نورُ الإسلام يتجدَّدُ برجال صادقين
ق. حسين بن محمد المهدي
لقد مرت الأُمَّــةُ الإسلامية في القرن الرابع عشر من هجرة سيد البشر محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- في لحظات حرجة بأوضاع صعبة، حينما لحظ أعداء الأُمَّــة ما أصابها من الوهنِ والضَّعفِ فسَطَت الصهيونيةُ اليهودية على فلسطين والأقصى الشريف فأخذتهما عنوةً، والمسلمون عن عِزِّهم غافلون.
إن الوهن والضعف الذي أصاب ساسة الأُمَّــة؛ بسَببِ بعدهم عن شريعة الله جعلت البعض يرضخ لقوى الاستكبار فيذهب إلى كامب ديفيد ليوقع وثيقة استسلام لليهود مطبعاً غير آخذ بهدي القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أولياء تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ).
إن الوهن الذي أصاب بعض الساسة والحب للظهور والرئاسة حتى ولو كان في مستنقع الخساسة جعلهم يمدون أيديهم إلى أعدائهم، مع أن القرآن أمرهم بالقتال لمن يقاتلهم، (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
إن الجنوح إلى السلم قبل أن يرجع العدوّ عن ظلمه لا يتوافق مع قول الحق: (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إلى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ) (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّـهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالمين).
لقد نسي بعض الزعماء الذين يحكمون باسم الإسلام أن الإسلامَ جاء ليمحي الكفر، وقد صح عن نبي الإسلام أنه قال: (إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر) جهل هؤلاء الزعماء أن الحق يقول: (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) بإظهاره في الآفاق وإعلاء شأنه.
لقد تجاهل المطبِّعون مع اليهود قول الحق: (هُوَ الَّذِي أرسل رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ومعنى ليظهره: ليجعله ظاهراً على جميع الأديان، عاليًا عليها، غالبًا لها.
لقد تجاهل الزعماء المطبِّعون المتخاذلون أن الله ناصر من نصره (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ).
لقد تناسى هؤلاء الأغبياء قول الحق سبحانه وتعالى: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) لقد سئل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: من هؤلاء يا رسولَ الله، إذَا تولينا استبدلنا بهم وكان سلمان الفارسي بجوار النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: هذا وقومه، والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس) والحديث أخرجه عبدالرزاق وعبد بن حميد والطبراني في الأوسط والبيهقي في الدلائل وأخرجه أَيْـضاً سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وغيرهم.
لقد صدقت نبوءة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- فما إن استسلم هؤلاء الزعماءُ المطبِّعون المهرولون حتى ظهر من جدَّد للإسلام ورفع رايته، فها نحن في الذكرى ٣٥ على وفاة الإمام الخميني الحسيني عَلَمِ أهل بيت النبوة -قدَّس الله روحه ونور ضريحه- نذكر أنه كان آية من آيات الله العظمى؛ فقد أظهر الله بظهوره عزة الإسلام فجدد للدين وسعدت به الدنيا ومكنه الله في أرضه وائتمنه على أرضه وعباده، وبسط الله له يده وسلطانه، ورفع له محله ومكانه، وهكذا من أخلص لله في الديانة فَــإنَّها تحسن سيرته في الدنيا، فيكون الخير دأبه المعهود، وعمله المحمود، والأجر غرضه المقصود؛ فكان أول من دعا إلى الجهاد في فلسطين وكبح جماح الصهيونية وزعزع كيانها بعزيمة لا ترد وقدرة الرجل الصادق الأمين، ودعا إلى نهضة المسلمين، وأعلن يوم القدس، وبدأت المقاومة تأخذ مكانها بعدة وعتاد وقوة بدعمه القوي ودعم المخلصين من رجاله ومن تبعه كالشهيد قاسم سليماني والرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي والإمام المجاهد العظيم علي الخامنئي حفظه الله
وكما كان ذلك لفخر اليمن وتاج عزها السيد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- الذي جدد بإعادة فتح باب الجهاد الذي أغلقه المطبعون، وإمام الجد والاجتهاد والجهاد فخر العرب ولبنان سماحة السيد حسن نصر الله -نصر الله بهم الدين- فقد وقفوا في وجه الصهيونية اليهودية بعزة الإسلام وحمية الأسود الكرام، وتابعهم على ذلك شعب إيران العظيم وشعب يمن الإيمَـان المستقيم وشعب لبنان والعراق وشعب فلسطين الأبي المظلوم.
واقتفى أثرهم من الساسة أَيْـضاً قائد المسيرة القرآنية السيد القائد المظفر عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- الذي ظهر بحكمة اليمن الميمون وعز الإسلام والمسلمين شجاعة وحكمة في مواجهة الصهيونية الأمريكية اليهودية؛ فاغلقوا البحار على شذاذ الآفاق، وأذلوا الكفر واعتصموا بهدى القرآن (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً).
وغداً بإذن الله وبمشيئة الله يشهد العالم نصر الله لهم وتحرير فلسطين والأقصى الشريف من رجس الصهيونية.
فالتحية والتقدير لهم ولكل الأحرار المؤمنين المجاهدين؛ مِن أجلِ إعلاء كلمة الله ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).