العملياتُ المشتركة اليمنية العراقية.. دلالاتٌ وأبعاد
صدام حسين عمير
أمرنا الله سبحانه وتعالى، كمسلمين بالاعتصام بحبله، حَيثُ قال سبحانه في كتابه الكريم: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) لما لذلك من أهميّة قصوى في تحصين الأُمَّــة من سيطرة أهل الكتاب وحمايتها من الاختراق والتبعية لهم، كما أمرنا -سبحانه وَتعالى- أن نقاتل المشركين ونحن متآلفون موحدون كما يتحدون هم لقتالنا، قال تعالى: (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)، وعندما ينفذ المسلمين الأوامر الإلهية من الاعتصام بحبله وقتال المشركين كافة ويصبحون صفاً واحداً فالله عز وجل يبشرهم في كتابه الكريم بمحبته لهم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ).
من يوم إلى آخر يثبت لنا محور المقاومة نجاح خيار المقاومة وَبامتيَاز في مواجهة العدوّ الصهيوني وداعميه، واستمراراً لنجاح ذلك الخيار يسلك محور المقاومة مسارات استراتيجية مهمة كالتنسيق بين جبهات المحور في إطار عمليات الإسناد لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وكانت العملية العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية العراقية تدشيناً لذلك المسار.
إن تدشين تلك العمليات في خضم احتفالات الكيان الصهيوني بالذكرى السنوية 57 لانتصار جيشه في حرب حزيران 1967م خلال ستة أَيَّـام أمام جيوش ثلاث دول عربية (مصر -سوريا -الأردن) لها دلالات واضحة أهمها أن قوى محور المقاومة تقاتل في سبيل الله صفاً واحداً، لها هدف واحد هو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر من دنس الكيان الغاصب.
بتوحد جبهتي اليمن والعراق والبدء في تنفيذ عمليات مشتركة ضد الكيان الصهيوني والذي سيشكل ضغطاً كَبيراً عليه؛ لأَنَّ اشتراك الجبهتين معاً في عمليات مشتركة يقلل من العوائق التي تواجه كُـلّ جبهة منفردة كاعتراض صواريخها وَطائراتها المسيّرة من قبل أعوان الكيان خُصُوصاً مع تصاعد وتيرة المرحلة الرابعة من التصعيد للقوات المسلحة اليمنية، والذي بدوره سوف يساهم في فرض حصار بحري شامل على الكيان في البحرين الأحمر والمتوسط.