لُعبةُ الأدوات وتصعيدٌ مع غزة مهما كانت التحديات
منتصر الجلي
كانت ولا تزالُ الهمجية الأمريكية في الشرق الأوسط للشهر الثامن على التوالي تواصل الإدارة الأمريكية جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.. جديد ذلك التصعيد الأمريكي المباشر والمعلن لإدارة البيت الأبيض في تبييض صفحة كيان الاحتلال عن ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة، ومحور فيلادليفا “رفح” التي تحتوي على ما يزيد عن مليونَي نازح من قطاع غزة جرَّاء آلة القتل الإسرائيلية.
الإمعان الأمريكي وتبرئة الكيان المجرم من جرائم الإبادة الجماعية، وجد فيها كيان العدوّ خطوة مهمة لمزيد من الجرائم القتل بحق المدنيين الفلسطينيين خلال هذا الأسبوع، الذي قصف بقنابله الأمريكية العديد من المناطق الآهلة بالسكان من النازحين ومساكنهم، بشكل هستيري وإجرامي مباشر ومتعمد، أَدَّى إلى ارتفاع حصيلة جرائمه بحق المدنيين إلى آلاف الشهداء، في جرائم يندى لها وجه الإنسانية، وصمت أممي ودولي.
في ظل اللُّعبة الأمريكية ذات البُعد الاستراتيجي العدائي لكل دول المنطقة وتحت خفايا المؤامرات تتجه صوب خفض التصعيد الذي يشتدُّ يوماً تلوَ يوم على كيان العدوّ، من قِبل أبطال وجبهات محور المقاومة، كردة فعل مشروعة تضمنها القوانين والأعراف رداً على تصعيد العدوّ في قطاع غزة وجرائمه في رفح وقتله الجماعي لآلاف الأطفال والنساء.
بالاستبسال يتابع الشعب اليمني هذا الدعم والمساندة مهما كانت التحديات، رغم المؤامرات الأمريكية لتنفيذ لعبة «صب الزيت على النار» كما أوضح ذلك السيد القائد: عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-خلال خطابه الأخير، في نصحه للجانب السعوديّ ترك توجّـهه الصريح والواضح والعدائي تجاه الشعب اليمني في ما يخص الواقع الاقتصادي الذي ظهرت للسطح تجليات ذلك الخضوع للمؤامرة الأمريكي تجاه اليمن في قوته ومعيشته الاقتصادية، عبر خطة سعوديّة إسرائيلية أمريكية في الضغط المباشر تجاه البنوك الداخلية والمصارف النقدية وتوجيه خارطة عملها إلى المناطق المحتلّة في عدت.
خطوة إسرائيلية وتنفيذ سعوديّ إماراتي؛ لتحقيق ملامح نصر مبدئي على مواقف الشعب اليمني تجاه العدوان على غزة، والمساندة اليمنية المباشرة التي غيَّرت خارطة المعادلة على مستوى المنطقة ودوره الفاعل أثر بشكل كبير على واقع التجارة والاقتصاد الإسرائيلي، مثَّل بالنسبة له “عقدة أوديب” لا يستطيع الخلاص منها، في تقارير إسرائيلية تشير إلى مستوى تلك الآثار الناجمة عن غلق البحار والموانئ المتصلة بفلسطين المحتلّة.
يبدو العجز الإسرائيلي تطور إلى فشل ظاهرٍ خُصُوصاً وأن أمريكا وبريطانيا ومعهما عدد من الدول الأُورُوبية المعادية وقفت في عجز حتمي أمام اليمن قيادة وشعبًا وعمليات عسكرية نوعية حولت البحار إلى جحيم يكاد يحرق العدوّ الإسرائيلي، ومن خلفه الأمريكي؛ لذا لجأ إلى خطوة عبر أدواته الهابطة في المنطقة، ليتحَرّك السعوديّ عبر نافذة الاقتصاد واللعب المكشوف على سياسة العملة والبنوك والمصارف المختلفة التي هي ذات أصول وأَسَاس في العاصمة صنعاء، في خطوة يمكن اعتبارها توجّـهًا جادًّا نحو نقض كُـلّ ملامح وأوليات الهدنة والاتّفاقيات بين صنعاء والرياض، ذات الصلة.
نصحُ القيادة اليمنية للسعوديّة هو تحذيرُ في نفس الوقت بعدم الانجرار وراء القرارات الأمريكية والتوجّـهات الإسرائيلية، في تحقيق مواقف ضاغطة على صنعاء هي خطوة لن تحقّق أهدافها؛ كون المعركة البحرية التي تفرضها القوات اليمنية على كيان الاحتلال هي أكبر وأقوى.
العدوان الأمريكي البريطاني على الأعيان المدنية لن يحقّق شيئاً بل يدفع أكثر لتبني مواقفَ أكثر شمولية على العدوّ الصهيوني وفتح أبواب الجحيم لمراحل متقدمة على كيان العدوّ في احتمالات أشَارَت إليها القيادة اليمنية، والشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية، إذَا لم يتوقف العدوان على أهلنا في غزة ووقف العدوان على الشعب اليمني.
تطوراتٌ سريعة يراهن من خلالها كيانُ الاحتلال إلى فرض معادلة ردع أَو شبه نصر هنا أَو هناك، غير مدرك أن الجبهات المقاومة والمساندة للشعب الفلسطيني أصبحت اليوم جبهةً متقدمةً ومسارا عسكريا متصاعدا لن تتوقف أَو يمكن إيقافها لا عبر الأدوات العربية ومطبِّعي المنطقة أَو عبر الرد والقصف المباشر على مستوى محور المقاومة.
في حين ينظر الشعب اليمني اليوم وقيادته السياسية والعسكرية الموقف العدائي من السعوديّة بأنه معركة الوكالة، وَاشتراك مباشر في معركة الإسرائيلي والأمريكي، من خلال اللعب بورقة الاقتصاد التي جربتها سابقًا وما زالت في قطع مرتبات الشعب واتّباع سياسة التجويع.
هذه السياسة سيكون لها علاج ستقرّره القيادة اليمنية وتنفذه القوات المسلحة بإذن الله، وإن غدًا لناظره لقريب.