القبضُ على شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية.. إنجازٌ أمني تاريخي واستراتيجي وسقوطٌ جديدٌ للأعداء

ارتبطت بشكل مباشر بالاستخبارات الأمريكية “CIA” وجهاز “الموساد” الصهيوني

نفّذت أدواراً تخريبيةً في المجال الزراعي والتعليمي والصحي والتنموي والأمني والعسكري

المسيرة: متابعات

حقّقت اليمنُ انتصاراً أمنيًّا استراتيجيًّا وتاريخيًّا، على صعيدِ المواجَهةِ الطويلة ضد قوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا وكيان العدوّ الصهيوني، وفي المقابل تعرض ثلاثيُّ الشر وأدواتُه الإقليمية والمحلية، لنكسة جديدة، تؤكّـد ترسيخ اليمن لمعادلته الجديدة التي لا تقبل الوهن، حَيثُ كشفت الأجهزة الأمنية، عن إلقاء القبض على شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية، قامت بأدوارٍ تجسُّسية وتخريبية في مؤسّسات رسمية وغير رسمية، على مدى عقود لصالح العدوّ، عبر عناصرها المرتبطين بشكل مباشر بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ “CIA”.

وقالت الأجهزة الأمنية، في بيان ألقاه رئيس جهاز الأمن والمخابرات اللواء الركن عبدالحكيم هاشم الخيواني: “بعون الله وتوفيقه، تم إلقاء القبض على شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية، قامت بأدوارٍ تجسسية وتخريبيةٍ في مؤسّسات رسمية وغير رسمية، على مدى عقود لصالح العدوّ، وذلك من خلال عناصرها المرتبطين بشكلٍ مباشرٍ بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ CIA)، التي جندت العناصر الرئيسيين في الشبكة التجسسية، وعملت على تدريبهم استخباراتياً، وتزويدهم بتقنيات وأجهزة ومعدات خَاصَّة، تمكّنهم من تنفيذِ أنشطتهم التجسسية والتخريبية في الجمهورية اليمنية، وتسهّل من نقلهم للمعلومات إلى ضباط أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية بشكل سري”.

وَأَضَـافَ البيان “استغل عناصر شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية والضباط الأمريكيون، صفاتهم الوظيفية في السفارة الأمريكية لتنفيذ الأنشطة التجسسية والتخريبية بعيدًا عن العُرف الدبلوماسي، وما تفرضُه القوانينُ اليمنية من حدود وضوابط تنظم أعمال السفارات”.

ولفت البيان إلى أنه “وبعد خروج السفارة الأمريكية من صنعاء مطلع العام 2015م، استمرت عناصرُ الشبكة التجسسية بتنفيذ ذات الأجندة التخريبية تحت غطاء منظمات دولية وأممية، رافعين شعارات العمل الإنساني؛ للتستر على حقيقة أنشطتهم التجسسية والتخريبية”، وهنا ستارٌ مشبوهٌ آخرُ يُزاحُ عن كيان المنظمات العاملة في اليمن والتي تستغل تحَرّكاتِها بشكل مركَّب ضد الشعب اليمني.

ولفت البيان إلى أن “هذا الإنجاز الكبير تحقّق بعون الله وفضله، وبجهود كبيرة وتعاون مشترك بين مختلف الأجهزة الأمنية، حَيثُ أفضت عمليات الرصد والتحري والمتابعة إلى القبض على عناصرَ رئيسية من شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، وبعد جمع المعلومات والاستدلالات، تم التوصل إلى عناصرَ أُخرى للشبكة في المؤسّسات الرسمية وغير الرسمية، وفضح كافة المخطّطات والأدوار التي قامت بها الشبكة التجسسية، والتي تختلف في طبيعة عملها ومستوى تأثيرها، عَمَّا تم كشفه من خلايا سابقة”.

ونوّه البيان إلى أن عمل الشبكة “لم يكن منحصراً على التجسس في جانب معين، بل امتدت أعمالها التجسسية والتخريبية إلى أغلب نواحي الحياة، ولامس ضررها الإنسان اليمني في مختلف المناطق والفئات والمجالات، وتراكمت آثار أعمالها التخريبية على مدى عقود من الزمن، وكانت الذراع الرئيسية لتنفيذ مخطّطات العدوّ الأمريكي والإسرائيلي في إهلاك الحرث والنسل، وضرب قيم وأخلاق المجتمع، وتدمير مؤسّسات الدولة اليمنية، وضرب اقتصادها، ونهب خيراتها، وإعاقة أية جهود للإصلاح والتغيير”.

وأوضح البيان أبرز الأنشطة التخريبية التجسسية التي دأبت عليها الشبكة، من بينها “جمع معلومات هامة، عن مختلف الجوانب الأمنية والعسكرية والاقتصادية، والسياسية والصحية والتعليمية، والزراعية والثقافية والاجتماعية وغيرها، وزوّدت بها أجهزة المخابرات المعادية، ولم يقتصر تجسسها على مؤسّسات الدولة، بل تعدى ذلك إلى المجتمع والمؤسّسات غير الرسمية في البلد”.

كما “تمكّنت شبكةُ التجسُّس الأمريكية الإسرائيلية لعقود من الزمن، من التأثير على صانعي القرار، واختراق سلطات الدولة، وتمرير القرارات والقوانين التي تخدُمُ المصالِحَ والأجندة الصهيونية الأمريكية”.

ونوّه البيانُ إلى أن الشبكة عملت “على استقطاب الكثير من الشخصيات، والتنسيق للزيارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك للتأثير عليهم أَو إسقاطهم وتجنيدهم للعمل مع المخابرات الأمريكية”، فيما “جَنَّدت شبكةُ التجسُّس الأمريكية الإسرائيلية بعضَ الاقتصاديين، ومالكي الشركات النفطية والتجارية، وربطتهم بالمخابرات الأمريكية، ووظّفتهم لتنفيذ التوجّـهات والمخطّطات الإفسادية والتدميرية، التي تخدم مصالح العدوّ الأمريكي والإسرائيلي في كافة المحافظات اليمنية، وزوّدت أجهزة المخابرات المعادية بكافة المعلومات والتقارير، والدراسات السرية عن كُلِّ القطاعات الاقتصادية، كالقطاع النفطي والتجاري والمصرفي والاتصالات وغيرها، ورصد المؤشرات الاقتصادية في المجالات المختلفة؛ وذلكَ بهَدفِ التحكم والسيطرة على الاقتصاد وضربه، وضمان استمرار النهب للثروات اليمنية”.

وأكّـد البيان أن الشبكة نفذت “أدواراً تخريبية وتدميرية للجانب الزراعي، وركّزت على إفشال الهيئات البحثية الزراعية ومراكز إكثار البذور، وجنَّدت عدداً من الجواسيس بوزارة الزراعة، ونفّذت العديد من المخطّطات الأمريكية، كان من أبرزها إنتاج وإكثار الآفات الزراعية، والسعي لضرب الإنتاج المحلي؛ من خلال تمرير سياسات محبطة للمزارعين، ومغرية لاستيراد المنتجات الحيوانية والزراعية من الأسواق الأجنبية”.

وأوضح أن الشبكة عملت “على تنفيذ مشاريعَ وبرامِجَ في المجال الصحي، تهدفُ إلى تدمير القطاع الصحي، وأسهمت في نشر الأمراض والأوبئة في مختلف المحافظات اليمنية”، فيما نفذت بالتوازي مع ذلك “مخطّطات تدميرية للعملية التعليمية بكل مكوناتها، وضربت دورَها الهادف، وفصلت التعليمَ عن البناء والتنمية”.

وفي سياق أنشطة الشبكة، فقد أكّـد البيان أنها “شاركت في تنفيذ مخطّطات تستهدفُ الهُــوِيَّة الإيمانية للشعب اليمني، وضرب قيمه وعاداته الأصيلة، وسعت لنشر الرذيلة والتفسخ، وُصُـولاً إلى إدارة بؤر للإفساد الأخلاقي”.

كما نفذت “عمليات تقنية تجسسية مباشرة لمخابرات العدوّ، سعَت من خلالها للحُصُول على المعلومات السرية في مختلف مؤسّسات وقطاعات الدولة، كما قامت بالتنصُّت ومحاولة الاطلاع على خصوصيات المجتمع اليمني، وسخّرت تلك المعلومات لمخطّطاتها العدائية التي تستهدفُ اليمنَ أرضاً وإنساناً”.

وقد “قامت شبكةُ التجسُّس بتزويدِ المخابرات الأمريكية (CIA) والمخابرات الإسرائيلية (الموساد)، منذ عقودٍ بمعلومات عسكرية وأمنية بالغة الأهميّة والسرية والخطورة، أَدَّت إلى إضعافِ الجيش اليمني وقدراته قبلَ ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة”.

ولفت البيان إلى أنه “وبعد انتصار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة، ومغادرة السفارة الأمريكية من العاصمة صنعاء، استمرت شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية في تنفيذ أدوار تخريبية متعددة، وجمعت لأجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية معلوماتٍ محدودةَ التداول عن الموازنة العامة للدولة، والخطط والسياسات المعتمدة لحكومة الإنقاذ، وسعت لكشف مصادر التمويل للجبهات العسكرية لأجهزة مخابرات معادية”.

ونوّه إلى أن “شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية أدارت نشاطاً استخباراتياً لصالح العدوّ، يستهدفُ القدرات العسكرية التي صنعتها القوات المسلحة اليمنية، في ظل العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن، وعملت على رصد التحَرّكات العسكرية والقدرات الاستراتيجية، ورصد مسرح العمليات، ورفع الإحداثيات، وعمل كُـلّ ما من شأنه تحقيق أهداف العدوّ، وتمكينه من احتلال اليمن، وجعله تابعاً للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية”.

وفي ختام البيان، ذكر أن الأجهزة الأمنية تثمِّنُ تعاونَ ويقظةَ ووعيَ أبناء الشعب اليمني المجاهد العزيز، الذي كان ولا يزال السَّدَّ المنيعَ في وجه كُـلّ المشاريع التآمرية والتخريبية للأعداء، داعيًا كافة أبناء شعبنا اليمني للمزيد من اليقظة والوعي، مؤكّـداً أن الأجهزة الأمنية؛ إذ تكشفُ خلال الأيّام القادمة المزيدَ من التفاصيل والمعلومات، فَــإنَّها تؤكّـدُ قيامَها بمسؤوليتها في مواجهة كُـلِّ المشاريع التآمرية، معتمدةً على الله، مستنيرةً بهديه العظيم”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com