فائدة له؛ لأَنَّ حرف العطف الفاء يفيد التعقيب مع التتابع.
أما “ثم” تفيد التعقيب مع التراخي، فاستُعمِلت من وجهة نظري والله أعلم؛ لأَنَّ هناك من الناس وقد تجد الكثير منهم، قالوا ربنا الله، ثم لا تحدث لهم استقامة وثبات، فقد يعيشون في حالة الوهم أن إيمانهم بتلك الطريقة مقبول عند الله، فيتعرضون للسقوط.
لذلك هناك الكثير من الأدعية في القرآن الكريم، يدعو الإنسان بها الله تعالى لينال التوفيق والهداية والمعونة والإرشاد، والتثبيت على طريق الهداية حتى لا يزيغ الإنسان (يُسلَب الهداية والتوفيق الإلهي)، من هذه الأدعية وهي كثيرة:
” رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا”
“رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ”
“رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أنت ٱلۡوهَّـاب”
وكما تحدث السيد القائد عن أهميّة الأدعية القرآنية.. وما قلته إنما هو استلهام مما تحدث عنه من الهدى في الكثير من محاضراته، وأن الإنسان حتى العامي بعد الصلوات وفي أي وقت ومكان يستطيع أن يدعو الله من القرآن وَأَيْـضاً يدعو حتى بلهجته التي من خلالها يستطيع التعبير عما يريده من الله، يعبر بأُسلُـوبه الذي يقدر عليه.