28 مايو خلال 9 أعوام.. عشراتُ الشهداء والجرحى واستهدافٌ ممنهج للبنى التحتية وممتلكات المواطنين في عدن وحجّـة وصعدة وتعز
المسيرة: منصور البكالي
في مثل هذا اليوم 28 مايو أيار خلال الأعوام 2015م، و2017م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي البنيةَ التحتية، جامعات، مدارس، منشآت حكومية، مكاتب، فنادق في عدن وصعدة وحجّـة، وممتلكات وحياة المواطنين والمهاجرين الصوماليين.
أسفرت غارات العدوان عن عشرات الشهداء والجرحى وتدمير الأسواق والمنازل والمزارع والجوامع ومحطات الوقود وناقلاتها، وحالة من الخوف والهلع والنزوح الجماعي من المديرات والمناطق الحدودية، ومآس لن تمحى من ذاكرة الأجيال.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم.
28 مايو 2015.. شهداءُ وجرحى باستهداف العدوان للمنازل والأسواق والمدارس والبنى التحتية في أماكنَ متفرقة بصعدة:
في مثل هذا اليوم 28 مايو من العام 2015م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي سوق الملاحيط والمجمع الحكومي فيه، والمحالَّ التجارية والطريق العام، وممتلكات المواطنين، في مديرية الظاهر الحدودية، بعدد من الغارات الجوية.
أسفرت غارات العدوان الكثيفة عن شهداء وجرحى، وشلل الحياة الاقتصادية في منطقة الملاحيط، وفقدان الأمل باستمرارية العيش والبقاء فيها، وتدمير المجمع الحكومي وعدد من المحال التجارية وخسائر بالملايين في الممتلكات الخَاصَّة والعامة.
ويظهر مشهد مسرح الغارات جثثاً ممزقةً ومحترقة وحفراً عملاقة ومبانيَ مدمّـرة ونيراناً ملتهبة وأعمدة دخان متصاعدة وغارات متواصلة، ودماراً وخراباً من الجهات الأربع، وكُـلّ مظاهر الحياة مستهدفة.
في سوق الملاحيط الذي يضم عشرات المحالِّ التجارية والمنازل وجامع حولته غارات العدوان إلى كومة من الخراب والدمار، ومدينة أشباح تشتعل فيها النيران وتتصاعد أعمدة الدخان وتتواصل أصوات انفجارات الغارات المتواصلة حتى باتت خراباً.
جثة أحد الشهداء على أحد أسرة الحراسة للسوق بقيت لأيام دون الوصول إليها، فتجمعت حولها الحشراتُ وصعدت منها الروائح، وجسدت بوضعيتها المستصرخة مجسَّماً في الذاكرة الوطنية للعدوان عن بشاعة العدوّ وجرمه ووحشيته، كما هي الجثثُ الممزقة والمحترقة على قارعة الطريق العام وفوق السيارات، وداخل المركبات، وتحت الأنقاض، إنه القتل وللقتل فقط، جملة وتجزئة للشعب اليمني.
شظايا الغارات عملاقة عكست نوعيةَ الأسلحة المدمّـرة وقوتها التدميرية التي نسفت البنايات وغيَّرت شكل الطرقات بحفر كبرى في عمق الأرض بأقطار مترية.
مديريةُ الظاهر الحدودية واحدة من المديريات اليمنية التي حوَّلتها غارات العدوان خلال 9 أعوام، إلى مناطقَ منكوبة وغير صالحة للعيش، وتفتقر لأبسط الخدمات وأَسَاسيات الحياة.
وَفي سياق منفصل بمحافظة صعدة أيضاً، استهدف طيران العدوان في اليوم ذاته 28 مايو أيار من العام 2015م، منزل العلامة عبدالله الصعدي، وغيره من منازل المواطنين ومدرسة الزهراء للبنات في مدينة ضحيان مديرية مجز بمحافظة صعدة بعدد من الغارات الجوية.
أسفرت غارات العدوان عن تدمير منزل العلامة الصعدي وعدد من المنازل المجاورة له رغم نزوح الأهالي من مساكنهم قبل أَيَّـام، إضافة إلى تدمير مدرسة الزهراء وملحقاتها بشكل كلي.
استهداف العدوان للمنازل وللمدارس هو استهداف لأهداف مدنية وللبنية التحتية، وحرمان لحق الفتاة اليمنية من التعليم، كما هو استهداف للأعيان المدنية، وحقوق الأجيال.
هذه الجريمة واحدة من آلاف الجرائم المشهودة خلال 9 أعوام متواصلة من إجرام العدوان السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني، ومخالفة واضحة لمختلف القوانين والمواثيق الدولية.
وفي اليوم ذاته 28 مايو أيار من العام ذاته 2015م، أَيْـضاً، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، المكاتب الحكومية والأحياء السكنية والبنية التحتية، وسوقاً شعبيّة وجامعاً ومزارع المواطنين، في منطقة محضة بمديرية الصفراء بمحافظة صعدة.
أسفرت غارات العدوان عن تمدير المدمّـر وقصف المقصوف والمزيد من موجات النزوح الداخلي من مناطق المحافظة ومدنها صوب الأرياف وبعض المحافظات الأُخرى الأخف استهدافاً بالغارات القاتلة، والمدمّـرة، وخسائر باهظة وكبيرة على المواطنين البسطاء ومواشيهم ومزارعهم، ومشاريع المياه والمضخات.
هنا أحد المزارعين يشكو من استهداف العدوان لمضخة المياه، وكيف سيسقي الرمان والعنب، مُشيراً إلى أن ثمرة الموسم دمرت بهذه الغارات وتسببت له بخسائر.
مشاهد الأرض قاحلة والأشجار تحتاج إلى المياه، وكل المزارع تبدأ بالذبول والعطش المفروض عليها غصباً، من قبل العدوان السعوديّ الأمريكي المستهدف للحياة ومقوماتها.
استهداف العدوان للمزارع والمنازل والجوامع والأسواق والبنى التحتية هو استهداف شامل للحياة وكل مظاهرها في محافظة صعدة، طوال 9 أعوام.
وفي سياق آخر، أُصيب الطفل محمد الوباش بكسور؛ نتيجة انفجار إحدى القنابل العنقودية المحرمة دوليًّا في منطقة نشور مديرية الصفراء، في مثل هذا اليوم 28 مايو أيار من العام 2015م.
28 مايو 2015.. طيران العدوان يقتل 5 من المهجرين الصوماليين بصعدة:
وفي سياق آخر في اليوم ذاته 28 مايو أيار من العام 2015م، استهدف طيران العدوان الصوماليين المرحَّلين في خط البقع العام بمديرية كتاف الحدودية، بصعدة.
أسفرت غارات العدوان عن 5 قتلى من المهجرين، وحالة من الخوف والهلع في نفوس المهجرين الصوماليين وغيرهم من الجاليات الإفريقية العابرة لليمن نحو مملكة العدوان؛ بهَدفِ العمل وكسب لقمة العيش.
جريمة استهداف المهجَّرين الصوماليين وغيرهم من قبل العدوان السعوديّ الأمريكي واحدة من جرائمه المتواصلة بحقهم دون أي تحَرّك للمنظمات الإنسانية المختصة بحماية المهجرين، ومختلف المنظمات الحقوقية التابعة للأمم المتحدة.
هنا ينكشف الخبث السعوديّ الأمريكي تجاه كُـلّ ما يتحَرّك على الأراضي اليمنية وتحويله إلى أهداف للغارات القاتلة، أمام الرأي العام وكل القوانين والمواثيق والاتّفاقيات الدولية التي تنص على حماية المدنيين والمهاجرين.
5 صوماليين من المهجرين شطبتهم غارات العدوان من قاموس الحياة كما شطبتهم من قائمة الإنسانية، لترخص دمائهم وأرواحهم، دون أية علاقة أَو صلة لهم بالشعب اليمني، المسفوك دمه والمزهقة أرواح مواطنيه خلال 9 أعوام متتالية.
28 مايو 2015.. شهيدان وجريحان باستهداف العدوان لشركة الكهرباء وناقلة نفط بحجّـة:
في مثل هذا اليوم 28 مايو أيار من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي ما تبقى من شركة الكهرباء، وناقلة نفط، في المدينة المنكوبة حرض في محافظة حجّـة.
أسفرت الغارات عن شهيدين وجريحين، وإخراج شركة الكهرباء عن الخدمة وتدمير كُـلّ ملحقاتها ومولداتها الكهربائية، واحتراق ناقلة الوقود، وحالة من الخوف والفزع في نفوس المواطنين ومضاعفة معاناتهم، وإجبارهم على النزوح.
جثة السائق المتفحمة بداخل شاحنة الوقود مشهد وحشي لا مثيل له في تأريخ الإجرام والمجرمين على مر العصور، ولم يستطع المواطنون الوصول إليه لإنقاذه؛ بسَببِ كثافة النيران المشتعلة بحمولة الوقود.
استهداف الكهرباء والوقود من الأهداف الاستراتيجية للعدوان على اليمن وواحدة من آلاف الجرائم المتواصلة بحق الشعب اليمني على مدى 9 أعوام متواصلة.
28 مايو 2015.. العدوان يستهدف جامعة عدن وفندق فينيسيا وجزيرة العمال بخور مكسر بأكثر من 20 غارة:
وفي مثل هذا اليوم 28 مايو أيار من العام ذاته 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي جامعة عدن بمديرية خور مكسر بعدد من الغارات الجوية المدمّـرة.
أسفرت الغارات عن تدمير المبنى وملحقاته بشكل كلي، وعدد من السيارات بداخله، وحالة من الخوف والهلع في نفوس المواطنين في الأحياء المجاورة لمبنى الجامعة، بمحافظة عدن.
استهداف العدوان لجامعة عدن في اليوم 64 من أيامه، عكس مخطّط العدوّ في استهداف البنية التحتية للشعب اليمني، ومؤسّساته ومنشآته المدنية والخدمية.
جامعة عدن التي كانت تحتضن آلاف الطلاب والطالبات حاول العدوان تحويلها إلى خراب ودمار، وأشباح وأطلال، تعمق الجهل وتستهدف الوعي، ومحاولة مكشوفة للقضاء على كُـلّ مظاهر الحياة في اليمن، بل إن جامعة عدن واحدة من مئات الجامعات اليمنية التي تم استهدافها من قبل طيران العدوان، في تحدٍّ سافرٍ لكل القوانين والمواثيق الدولية المجرمة لاستهدافها.
وفي سياق متصل بمحافظة عدن، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي فندق فينيسيا وجزيرة العمال بمديريَّة خور مكسر بما يقارب 20 غارة.
أسفرت غارات العدوان عن جرح الحارس، وتدمير الفندق الكبير والواسع بمحلقاته وأقسامه بشكل شبه كلي، وحالة من الخوف والهلع في الأحياء المجاورة.
استهداف الفندق هو استهداف للبنية التحتية للجمهورية اليمنية، وممتلكات المواطنين، فيما استهداف جزيرة العمال تهدف لقتل الأيادي العاملة.
الفندق لم يكن فيه أي تواجد للجيش اليمني أَو رجال الأمن بقدر ما كان هدفاً مدنياً ومن الأعيان المدنية المستباحة لطيران العدوان خلال 9 سنوات في مختلف المحافظات اليمنية.
28 مايو 2017.. 9 شهداء و6 جرحى بغارة لطيران العدوان بتعز:
في مثل هذا اليوم 28 مايو أيار من العام 2017م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي محل مواد غذائية “بقالة” في منطقة العريش مديريَّة موزع بمحافظة تعز بغارة جوية.
أسفرت الغارة عن 9 شهداء و6 جرحى من المواطنين، بينهم أطفال، وحالة من الخوف والهلع في نفوس النساء والأطفال في القرى المجاورة.
هنا أشلاء متناثرة، ذراع لوحدها دون بقية الجسد، وجسد بلا رأس، وجثث حوَّلتها غارات العدوان إلى كومة لحم مفرومة، دماء مسفوكة على الأرض والجدران، وفي الدمار والتراب، الكُلُّ مرعُوبٌ من هول الجريمة.
المشفى اكتظ بالجثث والجرحى والمسعفين والمرافقين مع الأطباء، وحالة سخط عارمة، ضد العدوّ السعوديّ الأمريكي.
تلك الغارات الوحشية تقولُ بأن الإنسانية تُذبح والدماء تُسفك ولا منقذ لشعب بأكمله من آلة القتل والدمار المسلطة عليه خلال 9 أعوام، في ظل مجتمع دولي منحاز ومتواطئ مع الجَلَّادِ ضد الضحية.