نصيحةٌ أخوية
محمد سعيد المقبلي
إلى كُـلِّ مستبشِرٍ بتشجيعِ أمريكا ومن معها وتحفيزِهم له للوقوف في وجه الشعب اليمني.
وإلى كُـلّ من هو مهيَّأ ومستعد للوقوف في صف أمريكا والترحيب بها.
وإلى كُـلّ من ينظر إلى أمريكا بأنها إله أَو أكثر.
وإلى مَن يراهن على أمريكا ويستغيث النصر منها -سواءً من يؤلِّهُ أمريكا ويستبشرُ بها ويراهنُ عليها علناً.. أَو من يستبشر بها ويراهن عليها سِراً على خجلٍ واستحياء وتخفّي وتكتم أَو خـوف من الوضع والمـوقف المخــزي الذي هو فيه-.
نصيحة أخوية:
راجِعْ نفسَك.. وانظُرْ بتمعّن إلى موقفك.. وفكِّرْ ملياً بآخرتك.. حين تقفُ أمام ربك.. وقد مُتّ أَو قُتلت وأنت في صف أعداء ملتك.. من يقتلون ويستبيحون أبناءَ أُمتك.
عُدْ إلى نفسك.. وفكر ملياً.. واختر لنفسك..
بينَ تصهينك وتأمركك وخسارة آخرتك ودينك وأمتك والخزي في دنياك وآخرتك!!
وبين أن تعود إلى وعيك ورشدك وتنجوَ من العذاب والخزي في دنياك وآخرتك وأمام ربك!!
وتأكّـد -بل واعلم علمَ اليقين- أنك إذَا نظرت إلى أمريكا ومن معها بأن لا قوة في هذه الأرض قادرة عليها، وأنها هي القادرة على كُـلّ شيء، ومن أرادت أمريكا أن يأخُذَ المُلك والحُكم فسيأخذه، ومن لم ترد أمريكا لا يكُن كذلك، وكأنَّها (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك عمن تشاء)، وَإذَا اعتقدت أن من تقف معه أمريكا فهو المنتصر، ومن تقف ضده أمريكا فهو المنهزم، وأنها تنصُرُ من ينصرها، وأنها تقولُ لأي شيءٍ “كن فيكون” وهكذا يعتقد الكثير للأسف!
تأكّـد أنك إذَا كنت تعتقد ولو اعتقادا بسيطًا بأحد النقاط المذكورة، وأصبحت تنظر إلى أمريكا بهذا الشكل؛ فَــإنَّك بلا شك قد كفرتَ بالله وملائكته وكتبه ورسله وسننه واليوم الآخر، وأصبحت تتخذُ أمريكا كإله تأله إليه من دون الله، وأصبحت تعتقد أنَّ لديها القدرة أكثر من الله، وأن الله لا يساوي شيئاً أمامها، وأصبحت تطلب النصرَ والعون منها وتراهن عليها.
هذه حقيقة ربما يقعُ فيها الكثير بشعور أَو بدون شعور.
أمَّا النصرُ من الله تعالى للمستضعَفين على المستكبِرين وعلى طواغيت العالم وثلاثي الشر أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا فمضمونٌ ولا شك فيه؛ لأَنَّ هذه هي سُنَنُ الله دائماً ولن تجد لسنة الله تبديلا.
وسيصبح المنافقون والمرجفون والمتصهينون على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين، والعاقبة للمتقين، واللهُ حسبُنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.