ظلمُ فلسطين هلاكٌ للمعتدين
ق. حسين بن محمد المهدي
لقد أكثرَ كيان العدوِّ الصهيوني الظلم والفساد، والبغي على العباد؛ فرفح شاهدةٌ على سفه هذه الحكومة وظلمها، وتحقّق بغيها وأثمها.
الظلم بطبيعته مسلبة للنعم، مجلبة للنقم، فمن كبر عدوانه زال سلطانه، وهلك أعوانه، (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً).
إن ما أظهرته حكومة نتنياهو من انحطاط وفساد وجرأة على سفك الدماء في رفح يشعر العالم بنبذها للقيم الإنسانية وتحديها لعصبة الأمم ومحكمة الجنايات الدولية، وقبل هذا وذاك للخالق عز وجل، الذي حرم الظلم، وتوعد الظالمين بالخسران المبين، والعذاب المهين.
وهو أمر يدعو المجتمع الإنساني كله لصد هذه الوحشية ورد هذا الفساد.
إن ما ترتكبه حكومة نتنياهو من الجرائم في فلسطين أمر يندى له جبين كُـلّ مسلم لديه شيء من الخلق الإسلامي والإنساني، ويوجب على جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها الاجتماع والنفير للجهاد؛ مِن أجلِ تحرير أرض فلسطين والأقصى الشريف؛ فقد آن الأوان للاستجابة لنداء الجهاد، استجابة لأمر الله (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
فقد حث القرآن على قتال الأعداء، وحسبنا قوله تعالى: (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ).
“فعينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله”.
وهذا الرسول الأعظم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: “إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم”.
إن أعداء الأُمَّــة قد أرادوا لَي أعناق الزعماء عن الجهاد، ودفعوهم إلى نبذ القرآن، واتباع الهوى، وبناء الملاهي وآلات السرف، ولعلهم أرادوها أن تطوف بالمشاعر المقدسة، وكأنهم أصموا آذانهم عن الحق سبحانه وتعالى (وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ، الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأرض وَلا يُصْلِحُونَ) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ).
فمن ظلم نفسه ظلم غيره، ومن أساء فعلى نفسه اعتدى، ومن تعدى في سلطانه عدّ من عوادي زمانه، فشر الناس من ينصر الظلوم ويخذل المظلوم، ومن خادع الله خدع، ومن صارع الحق صرع، فأفيقوا من غفلتكم، وانهوا عن المنكر قبل أن تلعنوا كما لعن الذين من قبلكم، وتذكروا قول الحق سبحانه: (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ).
وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- “والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أَو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده” “الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”.
فلا يحل لأية دولة إسلامية تشاهد ما يحل بالفلسطينيين في رفح وغزة ولا يشارك في الجهاد؛ مِن أجلِ رفع مظلومية الشعب الفلسطيني وتحرير الأقصى إعلاء لكلمة الله واستجابة لأمره.
الشكر والتبجيل والثناء الجميل لقائد المسيرة القرآنية ورجاله الأشاوس من أبناء اليمن الميمون على ما يسهمون به من ضرب بالصواريخ والطائرات نصرة لشعب فلسطين، ولكل أبناء فلسطين ومن شارك معهم في الجهاد من أبناء لبنان والعراق وإيران، الذين ينصرون الله ورسوله في فلسطين ويوجهون سهام معركة التحرير إلى فلسطين.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).