ترقُّــبٌ لعمليات أوسعَ في الخامسة والسادسة.. تصعيدٌ مؤلمٌ للعدو في المرحلة الرابعة من التصعيد

المسيرة: محمد الكامل

يتصاعَدُ زَخَمُ العمليات للقوات المسلحة اليمنية في المرحلة الرابعة مع التصعيد، بالتوازي مع استمرار جرائم العدوان الصهيوني على قطاع غزة.

ويترقب المتابِعون للشأن اليمني انطلاق المرحلةِ الخامسة ثم السادسة من التصعيد، والتي ستفوقُ في خياراتها ونتائجها ما يتوقعه العدوّ والصديق.

وبالعودة إلى خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- كان واضحًا في كلامه حينما قال: “نحن نفكر أَيْـضاً في المرحلة الخامسة والمرحلة السادسة ولدينا خيارات مهمة جِـدًّا وحساسة ومؤثرة على الأعداء”، حَيثُ يفهم من هذا أن القوات المسلحة اليمنية لا تزال تحتفظ بالعديد من المفاجآت، وأن ما قدمته إلى الآن من مساندة لإخواننا في قطاع غزة لا يمثل سوى النزر اليسير.

ويرى عددٌ من الخبراء العسكريين والسياسيين أن “تحذيرات السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- واضحة”، موضحين أن “هذا التحذير يعبِّرُ عن استعداد اليمن على المستوى الشعبي والرسمي على مواصلة الضغط على الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه، ورفع مستوى هذه الضغوط بموازاة التصعيد الصهيوني الغاشم”، مؤكّـدين أن “الضربات اليمنية أثبتت قدرتها على حماية السيادة اليمنية في مضيق باب المندب، بل وامتدادها أَيْـضاً إلى المحيط الهندي، وأعطت رسائل استراتيجيات بأن كُـلّ المشاريع الصهيونية فشلت بفعل هذه العمليات”.

وفي هذا الشأن يقول الخبير العسكري العقيد مجيب شمسان: “إن التصريح الذي أطلقه السيدُ القائد في خطابه الأسبوعي المساند للمقاومة الفلسطينية المعتاد في كُـلّ يوم خميس، فيما يتعلق بخيارات صنعاء، يؤكّـدُ الاستعدادَ للذهاب إلى أبعد الخيارات، طالما أن القضية هي قضيتنا المركَزية فلسطين”.

ويؤكّـد شمسان في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن “هذا ما تجلَّى في حجمِ المساندة التي تقدِّمُها صنعاء، مستخدِمةً في ذلك أسلحةً لم تستخدمْها في الدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان، سواءً من حَيثُ الصواريخ الباليستية أَو الطائرات المسيّرة أَو القوات البحرية الأُخرى”.

ويوضح أن “هذا دليلاً يؤكّـدُ أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية، وأن العدوَّ الأَسَاسي الذي انطلق وتحَرّك؛ مِن أجلِه هذا المشروع هو العدوّ الصهيوني، والغرب الإمبريالي، ثلاثي الشر الأمريكي والبريطاني والكيان الصهيوني”، متبعاً حديثه “لدى صنعاء الكثيرُ من القدرات والإمْكَانات ما يمكنها أن تلحق الكثير من الضرر سواء بالكيان الصهيوني أَو الغرب الإمبريالي”.

ويؤكّـد أن “نتائج ذلك كانت واضحة، من خلال العمليات السابقة سواء فيما يتعلق بالكيان الصهيوني والآثار الاقتصادية المترتبة على العمليات اليمنية على المستوى القريب، أَو فيما يتعلق بالأبعاد والتأثيرات على المستوى الاستراتيجي؛ باعتبَار أن أهم نقطة بالنسبة للكيان الصهيوني كانت منطقة باب المندب، والتي تعد بالنسبة لهم وفق نظرية الأمن القومي الصهيوني قضية وجود أَو فناء”.

ويضيف أن “الضربات العسكرية اليمنية في مضيق باب المندب أعطت رسائل استراتيجية بأن كُـلّ المشاريع التي بناها الكيان، أَو يعمل عليها الكيان منذ نشأته حتى اليوم، تتعطل بموجب هذه العمليات اليمنية التي أثبتت قدرتها على حماية السيادة اليمنية في مضيق باب المندب، بل وامتدادها أَيْـضاً إلى المحيط الهندي”.

ويقول شمسان: “إن صنعاء عازمة على تطوير قدراتها وإمْكَاناتها، من خلال المقارنة ما بين بداية العمليات التي نفذت في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وُصُـولاً إلى توسعها، إلى خليج عدن وإلى البحر العربي، وإلى المحيط الهندي”، مؤكّـداً أن “في ذلك دليلًا على أن صنعاء طورت من عملياتها أثناء العمليات المساندة لتصل إلى مستويات متقدمة باتت من خلالها قادرة على تنفيذ ما هو أبعد من ذلك”.

ويجدد التأكيد على أن “التحذير في تنفيذ العملية الرابعة من التصعيد وُصُـولاً إلى البحر الأبيض المتوسط هو تَجَــلٍّ واضِحٌ لهذه الحقيقة”، موضحًا أنه “مع ذلك كله، لا يزالُ لدى صنعاءَ الكثيرُ من الخيارات، سواء ما يتعلق منها بالعمليات البحرية، أَو العمليات الأُخرى التي لها علاقة بردع داعمي الكيان الصهيوني عبر أدواته المطبِّعة في المنطقة أَو الدول المساندة له، والتي تشكل اليوم حالة شاذة في القضية الفلسطينية؛ باعتبَارها دولًا عربيةً وإسلامية، أَو فيما يتعلق بعناصر الضغط الأُخرى ذات العلاقة بالأمريكي والبريطاني والغرب الإمبريالي بشكل عام، الذين يشكِّلون الوجهَ الآخر للحركة الصهيونية”.

 

عملياتٌ حسَّاسةٌ وقوية:

من جانبه يوضح المدير التنفيذي لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، عبد العزيز أبو طالب، أن “تحذيرَ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) يأتي استجابةً لتطورات الأوضاع الميدانية في معركة (طوفان الأقصى)، وكذلك مواكبة لنجاح المرحلة الثالثة التي دفعت السفن المعادية إلى تحويل مسارها باتّجاه طريق رأس الرجاء الصالح”.

ويقول أبو طالب في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن “هذا التحذير يعبِّرُ عن استعداد اليمن على مستويَيه الشعبي والرسمي على مواصلة الضغط على الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه، ورفع مستوى هذه الضغوط بموازاة التصعيد الصهيوني الغاشم”، مُشيراً إلى أن “التحذير للعدو من مغبة ارتكاب جريمة جديدة في هجومه على رفح التي يتكدس بها أكثر من مليون مواطن بين مقيم ونازح”.

ويضيف أن “التحذير أَيْـضاً مؤشرٌ على مرحلة واسعة من الخيارات الاستراتيجية التي يمتلكها اليمن في جبهته المساندة لفلسطين المحتلّة، ودليل على امتلاكه خططاً واضحة ومدروسة لمواجهة التحديات المحتملة، وأن لديه القدرةَ العسكرية المتطورة في الطيران والبحرية والصواريخ التي تستطيع الوصول أبعد من البحر المتوسط، وقد يتفاجأ العدوّ بعمليات عسكرية لا يمكنه التنبؤُ بها وتضيفُ له هزيمةً جديدةً وإرباكاً لمخطّطاته الإجرامية في المنطقة”.

ويؤكّـد أن “ذلك يعتبر رداً عمليًّا على تهديدات العدوّ وإغراءاته التي يمررها لليمن؛ بهَدفِ وقف العمليات المساندة لإخوانه الفلسطينيين، ورسالة قوية بأنه “كلما تهدّدوننا نَــرُدُّ بعملياتٍ أوسعَ لا تتوقفَ عند الخامسة والسادسة”، بل قد يتفاجأُ العدوُّ بعملياتٍ حسَّاسةٍ ومهمةٍ جِـدًّا”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com