تنومةُ.. ذكرى لمجزرة سعوديّة ماضية واستذكارٌ لجرائمَ ومؤامراتٍ حالية

 

عبدالجبار الغراب

عشرة عقود كاملة ونيف من السنوات الماضية هي عُمُرُ أفظع وأبشع مجزرة دموية حدثت في التأريخ البشري الإنساني الماضي وحتى عصرنا الحديث أرتكبها النظام السعوديّ بحق الحجاج اليمنيين في17 ذي القعدة 1341هـ لعام 1923م، مسجلين بذلك لأكبر واقعة في الحدوث وبمستواها الإجرامي، التي لم يسبق لها مثيل أن حدثت وبهذا الشكل الرهيب وبكل الأنواع من الوسائل الإجرامية المستخدمة في ارتكابهم لهذه المجزرة، وما تحملها من معايرها ومعطياتها الإنسانية ودلالاتها ورمزيتها الدينية ومكانتها وقيمها الأخلاقية وبقداستها للأشخاص المؤمنين بلباسهم الديني الإحرام وجهتهم صوب بيت الله الحرام للزيارة والسعي والطواف لأداء فريضة الحج، قوامهم يزيد عن (3500) حاج أغلبهم من كبار السن والنساء ومعهم أطفال صغار، وهم الذين كان لبعضهم النجاة ليروي الأحداث التي ترسخت في الذاكرة، وظلت محفورة في الواجدان شاهدة على همجية ووحشية النظام السعوديّ المدججين بالسلاح وبمنطقة تنومة بمنطقة عسير انهالوا وبصورة مباشرة في سفكهم لدماء الأبرياء الطاهرين الحجاج العزل الآمنين، وبكل وحشية، وبلا خوف من الله فعلوا فعلتهم الخبيثة ليروح ضحية هذه الحادثة الأليمة قرابة (3000) حاج من اليمنيين.

مجزرة تنومة وذكراها الأليمة الماضية الموصوفة بأكبر مجازر العصر التي قام بها بني سعود بحق حجاج بيت الله الحرام، يحيها اليمنيون جاعلين منها توعية شاملة، يستذكرون معها كُـلّ المجازر الصادمة للإنسانية، وللحصار الظالم الجائر ولتسعة أعوام من الحرب والدمار والذي ما يزالُ مُستمرًّا وإلى الآن، مخلفين عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى، وحتى في ظل خفض التصعيد العسكري، والذين هم يدركون خُصُوصاً مع تطورات الأحداث الحالية الدائرة في قطاع غزة وما حقّقه الموقف اليمني من انتصارات للفلسطينيين، فالمحاولات المُستمرّة من الأمريكان لإشعال الحرب في اليمن من جديد عن طريق وكلائهم السعوديّين وبتصريحاتهم المعادية للموقف اليمني، الذي فرض إغلاقاً بحرياً تاماً ومن كُـلّ الجهات على كيان الاحتلال، بأن ذلك يؤثر على الملاحة العالمية، وهذا ما قاله ولي عهد السعوديّة لإعادة أوراق وترتيبها من جديد لإضافة مجازر هي بالنسبة لهم انتقام لخسائرهم المتلاحقة، التي إصابتهم ووضعتهم في خذلان كبير رغم كُـلّ محاولاتهم لتحقيق الانتصار على اليمن وشعبها، وَأَيْـضاً يجعلون منها استذكاراً دائماً لكل جرائم بني سعود المُستمرّة والمتكرّرة على مدى عقود من الزمان، وذلك؛ مِن أجلِ لَمِّ الشمل والاصطفاف والتوحد ومد الأيادي مع بعضها ليكون الزناد موجهاً ضد الأعداء.

فشل سعوديّ أمريكي بريطاني صهيوني كامل وفي كافة المستويات والمحاور، فانحسار وانكسار ولتسعة أعوام خاضوها وبمختلف الأساليب والأشكال عسكريًّا واقتصاديًّا مع اليمن وأهلها، وهم في استمرارهم الحالي لهم مآرب وأوهام وأماني لإعادة سيناريو الحرب وبشكله السابق والإجرامي بعد خفض التصعيد العسكري الموجود الحالي بينهم وبين الشعب اليمني، غرضهم الكبير لخدمة الكيان لأسباب وقوف اليمانيين بالقوة وبالأفعال وبشكل مباشر عسكريًّا في إسنادهم للمقاومة الفلسطينية منذ معركة (طوفان الأقصى)، والفشل الكبير لحلف الأمريكان “الازدهار” لحماية سفن الاحتلال في البحار، واعتدائهم الجبان مع الإنجليز وتنفيذهم لمئات الغارات على عدة مدن في اليمن، لكن كان للثبات والتصعيد استمراره مهما كانت التحديات فقد وصلت عمليات استهدافهم للسفن المتعلقة بكيان الاحتلال وأمريكا والإنجليز (129) سفينة تم استهدافها في البحر الأحمر والعربي والمتوسط والمحيط الهندي وإسقاط 6 طائرات مسيّرة أمريكية من نوع MQ9 من أجود وأفخر صناعتها التي تتفاخر بها عالميًّا لتسقط قيمتها ويعزف الطلب عليها.

المحاولات السعوديّة لإرضاء الأمريكان متعددة منها ما عبرت عنه بوصفها للموقف اليمني المساند للقضية الفلسطينية بالمؤثر على الملاحة العالمية، أَو ما تحاول إدخَاله حَـاليًّا من مؤامرات في تأثيرها على القطاع المصرفي اليمني بالضغط على البنوك في صنعاء؛ وهذا ما سَيقلب الطاولة فوق رأسها كونها تخدم وتنفذ ما يملى عليها من الصهاينة والأمريكان، واليمنيون وجيشهم ردودهم جاهزة فالتطور العسكري خرج وبان وفي تصاعد ملحوظ، وما أظهرته القوات اليمنية في إسنادها لقطاع غزة وإخراجها لعمليات نوعية في ضربها للسفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية وبوارجهم ومدمّـراتهم الحربية في البحار والمحيطات، وإلى أبعد مكان لم يكن ليتصوره أحد، وما خفي أشد وأعظم وفي طور الاستعداد وفق ما تقتضيه المرحلة، والتعبئة العامة الشعبيّة للحشد العسكري والجهوزية القتالية بلغ قوامها أكثر من (380.000) مجاهد، والتحذيرات قد أطلقها السيد القائد وشدّد عليها وبوضوح لعدم تورط السعوديّة بذاتها لخدمة الأمريكان والصهاينة، واصفاً ذلك بالعار والخزي عندما تدمّـر غزة بأكملها ويباد جميع سكانها والمؤامرات تدار وتحاك لكيفية تدمير اليمن وأهلها الذين يخوضون معركة الكرامة لمساندة الشعب الفلسطيني، وهي الرسالة الواجب على ملوك وأمراء بني سعود وعيها وإدراكها لما سيترتب عليها من عواقب قادمة بمختلف تأثيراتها المتعددة لأي تورط للاعتداء على اليمن، ومن أي النواحي من شأنها أن تؤثر على كامل الشعب اليمني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com