البيانُ الذي مثّل الصفعةَ الأكبرَ للأمريكان
مرتضى الجرموزي
ثلاثة عقود ونيّف والشبكة العنكبوتية تعمل بسوسها وقذارتها تعبث وتفسد وتخطط وتنفذ سياسة خبث المشروع الصهيوني الأمريكي في اليمن كشبكة تجسس تعمل مباشرة لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي والـCIA الأمريكي وهي الشبكة الأخطر والتي استفحلت بخيانتها وجاسوسيتها كافة مرافق الدولة الرسمية وغيرها من أعلى هرم في السلطة إلى البيئة والزراعة وفي كُـلّ شيء متعلق بخصوصيات المواطن اليمني.
لم يكن عملها محصوراً في مجال معيّن فقد كانت بمثابة الأخطبوط ومتوسعة الانتشار ولها أجندة ومصادر زرعتها بأساليب وطرق متعددة.
لكننا اليوم أمام حدث تاريخي وهام سيُسجل بحروف ذهبية وانتصار كبير حقّقته الأجهزة الأمنية اليمنية وهي توجّـه صفعة كبيرة لقوى الإجرام العالمي وللمخابرات الصهيونية الأمريكية حينما ألقت القبض على شبكة التجسس المرتبطة بالموساد والـCIA وكشفت اعترافاتهم بالصوت والصورة وهذه بحد ذاتها ضربة موجعة ومنكله للصهاينة والأمريكان الذين حاولوا جاهدين لثني صنعاء ومساومتها بعدم الكشف عن أعضاء الشبكة واعترافاتهم وحاولوا منح حكومة صنعاء وقيادة الثورة مزايا مختلفة مقابل عدم الإفصاح عن هذه الخلية التي طال فسادها وإفسادها للمجتمع اليمني دولة وشعبًا وهُــوِيَّة وعقيدة وتربة وزراعة.
وهنا لقد وجهت صنعاء ضربة موجعة للقيادة الأمريكان والكيان الصهيوني المؤقت من خلال القبض على الشبكة والإعلان عنها وبث الاعترافات التي أثبتت سعي الأمريكان وعمل الأمريكان للحيلولة دون خروج اليمن من الازمات والمعاناة وهي تعمل بكل الطرق وعبر أُناس جندت نفسها للشيطان مقابل زهيد من مال الدنيا وسفريات هنا وهناك تحت ستار المنظمات والوكالات الدولية الإنسانية.
نحن لم نستغرب ولم نتفاجأ بهذه الخلية والشبكة العملاقة التي عمل بعض افرادها لما يصل إلى ستة وثلاثون عام في خدمة المشروع الأمريكي بقدر سؤالنا: أين كانت أجهزة الدولة الأمنية والمخابرات في ما مضى من الأنظمة الغابرة الهالكة بما فيها النظام العفاشي والذي كان بمثابة الموظف في السفارة الأمريكية والذي جعل من عمل تلك الأجهزة في خدمة المشروع اليهودي من حَيثُ يشعر أَو من حَيثُ لا يشعر؟!
لكن هل عجزت اليمن من إنجاب موظف نزيه ووطني ومخلص يفضح هؤلاء الخونة خَاصَّة ممن تورط معهم في هذه الأعمال القذرة والتي ألحقت بضررها كُـلّ شيء في اليمن دون مراعاة للظروف التي كانت ولا زالت تمر بها اليمن خَاصَّة في المجال التعليمي والاقتصادي والزراعي والصحي والقضائي ليأتي الأمريكي عبر أدواته وأحذيته ينخر في هذه المؤسّسات ويخترق بعض الموظفين بغرض التجنيد وفق اعترافات أعضاء الخلية.
لنا اليوم أن نحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة ثورة 21 سبتمبر 2014 والتي كانت بمثابة الأمل الآخر للشعب اليمني للتغيير الصحيح ولانتشال اليمن من دوامة الصراع إلى مرافئ الأخوة الإيمَـانية والوطنية وأخرجتنا من نور الجهل والتخلف والعمالة للغرب إلى نور الحرية والسيادة والاستقلال وإلاّ لما تحقّقت كُـلّ هذه الإنجازات وعلى مختلف المستويات والأصعدة بما فيها وأهما أن اليمن تحرّرت من حكم السفارات والملحقيات وأصبح القرار قراراً وطنياً بغض النظر عن المناطق المحتلّة.
كذلك من نعم ثورة سبتمبر أن توجّـهت القيادة نحو البناء والإعمار والدفاع المقدس الديني والوطني والعقائدي والسعي نحو الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات.
رسالة شكر لرجال الأمن والمخابرات العيون الساهرة في حماية المواطن اليمني وحفظ كرامته وحقوقه وسيادته وحريته بعيدًا عن الإملاءات الخارجية الغربية والعربية التي تخدم في المقام الأول المشاريع الصهيونية والأمريكية تحت مسميات وعناوين فارغة.