تـنشـئةٌ قُـرآنية صنعت أرواحاً جِـهــاديـة
خديجة المرّي
جد واجتهاد، عزيمة واتّحاد، وتفانٍ جاد، وتكاتف دون حِياد، من هُنا بدأت مراكز الجِهاد، دورات وأنشطة صيفية، يستقي منها أشبال المسيرة القرآنية كُـلّ المواصفات السامية، فيها الدُروس الكافية والشافية، هي أَيَّـام معدودات، بعدها تكون المفاجآت، وبعد تعب وكِفاح، أتى لهم النجاح، لِتكن دورات عظيمة خُتمت بالأفراح، ونصرٌ آتٍ على عدوٍ أحمق منها انزاح.
يختتم أشبال المسيرة القرآنية في هذه الأيّام دوراتهم وأنشطتهم الصيفية كما في كُـلّ عام، والتي تشهد هذا العام توافداً غير مسبوق؛ لا سِـيَّـما بعد معركة عملية (طوفان الأقصى) التي زرعت في هذا الجيل حبُ الجِهاد، وثقافة الاستشهاد، بالإضافة إلى تنامي السخط الواسع في قلوبهم على عدوهم الذي يُمارس بِحق أبناء الشعب الفلسطيني أبشع الجرائم المُوجعة، ممّا دفع بالكثير من الأبناء للالتحاق بهذه المراكز، وتشجيع الآباء لهم على دراستها؛ لِما فيها من هدي قرآني عظيم، ومُحاضرات قيمة، فيها العبرة والمُوعظة الحسنة.
عملت هذه المراكز على تحصين الأجيال، من عملية الاختراق، ومن خِلالها تسلح أجيالنا بِسلاح الإيمان والوعي الذي يحملونه في قلوبهم، قبل سِلاح البندقية التي تُعانق أكتافهم، رسخت عندهم هُــوِيَّة الإيمان، قبل أن يستهدفهم قرن الشيطان.
المراكز الصيفية عمِلت على تنشئة أجيال قُرآنية، صنعت أرواحاً جهادية، أرواحاً إيمانية، أرواحاً تواقة إلى الطاعة، حريصة على معرفة الله في كُـلّ لحظة وساعة، حصنتهم من أساليب خداعة، وثقافات مغلوطة، فيها انحرافات ومياعة، صنعت جيل الصرخة، جيلٌ فيه القُوة، جيل ثائر، جيل حُسيني ناصر، حيدري يدك عرش الكافر.
وأغاظ ذلك الأعادي؛ لأَنَّهم عشِقوا طريق الجهادي، فصوتهم يجهر دائمًا: «ما نبالي، ما نبالي» وأدركوا خطورتهم من هذا الجيل الناشئ، وبذلوا كُـلّ جهودهم لِنشر الرذيلة والفساد، فشلوا في محاولتهم ومخطّطاتهم؛ للسيطرة على جيلُ القرآن، الذي أرعب جبروت الطُغيان، فانقلب السحرُ على الساحر وزاد لهيب النيران، يشتعل باللعنة على الأمريكان، وفشل وباء بالهزيمة والخسران.
إنهم الجيل الصاعد، الذين بِهم يُفاخر شعبنا المُجاهد، الجيل الذي حمل همّ الدين، وناصر قضية فلسطين، الجيل الذي تثقف بِثقافة القرآن، وسَيفشل أحلام العدوان، في كُـلّ زمانٍ ومكان.
فما أعظمَها من مراكز، تخرجت منها أجيال الجيل الصاعد، عرفت الله حق معرفته، وسَتنطلق صواريخ في الميدان لا تخشى من أحد غيره، تعلمت المعالم الدينية، واكتسبت فنُون المهارات القتالية، واكتست راية العزّة والرّفعة، وزادها الله حكمةً ووعياً وبصيرة، فسلامُ الله على خريجي الدورات الصيفية، إنهم صُناع المجد والانتصار.