الجاسوس عبدالقادر السقاف عميل CIA.. الصندوقُ الأسودُ للسفارة الأمريكية باليمن

عمل على استقطاب كبار الشخصيات السياسية في البلاد وتجنيدهم للعمل مع الأمريكيين

الجاسوس عبدالقادر السقاف عميل CIA.. الصندوقُ الأسودُ للسفارة الأمريكية باليمن

المسيرة – خاص

يعد الجاسوسُ عبدُالقادر علي محسن السقَّاف واحداً من أبرز العناصر الاستخباراتية التي تعمل لصالح الاستخبارات الأمريكية في اليمن.

ويقول السقاف في سلسلة اعترافات له حول طبيعة مهمته ضمن فيديوهات نشرتها الأجهزة الأمنية، مساء الاثنين 10 يونيو 2024م: إنه يعمل لصالح الاستخبارات الأمريكية لمدة 27 عاماً، حَيثُ بدأ هذه المهمة عام 1994م.

وُلِدَ الجاسوس السقاف عام 1950م، ويحمِلُ الجنسية الإثيوبية، من أبوَين يمنيَّين عاشا في إثيوبيا، ثم انتقل إلى اليمن مع مجموعة من إخوانه، ووصل إلى عدن عام 1972م.

يقول ضمن اعترافاته: “بدأتُ العملَ في السفارة الأمريكية في الملحق الثقافي والإعلامي، ثم حصلتُ على وظيفة في القسم السياسي مع “أنجر ديكي”، حَيثُ كانت بداية عمله في القسم السياسي مع أنجر ديكي، وكان يطلب منه تقديم معلومات، وتقارير عن العمل حول المجال السياسي، وَالأحزاب السياسية، وَعن البرلمان، وأعضاء البرلمان، وَعن الانتخابات التي كانت تحصل؛ بمعنى أن يقوم بتغطية كُـلّ جوانب الحياة والمجتمع”.

ويضيف: “كان يطلب منه تتبع هذا من خلال مصادر، أَو شبكة مصادر محلية في كُـلّ المجالات، وفي كُـلّ الفئات، منها منظمات المجتمع المدني، وفي برامج تخصص لتدريب، وتمكين الشباب، وتمكين المرأة، ورفع القدرات والمنح الدراسية التي تعطى للطلاب الذين يتقدمون لها، وكل الشخصيات الإعلامية والثقافية، وكذلك من خلال البرامج التي يمكن أن يقيمها مع المصادر التي كانت تتكون خلال اللقاءات، وأثناء العمل مع مجموعات مختلفة من المجتمع”.

وعلى ضوء هذه التحَرّكات والعمل، كان الجاسوس السقاف يقوم برفع التقارير إلى الجهات الأولى؛ أَيْ من السفارة الأمريكية إلى وزارة الخارجية الأمريكية، وبعد ذلك ومن خلالها، تبنى كيفية تنفيذ الأهداف التي تم جمعها على ضوء المعلومات سواء حكومية، كانت أَو غيرها، حَيثُ تبدأ بتنفيذ البرامج والمخطّطات التي تستهدفُ كُـلَّ شبر في البلد، والتي تقوِّي من الجانب الأمريكي طبعاً.

وثق الجاسوس عبد القادر السقاف علاقاته الواسعة في الوزارات اليمنية، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية والسفارات الأُخرى، وتقول وثائق تم كشفها عن السفارة الأمريكية، مدى ارتباط الاستخبارات الأمريكية به، وأنه لا يمكن الاستغناء عنه، سواء للسفير أَو نائب السفير أَو القسم السياسي والاقتصادي بالسفارة.

وبحسب الوثائق فَــإنَّ القيادة الأمريكية تدين للجاسوس عبدالقادر؛ بسَببِ خدمته المتفانية للحكومة الأمريكية، في مواقع حساسة، مشيرة إلى أنه “كان عالي الظهور والذي غالبًا يضعُ حياتَه وحياةَ عائلته في خطرٍ عظيمٍ لأكثرَ من عقدَينِ من الزمن، وأن فكرَه وعملَه المجتهدَ جعله محرِّكَ وقلبَ وروحَ القسم الاقتصادي والسياسي بالسفارة الأمريكية بصنعاء.

 

20 عاماً في التجسُّس:

عمل الجاسوس السقاف لأكثرَ من 20 عاماً، كخادمٍ مطيعٍ في السفارة الأمريكية، وعلَّم الكثير من الدبلوماسيين الأمريكيين فَنَّ السياسة اليمنية.

ساعد الجاسوس السقاف ضباطَ الخدمة الخارجية على التنقل في متاهة معقَّدة من الديناميات القبلية والتحالفات السياسية المتغيرة والتوترات بين الشمال والجنوب واتّجاهات المجتمع المدني الناشئة.

يقول عنه أحد زملائه الجواسيس: “عبدالقادر السقاف هو من أهم الأشخاص الذين يعتمد عليهم الأمريكيون اعتماداً كَبيراً جِـدًّا في اليمن طوال فترة عمله معهم، وهو من أهم الشخصيات التي عملَتْ على استقطابِ كبار الشخصيات السياسية في البلاد، وتجنيدهم للعمل مع الأمريكيين”.

ويضيف: “عبدالقادر السقاف كان لديه مسؤولية هامة جِـدًّا في إدارة العلاقات الخَاصَّة بأهم أعضاء الأحزاب السياسية في البلاد، ابتداءً بحزب المؤتمر الشعبي وحزب الإصلاح والحزب الاشتراكي، وحتى أحزاب أُخرى مثل حزب الناصري وحزب الأُمَّــة وغيرها من الأحزاب”، مُشيراً إلى أن “الجاسوس السقاف استطاع أن يجمعَ هذه العلاقات، وأن تدار عبره، وهو مسؤول بالتركيز على وزارات محدّدة؛ للقيام باختراقها وتوفير مجندين لصالح الأمريكيين ومن ضمن هذه الوزارات، الخارجية”.

لم يكتف الجاسوس السقاف بهذا؛ فقد كان له علاقة واسعة بالشخصيات الجنوبية، وكان ينسق العلاقة الحساسة الخَاصَّة بالأمريكيين مع كبار الشخصيات السياسية الجنوبية، وخَاصَّة الشخصيات المثالية، حَيثُ كان يعمل تحت اسم أنه مساعد لشؤون السياسة؛ ليرصد الأخبار السياسية والاقتصادية في البلاد في القسم السياسي بالسفارة الأمريكية.

شهادة أُخرى لجاسوس يتحدث فيها عن المدعو السقاف، فيقول: “لعب السقاف دوراً كَبيراً، وبرز اسمه، وكان يعمل سابقًا في برنامج ثقافي تابع لوزارة الخارجية الأمريكية في التسعينيات، ومن ثَمَّ عمل في القسم السياسي بالسفارة، واستطاع استقطاب الكثير من المسؤولين اليمنيين، ومن أطراف مختلفة سواء في النظام، أَو من المعارضة؛ حتى من الجهات المختلفة، وجمع معلومات كثيرة عن الجهات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية خلال 15 عاماً.

ويعتبر الجاسوس السقاف الصندوقَ الأسودَ للسفارة الأمريكية، وكان له الدورُ الكبيرُ والأبرزُ في جمعِ الكثيرِ من المعلومات عن الأحزاب، والشخصيات السياسية في البلد، وعمل بنشاط في القسم الاقتصادي للسفارة، وهو واحد من أبرز الجواسيس الذين يعملون للمخابرات الأمريكية والذين تم القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية، وفضح مخطّطاتهم الإجرامية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com