خبراءُ ومحللون عسكريون لـ “المسيرة”: استهداف حاملة الطائرات الأمريكية آيزنهاور.. اختراقٌ جديدٌ لموازين القوة
المسيرة – عباس القاعدي- محمد الكامل
شكّلت العمليات النوعية الأخيرة للقوات المسلحة اليمنية المساندة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تطوراً لافتاً من خلال زخمها ونوعية أهدافها.
وخلال 24 ساعة فقط، تم استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور”، وتنفيذ أكثر من 12 عملية استهداف خلال يومين فقط، جميعها شملت سفناً وقطعاً حربية أمريكية وسفناً حاولت انتهاك حظر القرار اليمني المفروض على سفن العالم والمتجهة إلى موانئ العدوّ الصهيوني.
وفي هذا السياق يقول الخبير والمحلل العسكري زين العابدين عثمان: “إن العمليات التي تنفذها قواتنا المسلحة بفضل الله تعالى، في هذه المرحلة بدأت تتخذ طوراً استراتيجياً جديدًا في توسيع نطاق العمليات وزخم الضربات، فخلال 24 ساعة نفذت الوحدات الضاربة في القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر والقوة البحرية 6 عمليات هجومية مشتركة استهدفت عدداً من السفن التي حاولت خرق قرار الحظر، بالإضافة إلى السفن الأمريكية على رأسها مدمّـرة U. S. S Gravely وحاملات الطائرات U. S. S Eisenhower التي استهدفت للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة بالبحر الأحمر”.
ويضيف: “وبالتالي قواتنا المسلحة وهي تمارس هذا النشاط الاستراتيجي من العمليات بدأت حرفياً بترجمة ما توعد به السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله تعالى- فيما يخص زيادة مستوى الاستهداف، وتأثيره وقوته على سفن العدوّ الأمريكي والمرتبطة بالعدوّ الصهيوني”، مُشيراً إلى أنه “على كافة المستويات التكتيكية والعملانية هناك ارتفاع غير مسبوق في زخم الضربات كماً وكيفاً، وهناك أَيْـضاً اختيار جديد لأهداف بالغة الحساسية للعدو الأمريكي منها حاملة الطائرات الذي جرى استهدافها رداً على ارتكاب طيران العدوّ الأمريكي مجزرة بحق المدنيين في الحديدة”.
ويواصل: “لذا مع صعود العمليات وتوسعها من البحر الأحمر والعربي إلى المحيط الهندي والبحر المتوسط هناك أَيْـضاً نقلة كبرى حقّقتها قواتنا المسلحة بعون الله وتوفيقه باستهداف حاملة الطائرات التي تعتبر القوة الضاربة التي تعتمد عليها أمريكا في حماية كيان العدوّ الصهيوني من جهة، وفي إطار العدوان على اليمن من الجهة الأُخرى؛ لذا مسألة استهدافها هو كسر لقواعد المعركة، واختراق مدمّـر لقوة الردع الأمريكية الموجهة ضد اليمن والمنطقة وكذلك العالم”.
ويشير عثمان إلى أن “العدوّ الأمريكي يعتمد بشكل أَسَاسي على حاملات الطائرات في استراتيجيته العسكرية، وفي حماية هيمنته على البحار، حيثُ أنشأ هذه السفن وطوَّرها بمشاريع مالية باهظة لتكون محور ارتكاز قوته وهيبته التي يمارس من خلالها الاعتداء ضد الدول والشعوب والبلطجة في بحار العالم”، موضحًا أن “العدوّ الأمريكي يمتلك 11 قطعة من حاملات الطائرات، وجميعها تشكل معظم قوته البحرية، ومن هذه القطع U. S. S Eisenhower التي تعد من أضخم وأحدث الحاملات، فهي تعمل بمحركات نووية، وتستطيع حمل 60 مقاتلة حربية وطاقماً مكوناً من 4200 فرد، بالإضافة إلى تكلفتها التي تصل إلى 5 مليارات دولار”، مؤكّـداً أنه “عند قياس استهداف هذه القطعة المكلفة والهامة من قبل قواتنا المسلحة؛ فأول ما يمكن قوله إنه اختراق جديد لموازين القوة وخطوة أولية نحو تدمير قوة أمريكا الاستراتيجية وهيبتها وهيمنتها على العالم”.
ويؤكّـد أن “القوات المسلحة اليمنية -وبعون الله تعالى وفضله، ومع ما تمتلكه من تسليح وعوامل قوة ضاربة- لن تكتفي بما هو متحقِّقٌ عملياتياً، بل ستواصل تصعيد العمليات إلى أبعد مستوى، وبما يحقّق الانتصار للمقاومة والشعب الفلسطيني في غزة وتحطم الغطرسة الإسرائيلية والأمريكية”، معتبرًا أن “الأيّام القادمة ستكون ساخنة، ومليئة بالمتحولات والمفاجآت”.
جاهزون لما بعد المرحلة الرابعة من التصعيد:
وعلى صعيد متصلٍ، يقول الخبير العسكري العميد ركن فضل الضلعي: “إن العمليات العسكرية اليمنية وزخمها لدعم إخواننا في فلسطين امتدت من المرحلة الثالثة إلى المرحلة الرابعة، وكما قال السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- فَــإنَّ المرحلتَين الخامسة والسادسة آتيةٌ لا محالة، وقواتُنا المسلحة جاهزةٌ لما بعد المرحلة الرابعة من التصعيد”.
ويضيف العميد ركن الضلعي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أنه “ومن خلال رؤيتنا للمرحلة الرابعة فقد تطورت العمليات العسكرية اليمنية المساندة لفلسطين المحتلّة، وتوسعت الضربات اليمنية في البحر الأحمر، والبحر العربي، ومضيق باب المندب، واستهدافها لسفن العدوّ الذي وصل إلى المحيط الهندي ومن بعدها إلى البحر الأبيض المتوسط”.
ويؤكّـد أن “العمليات العسكرية اليمنية في توسع دائم، وأصبح لها تأثير فعال على العدوّ الصهيوني، وعلى العدوّ الأمريكي والبريطاني بدرجة أولى، وحلفائهم بالدرجة الثانية”، مُشيراً إلى أن “ما حدث من استهداف حاملة الطائرات الأمريكية آيزنهاور في عمليتين متتاليتين خلال 24 ساعة، هي عملية متطورة، وتعتبر استهدافاً للولايات المتحدة الأمريكية نفسها، التي تتفاخر بقدراتها وإمْكَانياتها العسكرية الكبرى، وقواتها البحرية التي سيطرت على العالم لدرجة أنها أصبحت القطب الوحيد”.
ويتساءل الضلعي: “بماذا سيطرت؟ كيف لأمريكا أن تغزو البلدان وتنتهك حرمات الدول وتحتلها؟ وتنهب ثروات هذه الدول؟ كُـلّ ذلك كان عبر أساطيلها البحرية، التي تعتبر اليد الطُّولى والكبرى للصهيونية العالمية وللولايات المتحدة وحلفائها، وبالتالي هي تتفاخر بالقوات البحرية واعتبارها القوة البحرية الأولى في العالم”.
ويؤكّـد الضلعي بسخرية، أن “هذه القوة الكبرى أُهينت أمام القوات المسلحة اليمنية، والمقاتل اليمني بإصراره على النصر تحت لواء قيادتنا الحكيمة السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، والمصممة على انتزاع حقوقنا بالقوة”، مُضيفاً أن “القوات المسلحة اليمنية، ممثلة بالقوات البحرية، والقوات الصاروخية، والطيران المسيّر، قد أهانت وأذلت الولايات المتحدة الأمريكية عبر استهدافها أكثرَ من مرة لحاملة الطائرات آيزنهاور، وكذلك المدمّـرات والبوارج الأمريكية التي جاءت لحماية سفن العدوّ الصهيوني، إلى جانب السفن الغربية المتجهة إلى فلسطين المحتلّة لحماية العدوّ كذلك”.
ويوضح أن “كُـلَّ هذه السفنِ والمدمّـرات الحربية الأمريكية والغريبة بدلاً عن أن تحميَ العدوَّ الصهيوني، أصبحت في حالة من الهزيمة وفي حاجة لمن يحميها بنفسها”، مؤكّـداً أن “المرحلتَينِ الخامسة والسادسة من التصعيد اليمني قادمتان، وزخم العمليات العسكرية اليمنية سيتواصل، وستكون ضرباتنا أكثر إيلاماً وأشد وجعاً وأوسع نطاقاً، وبالشكل الذي لا يتوقَّعُه العدوّ.