التكنولوجيا اليمنية 1.. الخُـردةُ الأمريكيـة 0
هاشم أحمد شرف الدين
️لعقودٍ طويلة اعتقدت الولايات المتحدة دائماً أن بإمْكَانها التباهي أمام العالم بالعتاد الأمريكي وترسانة السلاح الأمريكية، لكن ليكن في علمكم أن اليمنيين قد حطّموا هذا الاعتقاد تماماً. أنا لا أحدثكم هنا عن طائرة (MQ9) التي أسقطوها عشر مرات في سماء اليمن حتى الآن، ولا عن دبابات (إبرامز) الأمريكية التي دمّـروا العشرات منها، بل أحدثكم عن حاملات طائراتها الفاخرة الكبيرة، الذي ظلّت تسرح وتمرح في أعالي البحار، وظنّ الأمريكي أنه لن يكون بمقدور أحد أن يعبث بها، أحدثكم عن حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور”.
️تصوَّروا هذا: القيادي اليمني محمد علي الحوثي ـ في الأول من يونيو الجاري ـ يقرّر تحدي وزارة الحرب الأمريكية، ويطالب بنشر مقطع فيديو حديث يُظهر حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور”، فقط لإثبات أن ادِّعاءات القوات المسلحة اليمنية بضربها لم تكن سوى كلام فارغ.
️حسناً، حسناً، يبدو أن الأمور على وشك أن تصبح مثيرة للاهتمام؛ فما حدث بعد ذلك كان حالةً فكاهية من الحالات الكوميدية.
لقد قالت وزارة الحرب الأمريكية: “يا يمنيون، إن حاملة طائراتنا بخير تماماً، أنتم لم تضربوها”، وبعد ذلك، قال قبطان آيزنهاور: “مرحباً، دعوني أثبت ذلك بفيديو من مارس 2024!”. أخذ الكابتن تشوداهيل، على عاتقه أن يخطو إلى دائرة الضوء، فكّر وقال: “لماذا لا أنشر مقطع فيديو من الأرشيف على منصة X؟” أوه، كابتن تشوداهيل، أيها الخبيث.
️الآن، إليكم الأمر المثير: لقد قام بالنشر فعلاً، ولكن تبيّن أن هذا الفيديو هو خبر قديم! لقد نُشر لأول مرة بالفعل في مارس 2024م.
لم يكن بوسع المعلقين إلا أن يضحكوا ويسخروا.
لقد بدا فجأةً أن الرواية اليمنية اكتسبت المصداقية، ووجد الجيش الأمريكي نفسه يرقص على إيقاعات الهزيمة.
️اندهش الكثير في العالم من تفوق الصواريخ والطائرات اليمنية! فالأمر يبدو أشبه بمشاهدة الطفل المغامر سندباد، وهو ليس مسلحاً بأي شيء سوى مقلاع وبعض الضربات الكوميدية في مكانها الصحيح في مواجهة المارد العملاق القوي المدجج بالأسلحة.
مَن كان يظن أن نشر الفيديو يمكن أن يسبب مثل هذه الضجة؟ لقد أصبحت القصة جامحة، وصارت حاملة الطائرات العملاقة آيزنهاور عن غير قصد نجمة عرض كوميدي.
️إنه درس في التواضع، يذكِّرنا جميعاً بأنه في عالم القوة العسكرية، قد يجعلنا ما هو غير متوقع في بعض الأحيان في حَيْرةٍ من أمرنا ونضحك حتى تتألم جوانبنا؛ فهذه أقوى الأسلحة تجد نفسها عالقة في شبكة الصواريخ والطائرات بدون طيار اليمنية.
️ذلك القبطان تشوداهيل أَو أياً كان اسمه، قام بإخراج مقطع الفيديو القديم، معتقداً أنه ستار دخاني يستطيع به خداع اليمنيين والعالم!
إنه حقاً كمن أطلق النار على قدمه وعلى التفوق العسكري الأمريكي. هييي يا صاح، أنت لا تستطيع حتى أن تقوم بالدعاية بشكل صحيح!
️أراهن أننا ـ نحن اليمنيين ـ والكثير من المراقبين في العالم ضحكنا شفقةً على الجيش الأمريكي؛ فبينما تبلغ قيمة حاملة الطائرات الأمريكية مليارات الدولارات فمن المحتمل أن تكلفة صواريخنا وطائراتنا المسيّرة محلية الصنع أقل من فاتورة الوقود الأسبوعية لـ آيزنهاور.
️لماذا يهتم قادة الجيش الأمريكي بإنكار أن القوات المسلحة اليمنية قد ضربت الحاملة آيزنهاور؟ يبدو الأمر كما لو أنهم يحاولون إخفاء حقيقة أن حاملة طائراتهم مُجَـرّد سفينة سياحية فاخرة وباهظة الثمن. إنها تحتوي على ملعب للجولف، ودار سينما، وحتى مقاهي ستاربكس! من الواضح أنها ليست مخصصة للمعركة.
️وفي الوقت نفسه، فَــإنَّ الصواريخ والطائرات بدون طيار التي هي بمثابة سلاح المستضعفين تصبح في أيدي أبطال القوات المسلحة اليمنية سلاحاً يقضون به على المستكبرين يميناً ويساراً؛ ففي الميزان العسكري، يعتبر ضرب هدفٍ متحَرّك ـ مثل حاملة طائرات بصاروخ ـ أكثر إثارة للإعجاب من ضرب هدفٍ ثابت بطائرةٍ بدون طيار.
️إن الصواريخ والطائرات بدون طيار اليمنية هي أعمال عبقرية عسكرية خالصة، ولا يُستغرب أن كَثيراً من الخبراء العسكريين في العالم باتوا مقتنعين أن المهندسين اليمنيين يمكنهم أخذ طائرة ورقية وربط رأسٍ حربي عليها ليضربوا آيزنهاور بدقة متناهية، كيف لا وقد جعلوا قيادات البنتاغون يبدون وكأنهم مجموعة من أطفال الروضة يتسلون بقوارب الألعاب؟!
️لقد نجح اليمنيون في جعل حاملة الطائرات الأمريكية مُجَـرّد لوحة فاخرة للتدريب على قنص هدفٍ عائم، بينما أثبت الأمريكيون أنهم لا يستطيعون حتى إثباتَ أنهم لم يتعرضوا للضرب!
️والنتيجة، لقد انتصر اليمنيون وتفوقت أسلحتهم، وأثبتوا أنهم الأبطال الحقيقيون لهذه المعركة، وأثبتوا أَيْـضاً مرةً واحدةً وإلى الأبد أنك لا تحتاج إلى حاملة طائرات فاخرة للقضاء على أعدائك؛ فكل ما تحتاجه هو القليل من التصميم وبعض التقنيات المثيرة للإعجاب.
🔻 من المؤكّـد الآن، أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تستطيع الاستمرار في إدهاش العالم ببراعتها العسكرية، أقصد إحراجها العسكري؛ لذا وفي المستقبل، ربما سينبغي على البنتاغون أن يستثمر بشراء بعض طائراتنا بدلاً عن إهدار المال على حوض الاستحمام الأنيق هذا، وسيكون عليه تعلم استراتيجيات تسويق جديدة لأسلحته، أَو على الأقل الانخراط في دورات للتدرب على تحسين مهارات تحرير الفيديو.
️وبالنسبة لجميع دافعي الضرائب الأمريكيين، لا تقلقوا؛ فأموالكم التي كسبتموها بشق الأنفس يتم إنفاقها بشكل جيد على مقاطع الفيديو والتكنولوجيا التي عفا عليها الزمن!
إن كُـلّ ما يتطلبه الأمر هو صاروخ يمني واحد أَو طائرة مسيّرة يمنية واحدة مع تصويبٍ جيد وَ(بوووووم)، تذهب مليارات الدولارات التي تدفعونها مباشرةً إلى قاع المحيط.