تأييداتٌ إلهية تواكبُ تصعيدَ أولي البأس الشديد
علي عبد الرحمن الموشكي
بفضل الله ثم بفضل قائد المسيرة القرآنية سيدي ومولاي/ عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، الذي أيقظ الهمم وعزز من الثبات المبدئي في مواجهة ثلاثي الشر وقوفاً صفاً واحداً إلى جانب الشعب الفلسطيني فيما يتعرض له من عدوان وتكالب عالمي وحصار مطبق ومجازر إبادة جماعية وتدمير شامل وإجرام، لا تثنيه أي تهديد أَو ضغوطات عالمية؛ فالضغوطات الإلهية هي التي تحَرّكنا وتفرِضُ علينا مسؤولية الدفاع والجهاد المقدَّس في مواجهة ثلاثي الشر وخوض غمار المواجهة بالمتاح والممكن، ولو استطعنا أن نتحوَّلَ إلى صواريخَ لانطلقنا إلى عمق الكيان الصهيوني.
لقد رسم اليمن بقيادته القرآنية العديدَ من المسارات يمكن أن نصنفها إلى ثلاثة مسارات استراتيجية أهلت اليمن قيادة وشعباً لخوض المعركة العالمية في مواجهة ثلاثي الشر العالمي وتكالبه على أبناء الشعب الفلسطيني، أركعت الباطل وذلت وفضحت وعرت وبينت وهن وضعف دول الاستكبار العالمي، وجعلت شعوب العالم العربي يستيقظون من سباتهم ويتقدون غضباً واستنكاراً لأنظمتهم، وعززت عامل القوة من خلال كسر حاجز الخوف من الكيانات المستكبرة.
المسار الأول: الاستعداد والجهوزية العالية للقوات المسلحة بمختلف مجالاتها (الجوية والبحرية والبرية)، بمراحل تصعيد تصل إلى المرحلة الرابعة وسقفها لا يتوقف، ويواكبه تصنيع وتطوير للقدرات القتالية في جوانب متعددة من خلال الارتقاء القتالي للعنصر القتالي البشري وللتقنية القتالية في جوانب متعددة تصل إلى البحر الأبيض المتوسط وتحرق حاملات الطائرات (آيزنهاور) رغم قوتها وهيلمانها، كيف هربت آيزنهاور العتيدة والمنيعة كفأرة خائفة مرعوبة، إعداد الأسلحة تصنيعاً وتخزينًا وتجهيز العمليات مع رصد العدوّ ليسَ بالأمر اليسير، هذا الارتقاء اليمني الكبير والمتصاعد بعدَ عون الله وتوفيقه، رجال صادقون وصلوا الليل بالنهار عملاً وإعداداً، دراسة وتخطيطاً، صبراً وجهاداً، معاناة وسهراً، بذلاً وعطاء، وتضحية واستبسالاً، تركوا كُـلّ شيء؛ مِن أجلِ دينهم ووطنهم وشعبهم، لم يطلبوا منا جزاءً ولا شكورًا، مجهولون في الأرض لكنهم معروفون في السماء.
المسار الثاني: مسار التعبئة العامة والتصعيد بالتصعيد ومواكبة الأحداث من خلال الجوانب المتعددة من البناء والتصعيد والأنشطة الشعبيّة الواسعة، آلاْف من المسيرات والوقفات والندوات والدورات التأهيلية التي يتم إعدادها والتي تجاوز عدد الملتحقين ثماني مِئة ألف والمتخرجين خمس مِئة ألف فرد، بمناورات ومسير وعروض عسكرية شعبيّة تجعل من الشعب اليمني يقضاً ومستعداً ومتقداً ومسارعاً في البر والبحر والجو، يمقت ويستنكِر إجرام ثلاثي الشر، وصمت أنظمة الشعوب العربية.
والمسار الثالث: مواجهة وكشف وفضح دول الطغيان العالمي وأذيالهم في الداخل والخارج، وجوانبه متعددة، الجانب الأمني من كشف الخلايا الذين جندهم العدوّ البريطاني، ورصدهم وتتبعهم وتوفير المعلومات الدقيقة التي تخدم القوة الصاروخية والطيران المسيّر، وفي الجانب الإعلامي والذي يستنفر في كُـلّ جوانبه في نقل مجريات المعركة في غزة والمواجهات المباشرة من فصائل المقاومة، ومن القوات المسلحة اليمنية بمختلف دوائرها ووحداتها القتالية، وتغطية المسيرات والوقفات الشعبيّة وتغطية كافة الأنشطة الشعبيّة ضمن حملة (طوفان الأقصى) التي بدأت في 7 أُكتوبر 2024م.
إن اليمن شعباً وقيادة قرآنية حفظوا ماء وجوه كُـلّ المستضعفين، ورفعوا هاماتهم، يدمّـر الله بهم قوى الطاغوت، ويقتل بأيديهم شرار خلقه، ويفضح ببطولاتهم كُـلّ مرجف وخائن وخانع.
ولقد تجلى في ثباتهم ويقينهم عظمة القرآن الكريم وسمو أهله، فهم شاهد على تربيته العظيمة وثقافته الراقية التي حطمت كُـلّ خوف، وكشفت كُـلّ زيف، وصنعت كُـلّ مجد.
عندما تدق الحروب طبولها، وتبدأ ساعة المواجهة هناك أمران اثنان فقط هما من يحدّدان قواعد النصر وملامح المسيطر على المعركة؛ وهما:
1- مستوى ركونك على الله وعلى صدق قضيتك، لا مستوى ركونك على نفسك وحجم إمْكَانياتك؛ (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إذ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَـمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شيئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرض بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِين).
2- مدى عنايتك بحالتك المعنوية عند المواجهة قبل عنايتك بحالتك المادية؛ (إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا).. كلها حالات معنوية؛ لأَنَّها من تحسم المعركة والمواجهة مهما كان حجم من تواجهه.
وعلى هذا الأَسَاس يتحَرّك الصادقون في إركاع دول الاستكبار العالمي.