الحربُ الاقتصادية رهانٌ خاسر.. يسارعون فيهم
طلال محمد الغادر
سمعنا عن قرار المرتزِقة الأخير بما يخص البنك المركزي، ولنعد بأذهاننا إلى قرار الدنبوع بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وإبطال التعاملات الخارجية مع المركز الرئيسي للبنك (مركزي صنعاء).
كذلك لا ننسى تهديد ووعيد السفير الأمريكي لمحمد عبد السلام بأنه سيجعل العملة لا تساوي الحبر المكتوب عليها.
كذلك قرار الجمارك وتعطيل ميناء الحديدة والكثير من القرارات، والذي يجمع الكل الطابع الإجرامي ونفس البصمات الإجرامية سابقًا ولاحقاً، الهدف من ذلك (تنفيذ مخطّطات المشروع الأمريكي) وَالذي معروف عنه أنه لا يسعى إلَّا للتجويع والدمار والإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل منذ نشأته.
والغريب والعجيب والمؤسف وكما أثبت الواقع والشواهد أن الأمريكي يضر حتى بأحذيته من المرتزِقة ومنفذيه الذين ينفذون كُـلّ المؤامرات التي تجحف بكل المناطق المحتلّة وينقلب السحر على الساحر، والشاهد على ذلك تدهور سعر العملة والغلاء الفاحش وانقطاع الخدمات والحالة الأمنية، وغيرها من الويلات على الصعيد الاقتصادي، وَما تعانيه المناطق الجنوبية من تدهور اقتصادي وانهيار سعر العملة بأضعاف أضعاف ما عليه السعر في صنعاء، وَكان سبب تدهور العملة قرار قادة المرتزِقة بدفع أمريكي وطبع العملة بدون غطاء وهذا غيض من فيض ونقطة من بحر من قرارات مسلوبي الإرادَة.
كلُّ هذا يجلي لنا مصاديق قول الله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
إن هذا القرار كما قبله نتيجته هي خسارتهم، ليس في هذا المجال فحسب بل خسارتهم في كُـلّ المجالات وعلى كُـلّ الصعد خسارتهم نفسياً ومعنوياً في الدنيا وفي الآخرة.
يبقى لنا نحن هنا الاستفادة من هذا الدرس التربوي بالشواهد ونحن في مواجهه الشيطان الأكبر والعدوّ اللدود الذي ذكره الله في القرآن الكريم (اليهود).
وبما امتن الله به علينا أمام الأحداث والمتغيرات بأن نقف الموقف الصحيح المناصر لغزة والوقوف أمام بعبع أقلق العالم على مدى عقود، المتمثل بالشيطان الأكبر الأمريكي الذي سعى وَيسعى بشكل مفضوح بعد عجزه عن ثني هذا الشعب الحر المؤمن عن موقفه المبدئي الإيمَـاني المناصر لغزة بتحريك مرتزِقته وأحذيته إعلامياً وميدانيًّا واقتصاديًّا وغيرها، والذي بإذن الله سيكون رهاناً خاسراً كما غيره من الرهانات الخاسرة.
وكذَلك ما نراه من توجّـه المطبعين والساكتين من مواقف مخزية والخذلان العجيب من شعوب وأنظمة ودول عربية إسلامية للأسف الشديد، بل الكثير ومن ضمنهم مرتزِقة شعبنا للأسف الشديد رضوا بأن يكونوا أدوات بل يتجهون وبمسارعة في العدوّ مثل الرياض، وما سمعناه عن صفقة التطبيع كما أكّـد بايدن وغيره من القادة العملاء بمسارعة كُـلّ هذا نتيجة لعدة عوامل نذكر منها مرض القلوب وتسبب المسارعة فيهم.
ما يهمنا نحن أنه يفترض بنا جميعاً، المسارعة في الابتعاد عن أهل الكتاب، عن اليهود والنصارى، عن أمريكا و”إسرائيل”، وأن نتجه وبكل جديةٍ ومسارعةٍ إلى ما فيه مرضاة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، أن نسارع في الخيرات، كُـلّ من امتلأت قلوبهم ولاء لله أن يسارعوا في الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس في كُـلّ مجالات هذه الحياة، أن يتحَرّكوا عمليًّا للتصدي لهذا الخطر الكبير وهذا الشر الفظيع، الذي يصل في خطورته إلى أن يمسَّ بإيمانهم، بأخلاقهم، بمبادئهم، بقيمهم، بتعليمات الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، في واقع التزامهم بها، أن يتحَرّكوا بمسارعةٍ في ذلك، مسارعة في طاعة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، المسارعة إلى الخيرات.
كذَلك أمام كُـلّ هذه الشواهد وهذه الغربلة الخطيرة والمواقف السلبية تجاه غزة، لزاماً علينا أن نرجع إلى كتاب الله وإلى عترة رسوله -صلوات الله عليه وآله- لنسلم من مرض القلوب وهو مرض العصر خلال المواجهة مع الشيطان الأكبر؛ لأَنَّ القرآن الكريم يحصننا على المستوى الداخلي وحتى على مستوى الفرد نفسه.
حيثُ تأتي التوجيهات والتوصيفات والتنبيهات التي تذكِّر الإنسان كيف يحصِّن نفسه حتى على المستوى الشخصي، كيف تحصِّن قلبك، كيف تحصِّن داخلك مما يسبب لمثل هذا الانحراف الرهيب والخطير جِـدًّا.
والعاقل من تدبر العواقب.