استعراض محطات من الإجرام الأمريكي السعوديّ في شهر مايو خلال 9 سنوات: جرائمُ سعوديّة بضوء أخضر أمريكي.. الدم باقٍ ولن يسقط بالتقادم

المسيرة: أيمن قائد

منذ اللحظات الأولى للإعلان عن العدوان الأمريكي السعوديّ من واشنطن عاصمة الإجرام والإرهاب العالمي؛ لم يتوقف القصف والتدمير يوماً واحداً على الأحياء السكنية والمنشآت الحيوية بطائرات الإبادة الجماعية مع تحليقها على أشلاء النساء والأطفال وقتلها المدنيين الأبرياء دون ذنب.

فلم يكن يمر يومٌ واحدٌ إلا وقد ذاق المواطن اليمني أهوال الغارات الغادرة باستهدافها العشوائي وبثها الخوف والرعب بين أوساط المواطنين الآمنين في منازلهم والأسواق والطرقات وغيرها؛ وهو ما يثبت حجم القتل والإجرام الذي أقدم عليه تحالف العدوان الغاشم وتوضح الصورة الحقيقية للمجرمين على واقعهم، وهي جرائم لن تمر دون عقاب ومحاكمة جراء هذا المجازر؛ فاليمنيون لا ينسون ثأرهم ولا يتغافلون عنه لحظة واحدة مهما كانت المتغيرات والأحداث.

وهنا محطات من بعض جوانب التدمير والقتل والإبادة في شهر مايو من كُـلّ عام من أعوام العدوان الغاشم، كان مركز “عين الإنسانية” قد سلط الضوء على جانب منها، وهي جزء من آلاف المجازر التي يستحيل حصرها لعددها الهائل.

 

استهداف مدنيين بمنازلهم:

في اليوم الأول من شهر مايو للعام 2015م استأنف القاتل السفاح قصفه للأحياء السكنية المكتظة بالأهالي كعادته الإجرامية، فعند الساعة الثانية عشرة وأربعين دقيقة بعد منتصف الليل سمع كُـلّ من في العاصمة صنعاء صوت انفجار كبير متزامناً مع تحليق طيران العدوان الأمريكي السعوديّ، وكان صوت الانفجار باتّجاه الجزء الشرقي من العاصمة صنعاء، وبعد التحري تبين أن القصف استهدف منطقة سكنية مكونة من عدة منازل شعبيّة مأهولة بالسكان في منطقة «سعوان» في حي يسمى «شِعب المراون» يتبع مديرية شعوب إحدى مديريات أمانة العاصمة صنعاء، وهذا الحي يعيش فيه عشرات الأسر من المدنيين، حَيثُ أسفر الاستهداف عن سقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح بينهم أطفال، حَيثُ بلغ عدد الأطفال الشهداء ثمانية أطفال وخمسة جرحى، كما دمّـرت تسعة منازل تدميراً كليًّا وتضررت عدد (٤٤) منزلاً بأضرار مختلفة أدناها تحطم جميع النوافذ والأبواب.

أما في اليوم الرابع من ذات الشهر والعام، وبالتحديد عند الساعة السادسة فجراً قام طيران الشر والتدمير بقصف منازل المدنيين في قرية المسقاة بمديرية الرضمة بمحافظة إب؛ مما أَدَّى إلى تدمير ثلاثة منازل تدميراً كليًّا على رؤوس ساكنيها وإلحاق الضرر بأكثر من عشرة منازل أُخرى، وقتل (٤) مدنيين، كما أُصيب (١٧) مدنياً آخرونَ، بينهم خمسة أطفال.

وفي محافظة ذمار وعند صباح يوم الأربعاء في السادس من مايو للعام 2015م استيقظ السكان على أصوات غارات الطائرات الصهيوأمريكية، والتي استهدفت عدة مناطق في المدنية حسب إفادات الشهود، بعض الغارات استهدفت منازل في حي (ذمار القرن)؛ مما أَدَّى إلى تدمير عدد من منازل المواطنين وتضرر أُخرى.

كما استهدف القصف الشارع الرئيسي العام في المدينة الواصل بين مدينتَي (صنعاء -تعز) أثناء مرور السيارات والمواطنين فيه، وأسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين بينهم طفلان، وكذا إصابة عدد آخر من المدنيين، بينهم خمسة أطفال.

وفي ذات يوم الأربعاء أَيْـضاً وبالتحديد في محافظة صعدة، قام طيران العدوان الأمريكي السعوديّ عند الساعة الثالثة قبل الفجر باستهداف مناطق مدنية في مدينة صعدة في مركز المحافظة وقصفت منزل أحد المواطنين المدنيين يدعى (عبدالله الإبي) على رؤوس ساكنيه، وهو عبارة عن عمارة مكونة من ثلاثة طوابق يقع بجوار المركز الثقافي بمدينة صعدة -الذي تعرض بدوره للقصف لاحقاً-؛ ما أَدَّى إلى تدمير المنزل واستشهاد جميع من فيه تحت الأنقاض وهم (٣٦) مدنياً بينهم (جنين) وَ(٢٣) طفلاً، وإصابة (٥) آخرين بجروح مختلفة.

وفي المحافظة نفسها بذات اليوم استهدف الطيران منزل المواطن محمد يحيى اللهبي، الواقع في منطقة الضميد المدنية والمأهولة بالسكان المدنيين بمديرية ضحيان؛ ما أَدَّى إلى تدميره على رؤوس ساكنيه وأسفر عن استشهاد جميع أفراد الأسرة وهم (٨) أفراد بينهم (٧) أطفال.

وفي اليوم التالي واصل القصف محافظات أُخرى، ومنها محافظة حجّـة، حَيثُ شن الطيران الصهيوني عند الساعة السادسة قبل غروب شمس الخميس غارات جوية على إحدى قرى مديرية بكيل المير التابعة للمحافظة، واستهدفت غاراتها منازل بسيطة مكونة من القش والصفيح تابعة لمواطنين مدنيين فقراء، ليسقط على إثرها أفراد أسرة بكاملها مكونة من (١٣) فرداً بينهم ثمانية أطفال وامرأتان، وقد أسفر القصف عن تفحم جثث الضحايا وتحويلها إلى أشلاء متناثرة، ولم ينجُ منهم إلَّا طفلان، أحدهما توفي في نفس اليوم في المستشفى والأصغر منه تم تحويله إلى العناية المركزة وقد أُصيبا بحروق من الدرجة الأولى، وتم توثيقهما وهما في العراء لا يجدون أدنى مقومات الحياة من رعاية وعلاج وطعام وشراب؛ بسَببِ حالتهم الاقتصادية المتدهورة، التي أضاف لها الحصار الخانق المفروض سعوديًّا على اليمن المزيد والمزيد من المعاناة، فقد أَدَّى إلى انعدام شبه تام للأدوية الضرورية والمستلزمات الإسعافية الطبية العاجلة.

وفي ذات شهر مايو أَيْـضاً من العام 2015م شن طيران العدوان الغاشم غارة جوية في الساعة السادسة من صباح السبت، 9 مايو، استهدفت مسجد وضريح الإمام الهادي في مدينة صعدة؛ ما أَدَّى إلى تضرر مسجد وضريح الإمام الهادي الأثري بأضرار بالغة وتدمير المحلات التجارية في سوق الحراج واستشهد (٧) مدنيون بينهم طفل وجرح (٢٠) آخرين بينهم (٦) أطفال جوار جامع الإمام الهادي.

 

إجرامٌ بلا حدود:

وبعدها بيومين في الحادي عشر من مايو عند الساعة الخامسة من مساء يوم الاثنين، قصفت الغارات جبل نقم الواقع في مديرية آزال بأمانة العاصمة؛ بذريعة أنه يحتوي على مخزن للأسلحة، مع علم تلك الدول أن الجبل يقع بالقرب من آلاف المنازل والمباني المدنية، وأن تلك المنطقة مكتظة بالمدنيين، وقد استخدمت السعوديّة في قصفها لمنطقة (نقم) صواريخ وقنابل محرمة دوليًّا تحدث انفجارات هائلة جِـدًّا، وبعد حوالي نصف ساعة عاودت الطائرات الحربية التابعة للسعوديّة وتحالفها القصف ولكنها في هذه الغارة عادت محملة بقنابل وصواريخ صنعت لتدمير المدن وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين، أحدثت تلك الأسلحة انفجاراً ضخماً هز العاصمة صنعاء، حَيثُ شاهد سكان العاصمة كتلة من النار والدخان والغازات انبعثت مع الانفجار، وتصاعدت تلك الكتلة إلى مستوى أعلى من قمة جبل نقم الذي يبلغ ارتفاعه 2800 متر، وقد تم توثيق لحظة وقوع هذا الانفجار بالصور والفيديو، وقد أسفر هذا الاستهداف عن سقوط ٢٦ شهيداً من المواطنين المدنيين بينهم (٧) أطفال وَ(٨) نساء.

وأُصيب مئات المواطنين بجروح متفاوتة أغلب الإصابات نتج عنها بتر أَو استئصال أعضاء حيوية من الجسم وعاهات مستديمة، وقد وثّق مركز “عين الإنسانية” (٢١٤) بينهم (٣٩) طفلاً وَ(١٦) امرأة.

وفي اليوم التالي واصل العدوّ الغاشم القتل والتدمير بغاراته الآثمة، وهنا مدينة زبيد التاريخية الشهيرة التي تقع على بُعد ١٠٠ كم إلى الجنوب من مركز محافظة الحديدة، وهي تتبعها إدارياً وتصنف ضمن الآثار والتراث الإنساني العالمي (لليونسكو)، وفي الساعة الرابعة والنصف من عصر يوم الثلاثاء، بتاريخ 12-5-2015م سمع أهالي مدينة زبيد دوي أربعة انفجارات شديدة بعد تحليق منخفض للطيران الحربي، وتحديداً من اتّجاه الطريق العام الذي يمر بمدينه زبيد ويربط بين محافظتي الحديدة وتعز، إحدى هذه الانفجارات كانت ناتجة عن استهداف الطيران لعمارة المواطن/ محمد منصور الوجيه المكونة من ثلاثة أدوار سكنية، وقد أَدَّى القصف إلى تدميره وتسويته بالأرض على رؤوس عشرات المدنيين المتواجدين فيه من السكان وأصحاب المحلات ونزلاء الاستراحة.

استهدف القصف أَيْـضاً السوق الشعبي المجاور للمبنى وهو عبارة عن هنجر كبير مكتظ بالمدنيين، وكان يتواجد بداخله قرابة ٥٠٠ شخص بحسب شهود من الناجين، ليسقط مباشرة مئات المدنيين بين شهيد وجريح؛ إذ إن القصف كان في ساعة الذروة لتجمع الباعة والمشترين، وهرع عدد كبير من الناس باتّجاه السوق لمحاولة إسعاف الضحايا وانتشالهم من تحت الركام، ولكنها لم تكن سوى لحظات حتى عاودت الطائرات قصفها للسوق مجدّدًا بغارة ثالثة مستهدفة من فيه من الضحايا والمسعفين ليسقط على إثرها المزيد من الضحايا، ولم تمر سوى دقائق وإذ بالطائرات الحربية تشن غارة أُخرى على منطقة سكنية بالقرب من المنطقة تسمى «البيشية» والتي تقع خلف الجامع التاريخي «جامع البيشة» وتبعد عن المبنى والسوق الذي استهدفته الطائرات سابقًا بحوالي ٣٠٠ متر فقط، وهذه المرة استهدفت مزرعة بداخلها عدد من المنازل السكنية منها منزل شخص يدعى/ عبده سالم عمر دمّـرت الطائرات منزله بالكامل، واستشهد جميع أفراد أسرته وهم 3 أطفال و٥ نساء.

صاروخ خامس من إحدى الطائرات استهدف مبنى مؤسّسة الكهرباء والتي تبعد عن السوق الشعبي الذي استهدفته الطائرات سابقًا بحوالي ٢٠٠ متر، وكان أحد الموظفين بالمؤسّسة ويُدعى إبراهيم محمد مقبولي، متواجداً حينها أمام البوابة فكان ضحية لهذا الصاروخ الذي استهدفه مباشرة وشق جسده إلى قسمين رغم أنه لم ينفجر، لتصبح الحصيلة النهائية للضحايا جراء استهداف مدينة زبيد سقوط (٤٨) شهيداً بينهم (٦) أطفال وَ(٩٤) جريحاً بينهم (١٣) طفلاً.

 

كُلُّ شيء مدني تحتَ طائلة القصف:

وفي الحادي والعشرين من مايو للعام 2015م وبالتحديد عند الساعة الثامنة صباح يوم الخميس، قام طيران العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي بشن عدة غارات على مدينة صعدة من بينها غارتان استهدفتا منطقة المطروح؛ ما أَدَّى إلى تدمير عدد من منازل المهمشين واستشهاد (١٢) بينهم طفلان وَ(٤) نساء وجرح (٢٠) آخرين بينهم (٧) أطفال وَ(٥) نساء.

وفي ذات اليوم ولكن في محافظة ذمار استهدف الطيران منازل مدنيين في منطقة سكنية مأهولة في الجنوب الغربي لمدينة ذمار (حارة رومة القديمة)، كما استهدفت بالقصف منشآت وأعياناً مدنية سياحية وتاريخية في منطقة هران شمالي المدينة هي (استراحة هران السياحية –مركز الرصد الزلزالي –المتحف والجامعة –المعهد المهني بمدينة ذمار) بعدة غارات.

(حي رومة القديمة) جنوب غرب مدينة ذمار استهدف القصف هذا الحي السكني المكتظ بالمدنيين ونتج عنه سقوط (١١) شهيداً هم عبارة عن خمسة أطفال وثلاث نساء ورجل، وأُصيب ما لا يقل عن (١٢) مدنياً بينهم طفلة وأربع نساء، ومن ضمن الضحايا أسرة أُبيدت بالكامل تدعى أسرة الفاطمي، كما تضررت العديد من المنازل في الحي في منطقة جبل هران السياحي، جراء استهداف القصف منازل المواطنين؛ ما أسفر عن استشهاد (١١) مدنياً وجرح سبعة آخرين.

في منطقة هران أَيْـضاً قصفت الطائرات الحربية للسعوديّة وتحالفها استراحة هران السياحية مبنى مركز الرصد الزلزالي الوحيد في اليمن، وهو مبنى جديد ويحتوي على أحدث أجهزة الرصد الزلزالي، ووجوده يعتبر ضرورة ملحة للمناطق الجبلية ذات النشاط الزلزالي في وسط اليمن، وقد تم تدميره كليًّا وهو ما قد يتسبب في وقوع كارثة إنسانية لعدم التمكّن من رصد الزلازل وتنبيه السكان قبل حدوثها، كما دمّـر القصف فندقاً ومتنزَّهاً سياحياً في جبل هران وأوقع العديد من النزلاء المدنيين بين قتلى وجرحى، وقد نتج عن هذا الاستهداف استشهاد ما لا يقل عن (٢٠) مدنياً بينهم أسرة بكاملها مكونة من تسعة أفراد وجرح ما لا يقل عن (٢٠) مدنياً.

وفي محافظة تعز يوم الثلاثاء، الموافق 26-5-2015م قام الطيران الصهيوسعوديّ بالهجوم على قرية ريفية تسمى دار النصر تابعة لمديرية صبر الموادم وقصف منازل المواطنين ليدمّـروها على رؤوس ساكنيها فقتلت أسرة مكونة من ٦ أطفال وامرأتين ولم ينج إلَّا رب الأسرة بالإضافة إلى جرح (١٥) آخرين معظمهم من النساء والأطفال، وتم تدمير مسجد القرية، كما تضررت المنازل نتيجة القصف.

وفي اليوم التالي بذات المحافظة أَيْـضاً قصف الطيران سوقاً شعبيَّةً ومسجداً وسيارة تنقل نازحين في مفرق القبُيّطة مديرية الراهدة الواقعة باتّجاه جنوب محافظة تعز، وتبعد عنها قرابة (٦٠) كم تقريبًا وأسفر القصف عن سقوط (٢٠) شهيداً بينهم (٥) أطفال كما أُصيب (١٥) مدنياً، وتدمّـرت المحال التجارية ومنازل المواطنين ومسجد المنطقة.

وفي محافظة تعز كذلك في السابع من مايو من العام 2017م، حَيثُ كان منزل المواطن بشير حسان الكائن بمنطقة البرح على بُعد كيلو متر من مصنع أسمنت البرح الكائن بمديرية مقبنة جنوب غرب تعز، استهدفته طائرات التحالف السعوديّ الجوية بالقصف المباشر قبل غروب شمس يوم الأحد، وأحالته إلى ركام ودمّـرته على رؤوس الأطفال والنساء، فاستشهد المواطن بشير حسان وطفلان من أبنائه (عبدالله وجواهر وأخته رقية) وأُصيب بقية أفراد الأسرة، جلهم أطفال ونساء، ولم ينج سوى الأب الذي كان خارج المنزل لحظة استهداف المنزل، والذي أمسى يعاني من حالة نفسية سيئة جراء استهداف أسرته وقتلهم بهذه الطريقة الوحشية من قبل الطيران الحربي التابع للتحالف السعوديّ بضوء أخضر أمريكي.

وفي محافظة تعز أَيْـضاً أقدم طيران العدوان على استهداف مثلث الكمب بمديرية مقبنة في ساعة متأخرة من مساء يوم الأربعاء الموافق ٢٥ مايو ٢٠١٧م بغارتَينِ شديدتَي الانفجار نتج عنهما استشهاد ٨ مدنيين بينهم طفلان وجرح آخرين بينهم طفل، بالإضافة إلى إثارة الرعب والهلع بين المدنيين وتشريدهم من منازلهم وإتلاف ممتلكاتهم وتدمير منازلهم.

 

الإجرامُ لا يتوقف.. مجزرةُ حي الرقَّاص تعودُ للواجهة:

وفي العام 2018م أقدمت الطائرات على شن غارة جوية عند الساعة العاشرة صباح يوم الاثنين، الموافق 7 مايو، مستهدفةً مكتبَ رئاسة الجمهورية الواقع وسط حي التحرير المكتظ بالسكان، كان المكتب حينها مليئاً بالمدنيين والموظفين في تلك الساعة ثم أردفها بغارة ثانية بعد ربع ساعة فقط من زمن الغارة الأولى ومواصلاً التحليق في المكان، مانعاً اقتراب من أي شخص لإسعاف الضحايا الذين سقطوا جراء هاتين الغارتين، مخلفاً عشرات الضحايا من القتلى وَالجرحى في صفوف المدنيين الأبرياء من بينهم طفل قتيل وثلاثة أطفال جرحى، ومدمّـراً عشرات المنازل والمحال التجارية التي تقع في ذلك الحي ومخلفاً قصصاً مأسوية تدل على بشاعة الحدث وعقلية مرتكبيه الهمجية.

وفي العام نفسه أقدم الطيران الحربي التابع لدول التحالف السعوديّ في حدود الساعة الثانية مساء يوم الأربعاء الموافق ٩ مايو على شن غارة جوية استهدفت منزل المواطن محمد عبدالعظيم اللبلوب، بينما كانت زوجته وأطفاله الأربعة يستعدون للخروج إلى منزل أحد جيرانهم؛ خوفاً من تحليق الطيران فوقهم الذي ظل يحلق لفترة قبل استهدافهم؛ إذ عاجلهم الطيران الحربي بغارة جوية أسقطتهم ضحايا ولم ينتشلوا إلَّا من بين الأنقاض، وعوضاً من أن يتم نقل الزوجة مع أبنائها إلى مكان آمن تم نقلهم إلى ثلاجة الموتى في المستشفى مقتولة مع أطفالها والدماء تملأ أجسادهم.

وفي اليوم التالي أقدم طيران تحالف الشر والإجرام عند الساعة الثانية والنصف فجر يوم الخميس ١٠ مايو ٢٠١٨م على استهداف منزل أحد المواطنين في منطقة الأزرقين بغارة جوية أَدَّت إلى سقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح، عندما تجمع الناس لإسعافهم عاود القصف بغارتين متتاليتين حتى وصل عدد الضحايا إلى ثلاثة عشر مدنياً أغلبهم أطفال وهم رجل وزوجته وطفلتاه وطفل ثالث كان يسكن في محل مجاور وجرح ثمانية مواطنين بينهم خمسة أطفال أربعة منهم من الأسرة السابقة والذي لم يعد لديهم اليوم من يعيلهم.

وفي محافظة الحديدة وعند الساعة الثانية مساء يوم الأربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٨م وبينما مجموعة من المدنيين يقومون بجني ثمار المانجو قام الطيران بشن غارة جوية على هذه المزرعة، استهدفت الذين بداخلها بشكل مباشر مسفرة عن مقتل ستة منهم بينهم طفلان وجرح خمسة آخرين وتدمير المزرعة بصورة كاملة وتضرر سيارات كانت بداخلها.

وفي ذات العام 2018م في السادس والعشرين من مايو شن طيران العدوان الأمريكي السعوديّ ثلاث غارات جوية استهدفت محطة للوقود تتبع شركة النفط اليمنية في شارع الستين الغربي بالعاصمة صنعاء، حَيثُ استهدفت في الأولى حوش الاستقبال خلف المحطة وبُعد بضع دقائق من زمن الغارة الأولى عاودت الطائرات قصفها للمحطة بشكل مباشر بصاروخين متتاليين نتج عنهما مقتلُ ٤ أشخاص بينهم طفل بالإضافة إلى امرأة وأخوها كانا على متن باص أجرة في طريقهم إلى منزل أخيهم لتناول وجبة الإفطار في منزله.

كما جُرِح ١٥ آخرون من العاملين في المحطة وغيرهم من المواطنين الذين تصادف مرورهم بالمكان المستهدف ساعة القصف، من بين الجرحى طفل، كما نتج عن الغارات تدمير وتضرر العديد من سيارات المدنيين.

وفي اليوم نفسه أقدم الطيران على شن غارة جوية على منطقة «مفرق البقع» بينما كان فيها عدد من السيارات والدراجات النارية والباعة المتجولين؛ ما أَدَّى إلى استشهاد خمسة مدنيين بينهم أربعة أطفال وإصابة ١٨ مدنياً بينهم أربعة أطفال تم نقلهم إلى مستشفيات المدينة وهم في حالة خطرة.

وفي محافظة الضالع من العام 2019م أقدمت طائرات التحالف على استهداف منزل المواطن (علي صالح سفيان) الواقع في قرية شليل بعزلة الأعشور التابعة إدارياً لمديرية قعطبة بمحافظة الضالع بغارة جوية، قرابة الساعة الرابعة وعشرين دقيقة فجر يوم السبت 11 مايو، أثناء ما كان هو وأسرته وأسر أولاده بداخل المنزل وعددهم خمسة عشر شخصاً جلهم أطفال ونساء؛ ما أسفر عن مقتل رب الأسرة (علي صالح سفيان) وزوجة ابنه وحفيدته الطفلة والتي لم تتجاوز الثامنة من عمرها، بالإضافة إلى جرح اثني عشر آخرين بينهم ستة أطفال وأربع نساء توزعت جراحهم بين المتوسطة والبالغة، هرع بعدها إليهم أهالي القرية لإنقاذهم مخاطرين بحياتهم، وسط تحليق مكثّـف للطيران، حَيثُ قاموا بإخراج الضحايا ونقلهم إلى مستشفى المختار بالمنطقة، حَيثُ أجريت لهم الإسعافات الأولية ومن ثم تم تحويلهم إلى مستشفى الثورة بمحافظة إب.

وفي اليوم السادس عشر من شهر مايو 2019م ومنذ ساعات فجر الخميس الأولى، شهدت العاصمة صنعاء تحليقاً مكثّـفاً لطيران التحالف السعوديّ، أعقبه سماع دوي انفجارات متعددة ومتتالية في مناطق متفرقة من العاصمة، إحدى تلك الغارات استهدفت بشكل مباشر حي الرقاص السكني بمديرية معين وسط العاصمة صنعاء المكتظ بالسكان، تسببت في سقوط (٦٢) ضحية من المدنيين بين شهداء وجرحى، جلهم من الأطفال والنساء، حَيثُ بلغ عدد الضحايا الأطفال الشهداء أربعة أطفال وجرح (٢٩) طفلاً آخر.

كما أحدثت أضراراً بالغة في منازل المواطنين وعدد من المدارس الحكومية وروضة خَاصَّة بالأطفال، ومعهد صحي، وعدد من المحلات التجارية، والمطاعم، وأتلفت عدد من السيارات والمركبات الخَاصَّة التي يملكها سكان تلك الأحياء.

وفي محافظة تعز أقدمت طائرات تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ في ظهيرة يوم الجمعة الموافق (٢٤ مايو ٢٠١٩م) وبالتحديد الساعة الثانية عشرة والنصف على استهداف محطة وقود تابعة للمواطن (أحمد حسين علي البحر) في منطقة حبيل الذرية بمديرية ماوية، والذي صادف وجود مجموعة من العاملين الذين يعملون في قطف شجرة القات يستظلون تحت سقف المحطة جلهم من الأطفال؛ ما أسفر عن استشهاد قرابة عشرة مدنيين من العمال بينهم (٧) أطفال وجرح طفلين آخرين ودمّـرت المحطة بالكامل، قام أهالي المنطقة بأخذ الجريحين ونقلهما إلى المستشفى القريب من المنطقة.

وبهذا ستظل كُـلّ جرائم العدوان الأمريكي السعوديّ عالقة في أذهان كُـلّ يمني حر ولا يمكن أن تُنسى بسهولة مهما دارت الأحداث ومرت السنون؛ فتاريخُ اليمنيين لم يسجل قط أن اليمن سكتت عن حقها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com