بشائرُ التصعيد اليمني تتعاظم: ارتفاعُ كثافة وشدة العمليات البحرية
المسيرة: خاص:
تصاعدت بشائرُ تصعيدِ زخمِ وتأثيرِ العملياتِ اليمنيةِ المسانِدةِ للشعب الفلسطيني، بعد أن توعَّدَ قائدُ الثورة السيدُ عبدُ الملك بدر الدين الحوثي بذلك، حَيثُ أعلنت القوات المسلحة عن استهداف ست سفن مرتبطة بالعدوّ ومدمّـرتين أمريكيتين منذ الجمعة، فيما أبلغت هيئةُ عملية التجارة البحرية البريطانية وشركة “أمبري” للأمن البحري، الثلاثاء، عن إصابة سفينة بأضرار بالغة؛ نتيجةَ تعرُّضِها لهجوم صاروخي في البحر الأحمر؛ الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن العمليات اليمنية بدأت بالتصاعد من حَيثُ الكثافة ومن حَيثُ الشدة، وهو ما يأتي توازيًا مع تصعيد جرائم العدوّ الصهيوني في رفح.
زيادةُ زخم العمليات:
العمليات التي نُفِّذت وتم الإعلانُ عنها منذ يوم الجمعة، الماضي، وبعد خطاب قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي أعلن فيه عن بشائرَ قادمةٍ في المرحلة الرابعة من التصعيد، كشفت بوضوح أن القوات المسلحة قد أعدت ما يلزم للانتقال إلى مستوىً جديدٍ من الضربات يتميز بالزخم الكبير والوتيرة المتسارعة على كافة مناطق العمليات البحرية، حَيثُ شملت العمليات من حَيثُ الجغرافيا: البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي، كما شملت مختلفَ الفئات المستهدَفة من السفن، حَيثُ تم استهداف سفن مرتبطة من حَيثُ الملكية بالعدوّ الصهيوني، وسفن تجارية وحربية أمريكية، وأُخرى تم استهدافُها لانتهاكها قرارَ حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلّة، كما تم استهداف سفينة لمعاقبة الشركة المالكة لها على انتهاك الحظر.
وبالتالي، فقد شملت العملياتُ كُـلّ معادلات التصعيد المتراكمة منذ بدء اشتعال الجبهة اليمنية المساندة لغزة؛ وهو ما يعني أن التصعيدَ الجديدَ في المرحلة الرابعة يأتي كإضافة إلى جانب مسارات عمل المراحل السابقة وتأثيراتها، بل يبدو أن التصعيد الجديدَ يسهمُ أَيْـضاً في رفع وتيرة العمليات على كافة تلك المسارات؛ وهو ما يجعلُه تصعيدًا شاملًا وليس محصورًا فيما تم الإعلان عنه من بنود للمرحلة الرابعة التي لا يخفى أنها تمثل بحد ذاتها وبشكل مستقل زلزالًا كَبيرًا على العدوّ.
العدوّ يحاولُ مضاعَفةَ أساليب التهريب والتمويه في البحر:
ومن الواضح أن العدوَّ بات يدرك جيِّدًا الطبيعة الشاملة للتصعيد اليمني، حَيثُ لوحظ أن العديدَ من السفن المرتبطة به أصبحت تضاعفُ إجراءاتِ التمويه والخداع، وقد عمدت اثنتان من السفن الثلاث التي أعلنت القوات المسلحة عن استهدافها يوم الاثنين، إلى وضع بيانات مغلوطة في نظام التعريف الآلي الخاص بهما، حَيثُ ادعت بيانات السفينة الأمريكية “لارغو ديزيرت” التي تم استهدافها في المحيط الهندي أنها كانت متجهةً من ميناء دقم في سلطنة عمان إلى الميناء نفسه، فيما ادَّعت السفينة (مينيرفا ليزا) التي تم استهدافها في البحر الأحمر لانتهاكها قرارَ الحظر أنها كانت متجهة من مصر إلى مصر، بحسب ما أظهرت مواقعُ تتبُّع الملاحة البحرية.
وتأتي محاولاتُ التمويه والخداع هذه بعد أن كانت القوات البحرية التابعة للاتّحاد الأُورُوبي في عملية “أتالانتا” قد أصدرت في وقت سابق من الشهر الجاري توصياتٍ للسفن التي تعبُرُ المحيط الهندي بالذات تضمَّنت “إجراءَ تعديلات عشوائية على السرعة والمسار واعتماد سياسة أكثرَ تقييدًا لنظام بيانات التعريف الآلي” في إشارة إلى تزييف البيانات الإلكترونية المتاحة للسفينة؛ مِن أجلِ خداع القوات المسلحة.
ويمثل اللجوءُ إلى هذا الإجراء اعترافًا واضحًا بالفشل الذريع للعدو الأمريكي والبريطاني والقوات الأُورُوبية في الحد من تأثير وتوسع العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني؛ فبعد مرور عدة أشهر من نشر الفرقاطات والبوارج الحربية؛ مِن أجلِ تحقيق هذه الغاية، لم يعد أمام العدوّ ورعاته سوى اعتماد آليات ووسائل التهريب.
ومع ذلك، فَــإنَّ استهدافَ هذه السفن برغم التمويه والبيانات المضلِّلة، يترجم وبوضوح امتلاك القوات المسلحة تغطية استخباراتية عميقة ودقيقة وواسعة النطاق، وهو ما يعني بدوره أن العدوّ ورعاته الأمريكيين والبريطانيين والأُورُوبيين لا يملكون في الواقع أية وسيلة أَو خيار مُجْدٍ في مواجهة التصعيد اليمني في أية منطقة من مناطق العمليات.
زيادةُ شدة الضربات:
في بلاغٍ جديدٍ، الثلاثاء، قالت شركةُ “أمبري” البريطانية للأمن البحري: إن سفينة تعرضت لهجوم بثلاثة صواريخ جنوب البحر الأحمر، وإن أضرارًا لحقت بقسم لتخزين البضائع في السفينة؛ ما أَدَّى حدوث تسرب للمياه، مشيرة إلى أن السفينة بدأت تميل على أحدِ جانبَيْها.
لم تؤكّـدِ القواتُ المسلحة الهجومَ حتى لحظة الكتابة، لكن في حال تم إعلانه كما هو مرجَّح، فَــإنَّه سيمثل دليلًا إضافيًّا على تفعيل المستوى الجديد من التصعيد المساند للشعب الفلسطيني فيما يتعلق بزيادة زخم وتأثير العمليات، كما توعد قائد الثورة؛ فــإصابةُ السفن المعادية بأضرار بالغة تجعلُها مهدَّدةً بالغرق من شأنه أن يكرِّسَ معادلاتِ الحصار الجديدة والسابقة بشكل أسرعَ وينسفُ كُـلَّ الآمال التي يعلِّقُها العدوُّ ورعاتُه على أساليب التهريب والخداع، ويضعُ شركاتِ الشحن أمام ضرورة التجاوُبِ مع قرار الحظر اليمني والتوقف عن محاولات الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلّة.
ومن شأن مثلِ هذه الضربات أن تكرس أَيْـضاً ميزانَ “التصعيد بالتصعيد” الذي يحكم وتيرة العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني؛ فرفع درجة شدة الضربات الصاروخية والجوية البحرية على السفن يأتي توازيًا مع تصاعد جرائم العدوّ الصهيوني في غزةَ، والتي كان من آخرها المحرقة المروعة التي ارتكبها ضد مخيمات النازحين في رفح.
ومن شأن ذلك أن يوجِّهُ رسالةً واضحةً للعدو بأن التصعيد اليمني المساند لغزة لا يتعلَّقُ فقط باتساع نطاق العمليات البحرية على المستوى الجغرافي أَو حتى زيادة الكثافة العددية للهجمات وملاحقة عدد أكبر من السفن المعادية، بل أَيْـضاً زيادة شدة الضربات البحرية بالشكل الذي يرفع مستوى الأضرار التي تلحق بتلك السفن، خُصُوصاً وأن المرحلةَ الجديدة تتضمَّنُ إجبارَ مختلفِ شركات الشحن التي تتعاملُ مع العدوّ الصهيوني على قطع علاقتها به؛ وهو أمر لن يستطيعَ العدوُّ أن يخفِّفُ وتيرتَه إذَا شعرت هذه الشركاتُ أن أساطيلَها باتت معرَّضةً للغرق.