هذه هي اليمن العُظمى بنهجها
بُشرى المؤيد
كانت المؤامرة على اليمن كبيرة جِـدًّا والتخطيط لخرابها وَدمارها شديد وعظيم. كانوا يريدون أن يزينون الحق بالباطل ويضعون سموم أحقادهم وبُغضهم في قلوب الناس يكرهون بعضهم البعض، يتناحرون، يتقاتلون، ويتفرقون، يدمّـرون بعضهم البعض؛ وهم يتفرجون عليهم من بعيد بعدما وضعوا السموم في القلوب والعقول.
لكن؛ لأَنَّ الله سبحانه هو مُدَبر الأُمور ومسير عالمه كما يريد يزيل الغموض وَيكشف الحقائق للناس وَيفصل السموم ويبقى العسل صافيا نقيا لا لبس فيه ولا شكوك ويصبح الحق حقاً جليًّا واضحًا والباطل باطلا هزيلا ضعيفا منكسرا.
فأهل الحق كانوا ثابتين، لم يتأثروا برياحهم الفاسدة وَشائعاتهم، وَمكائدهم، وَدسائسهم المزيفة، ولا بأية عراقيل أَو إحباطات كانوا يبثونها عبر أدواتهم الرخيصة ثابتين على الحق وراسخين وثابتين فيه كرسوخ الجبال العظيمة التي لا تتأثر بأية رياح عنيفة، وهذا فضل من الله لهم
“لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُون” وقوله تعالى:
“سَيُهْزَمُ اَلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ اَلدُّبُرَ» فعند القتال يفرون لا يستطيعون المواجهة؛ لأَنَّهم على باطل والباطل يكون زهوق يزهقه الحق بقوة حجته وثبوت إيمانه.
لقد تآمروا على كُـلّ الدول لكن أقدامهم غرزت وَ”حنبت” في اليمن؛ لأَنَّ اليمن سيُشرق شمسها ويصل سناها لكُل الدنيا ولأن اليمن منبع الخير لكُل الكون وَاليمن هي مَنبع الإيمان الحقيقي المتمسك بالله ورسولِه لم تتأثر بأي اتّجاهات مُتَخلخِلة فما زال الإيمان فيها صافيا نقيا طاهرا على الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
ولأن اليمن هي مركز نور الإسلام ومنبع الطهر في كُـلّ الأكوان.
اليمن تاريخ وحضارة وقيم وأخلاق ومبادئ راسخه لا تتزعزع ولا تتأثر بأية رياح تريد أن تحيدها عن ما زرع ونقش في تاريخها وحضارتها وأصالتها، واليمن منبع العروبة الحقيقية ومنبع الدين الحنيف.
فمن حارب اليمن أَو أراد بها شرا كان الله سبحانه لهم بالمرصاد هازمهم وهازم كُـلّ مخطّط خبيث يريد لها السوء قال تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُـلّ خَوَّانٍ كَفُورٍ، أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)
ولذلك فَــإنَّ حتمية النصر حقيقية لا مفر منها ولا هروب.
▪︎ نصرنا محتوم من بعد ظلم وطغيان أكّـد عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئك مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ)
قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم “اتقوا دعوة المظلوم، فَــإنَّها تُحمل على الغمام، يقول الله في لحديث القُدسي: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين”.
▪︎ نصرنا محتوم من بعد صبر وصمود لِقوله تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَو يَقْتُلُوكَ أَو يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)
▪︎ نصرنا محتوم وَالازدهار والتقدم قادم ” الإيمان يمان والحكمة يمانية”
▪︎ نصرُنا محتوم لقول رسولنا الكريم ” أتاكُم أهل اليمن هم أرق قُلُوباً وألينُ أفئِدة ”
▪︎ نصرُنا محتوم؛ لأَنَّنا وثقنا بالله وتوكلنا عليه هو وحده لا شريك له
▪︎ نصرنا محتوم؛ لأَنَّنا تمسكنا بأخلاقنا ومبادئنا وقيمنا وكنا خير سند للمظلومين في بقاع ومناطق أُخرى.
▪︎نصرنا محتوم؛ لأَنَّنا اعتمدنا على ذواتنا، وطورنا من قدراتنا، واجتزنا كُـلّ التحديات التي وضعت أمامنا لتعيق سيرنا في الاتّجاه الصحيح وَالذين سعوا بكل وسائلهم لعرقلة خُطواتنا والتشكيك أننا لسنا في الطريق الصحيح الذي يؤدي إلى بَر الأمان.
▪︎ نصرنا محتوم لقوله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ من حَيثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)
نصرُنا محتوم والخير قادم؛ لأَنَّ إحساسنا وشعورنا يخبرنا بذلك وأن ما عند الله إلا كُـلّ خير حتى لو كانتِ الأحداث تسير في عكس ذلك فقلب الإنسان الواثق والمعتمد على الله يخبره بأن الله رحمته وخيره لعباده المؤمنين الصابرين الواثقين به والمُتوكلين عليه
نصرُنا محتوم بمجاهدة أنفسنا ومُساندةِ المُجاهدون الذين يُدافِعون عن بلدانهم من أي غزو أَو استعمار ولا يقبلون بمحتلّ يذلهم ويهينُ كرامتهم ويجعلهم تحت سيطرته خاضعين له أذِلاء فالذُل والمهانة لا يقبلها أي إنسان حُر تجري في دمائه الحُرية والإنسانية
وهكذا فالإسلام الحقيقي والدين المُحمدي الأصيل لا ينهزم أبداً ويبقى شامخا، عزيزا، كريما، في أرض الله التي سخرها الله له، ليُقيم عدل الله ويبني أرضه ببناءات سليمة وأعمدة ثابتة وسقف كله نور ومحبة وإنسانية فجعل هذا الإنسان يجسد أوامره ونواهيه لتُزهر الأرض وتُشرق بنور ربها الكريم.