ذاكرة العدوان 4 يونيو خلالَ 9 أعوام.. 49 شهيداً وجريحاً في غاراتٍ عدوانية على صعدةَ وذمار وإب والحديدة
المسيرة: منصور البكالي:
واصل العدوانُ السعوديُّ الأمريكي ومرتزِقتُه في مثل هذا اليوم 4 يونيو حزيران خلال عامَي 2015م، و2019م، استهدافَ منازل المواطنين والأحياء السكينة.
وعلى قاعدة القتل وإهلاك الحرث والنسل، وإرعاب النساء والأطفال، واصل العدوانُ ارتكابَ جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب بحق الإنسانية في اليمن، بغاراتِه الكثيفة ومدفعية أدواته.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
4 يونيو 2015.. 27 شهيداً وجريحاً في غاراتٍ عدوانية على منازل المواطنين بصعدة:
في مثل هذا اليوم 4 يونيو حزيران من العام 2015م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي منزلَ آل الشيبة في منطقة المغسل بمديرية مجز بمحافظة صعدة، بأربع غارت جوية.
أسفرت هذه الغاراتُ عن استشهاد 12 مدنياً، وإصابة 15 آخرين، غالبيتُهم من الأطفال والنساء، كما أسفرت عن إحداث دمار كبير لمنازل المواطنين، وتضرر معظمها، وحالة من الخوف والهلع في نفوسهم، وموجة نزوح.
أشلاء متناثرة، وجثث ممزقة، ودماء.. أطفال ونساء يصرخون، ويتوجعون من آلامهم، وهم مدفونون تحت ركام المنزل، فيما المنقذون يستبسلون ويعملون على انتشال امرأة لا تزالُ في كامل وعيها، والصخور والدمار تغشى جسدَها.
لحظاتٌ مؤلمة بين الأنقاض، وسحب سواعد الرجال، تكاد الأعضاء أن تتمزق، ولا يزال الطيران يحلِّقُ في سماء المكان.
وتُظهِرُ المَشاهِدُ أباً مكلوماً، عاد من الخارج، ليجدَ طفلَه وفلذةَ كبده جثةً ممزَّقةً؛ فيحملها على ذراعَيه، ويحتضنها ويتمسك بها وهو يبكي ويتألم حزناً وكَمَداً، وبجواره كذلك جثة لأُخته الراعية للأبقار والمواشي التي لم تسلم من شظايا هذه الغارات.
لا تزال أعمدةُ الدخان تتصاعد من عمق المنزل المدمّـر، والمنقذون يواصلون البحث، والغارات تلاحق الناجين إلى جوار الجبل، وتلقي حممَها المتفجرة والمدمِّـرة والمتشظية، على مقرُبة من الجموع.. فاتورة الجرحى تتصاعد، فيما فرق البحث متواصلة.
هذه جثة أُزهِقُ الروحُ منها، وأُخرى كتب اللهُ لها البقاء؛ لتكونَ شاهداً حياً على المجرمين والمستكبرين، وفجأةً تظهر صورة رضيعة ألقت بها الغارةُ خارج الدار، وهي مضرَّجةٌ بالدماء، ممزقة الأعضاء، وتتبعها جثث هنا وهناك من مختلف جوانب المنزل، حَيثُ ألقت بها غاراتُ العدوان مع الدمار المندثر في المكان، وأُمٌّ ثالثة تظهر في نهاية الدمار، وهي تحتضنُ طفلها الرضيع، قتلهما طيران العدوان سوياً.
وسط الغارات وتصاعُدِ أعمدة الدخان وتواصل الانفجارات، تظهر امرأة أُخرى جريحة، وهي تعاني من جراح عميقة، وفوق سيارة الإسعاف تردّد شعار الصرخة في وجه المستكبرين: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) في مشهد يعكس مدى الوعي لدى أبناء محافظة صعدة، ومعرفتهم الحقيقة بالعدوّ، ومدى صمودهم وتمسكهم بهذا الشعار العظيم.
جريمة حرب مكتملة الأركان بحق آل شيبة، واحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة الجماعية المرتكبة بحق الشعب اليمني على مدى 9 أعوام متتالية، في ظل صمت وتواطؤ أممي ودولي عجيب.
4 يونيو 2015.. 15 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان أحياء متفرقة بذمار:
وفي مثل هذا اليوم 4 يونيو حزيران من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي أحياءً متفرقة في مدينة ذمار.
أسفرت غارات العدوان عن 3 شهداء و12 جريحاً، ودمارٍ في منازل المواطنين وتضرر مستشفى ذمار العام، وممتلكات ومنازل المواطنين العامة والخَاصَّة.
مشاهد الدماء، والأشلاء، والجثث والدمار الواسع في أحياء مدينة ذمار، مهولة؛ فهذا يصرخ، وآخر يستنجد، وآخرون يفرون ويهربون من جوف منازلهم؛ خشيةً من قصفها، من قبل غارات العدوان التي لاحقتهم إلى الشوارع العامة، ووصلت آثارها إلى مستشفى المدينة.
جريمة استهداف الأحياء السكنية بذمار واحدةٌ من آلاف الجرائم على الأحياء السكينة في مختلف المحافظات والمدن اليمنية، وهي تعكس مستوى الفشل والهزيمة الأخلاقية والعسكرية والنفسية للعدوان وأدواته، طيلة 9 أعوام، رافقها تواطؤٌ واضحٌ ومكشوفٌ من المجتمع الدولي، والهيئات والمنظمات الحقوقية والإنسانية والقانونية.
4 يونيو 2015.. شهيدةٌ في استهداف طيران العدوان رُعاةَ أغنام في إب:
وفي اليوم ذاته 4 يونيو من العام 2015م، استهدف طيرانُ العدوان رعاة الأغنام والمزارع في منطقة نجد الجماعي في مديرية السبرة، بمحافظة إب.
أسفرت غاراتُ العدوان عن شهيدة، ونفوقِ عدد من المواشي، وتضرر المزرعة، وحالة من الخوف والرعب بين صفوف الأهالي في المناطق المجاورة.
جريمة استهداف الرعاة والمواشي، ومزارع المواطنين جرائم حرب عن سبق قصد وترصُّد، هي تعكسُ مستوى الإجرام الذي وصل إليه العدوّ السعوديّ بحق الشعب اليمني، وعدم اعتباره للمواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية التي تحمي المدنيين والأعيان المدنية، وجريمة من آلاف الجرائم المرتكبة بحق الرعاة والبدو والمزارعين اليمنيين طيلة 9 أعوام.
4 يونيو 2019.. جرحى في قصف مدفعي للمرتزِقة لمنازل المواطنين بالحديدة:
وفي مثل هذا اليوم 4 يونيو 2019م، استهدف مرتزِقة العدوان السعوديّ الأمريكي منازل المواطنين في حي الربصة بمديرية الحالي بمحافظة الحديدة، بـ 3 قذائف مدفعية.
أسفرت قذائف مرتزِقة العدوان عن 6 جرحى من الأطفال والنساء، وأضرار ودمار في المنازل، وحالة خوف وهلع في صفوف المواطنين، تبعتها موجةُ نزوح جماعي إلى غيرِ وِجهة، وترك منازلهم وممتلكاتهم للخراب والدمار وهدفاً مُستمرّاً لنيران المرتزِقة.
جريمةُ حي الربصة واحدةٌ من آلاف جرائم العدوان ومرتزِقته المتتالية بحق أبناء محافظة الحديدة والمناطق المحاذية لخطوط الاشتباك، في اختراقات متواصلة لاتّفاق السويد ونصوصه المُفضية لوقف إطلاق النار بشكل كامل في الحديدة، وفاتورة باهظة يدفعُها الأهالي من دمائهم وأرواحهم وممتلكاتهم.
يظل يوم 4 يونيو خلال 9 أعوام من الأيّام التي لا تنسى، وجرائم العدوان لا تزال محفوظةً في ذاكرة كُـلّ يمني؛ فهي جرائمُ لا تسقُطُ بالتقادم، ولا يمكنُ للشعب اليمني أن يسامحَ أَو يغفر.
فَبِأَيٍّ منها تُكَذِّبون؟ ولأيٍّ منها تُبَرِّرون؟