عميل CIA “الوزيزة”.. الجاسوسُ الأكثر قرباً من “أمريكا” والأشدُّ فتكاً بالمجتمع اليمني
المسيرة: خاص
يعتبر الجاسوس، محمد الوزيزة، من أبرز الجواسيس وأكثرهم ارتباطاً بالجانب الأمريكي، وذلك حسب اعترافاته هو، واعترافات باقي أعضاء الخلية، الذين أكّـدوا أن الجاسوس الوزيزة كان أكثر المحببين والمقربين لدى السي آي أيه، والإف بي آي، ومن الخارجية الأمريكية بشكل عام.
الجاسوس “محمد علي أحمد الوزيزة” من مواليد 1986، التحق بمعهد يالي في العام 2006 وارتبط منذ ذلك الحين بالأمريكان، قبل أن ينتقل للعمل رسميًّا في السفارة الأمريكية منتصف العام 2007.
وفي اعترافاته، يقول الوزيزة “عملتُ مع السفارة الأمريكية في وحدة خدمة الرعايا والمواطنين الأمريكيين، وكان هناك قائمة تحتوي على أسماء جهات وأشخاص يعملون في العديد من الجهات الحكومية وغير الحكومية، في الجوازات والأمن وغيره”.
ويضيف “كنت أعمل تحت إشراف واحد يُدعى (جرمي سمس)، وقد طلب مني مرافقة “حمدي القليصي” وهو أحد الموظفين المحليين في السفارة، والذهاب إلى المنطقة التي اختطف فيها القنصل السعوديّ، والحصول على أية معلومات أَو تفاصيل حول ما حدث، وقد ذهبنا للمنطقة، في مطعم (زيت وزعتر) بشارع حدة، ودخلنا وطلبنا الأكل، وتحدثنا مع العامل عن أيش شاهد لحظة اختطاف القنصل السعوديّ، ورجعنا للسفارة وأفدنا (سمس) أيش اللي عرفناه، وكتبت لهم ملخصاً”.
بعدها يواصلُ الجاسوس الوزيزة حديثَه بالقول: “جاء إليّ أحد الأمريكيين في السفارة اسمه (راندي) ويعمل في وحدة أمن التأشيرات التابع للقنصلية، وهو يتبع مكتب الأمن الداخلي في أمريكا، وأعطاني فلاشة، بمُجَـرّد إدخَالها في السيرفر، فَــإنَّه يمكنني بعدها الحصول على قاعدة بيانات الهجرة والجوازات، وقد تمكّنت فعلاً من أخذ نسخة من قاعدة بيانات مصلحة الهجرة والجوازات”، في حين أن هذا الاعتراف يؤكّـد حجم الاختراق للعملاء في مفاصل الدولة الحساسة، كما يؤكّـد حجم خضوع المؤسّسات أمام العناصر التابعة للأمريكان.
ويشير الجاسوس الوزيزة إلى أنه عمل مع شركة “جي بي جي” ومع منظمة “رنين” التابعة للوكالة الأمريكية، وعمل في مشاريع تحت عنوان “السلام في اليمن”، والذي كان المانح الرئيسي فيه ما يعرف بـ”مكتب النزاعات والاستقرار” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.
ولفت إلى أن منظمة رنين قامت بالتعاقد مع استشاريين من خارج المؤسّسة، وقد قاموا بتحليل البيانات، وبعد ذلك قاموا بإعداد تقرير حول ما جاء في البيانات، مُشيراً إلى إجراء عمليات تحليلية متعددة واللجوء إلى أساليب أُخرى لجمع المعلومات، تتمثل في الاستبيانات والجلسات البؤرية والمقابلات المُعمقة.
ولفت إلى أنه تلقى دورات في أمريكا والأردن في مجال أمن المعلومات، بحيث لا تصل لغير المقصود إيصالها إليهم”.
أقدم وأبرز الجواسيس يعترفون: “الوزيزة” كان أقرب جاسوس لأمريكا وأكثرهم إخلاصاً لها
وفيما لم تظهر اعترافات الجاسوس الوزيزة الجوانب الأُخرى لعمله فقد أعترف باقي أعضاء الخلية، ومن ضمنهم الجاسوس الأغبري الذي هو من أقدم الجواسيس وأخطرهم، اعترف بأن الوزيزة كان أكثر المقربين للأمريكيين، وذات الاعترافات أدلى بها جواسيس آخرون عن الوزيزة.
الجاسوس عامر الأغبري الذي يعمل من الأمريكان منذ 34 عاماً، يقول عن الجاسوس الوزيزة: “كان يعمل مترجماً في القنصلية الأمريكية، وظل لفترة طويلة في السفارة الأمريكية، وهو بحُكمِ معرفتي به، فهو من أقربِ المقرَّبين للسي آي أيه، والإف بي آي”، مُضيفاً “محمد الوزيزة هو الوحيد الذي يسافر إلى أمريكا أكثر من خمس وست مرات، وهذا يدل أن له ثقلاً كبيراً في العمل الاستخباراتي، وهو الوحيد الذي كان له تصريحٌ للصعود إلى الدور الثالث، وهو خاصُّ بموظفي الإف بي آي والسي آي أيه”، موضحًا أن البدروم كان مخصصاً لموظفين أمريكيين ويمنيين، والدور الأول للموظفين الأمريكيين فقط، والدور الثاني للسفير، فيما مسموح للوزيزة بأن يصعد للدور الثالث، في إشارة إلى حجم الارتباط الكبير بالأمريكيين وحجم الاعتماد عليه في تنفيذ أدوار لم توكل حتى للجواسيس الذين تجندوا لصالح أمريكا.
وفي السياق ذاته يتحدث الجاسوسُ عبدالمعين عزان، عن الجاسوس الوزيزة بالقول: “كان مقرَّباً جِـدًّا من الأمريكان، وكان يعتمدُ عليه في القسم الأمني بشكل كبير، وكان محبوباً جِـدًّا لدى الأمريكان، وكان يتجنب العمل مع اليمنيين أَو الاحتكاك باليمنيين، وبعد ما أغلقت السفارة، تم السماح للوزيزة بالعمل في جهات أُخرى بصورة استثنائية، واستمرت أدواره عن طريق المعهد، وكذلك عن طريق منظمة تابعة للمخابرات الأمريكية”.
وعن أخطر الأدوار التي قدمها الجاسوس الوزيزة، يقول الجاسوس هشام الوزير: “الوزيزة كان من المحقّقين المدربين من الأمريكيين تدريباً عالياً جِـدًّا، وقد حضر عدة دورات في أمريكا والأردن، وكان يُعتمَدُ عليه اعتماداً كبيراً ومباشراً”، مُضيفاً “الوزيزة من أهم الأشخاص الذين يمارسون دور الاستقطاب والتجنيد لصالح الأمريكيين من خلال عمله في معهد يالي وجهات أُخرى، وله علاقات أمنية مع مسؤولين يمنيين وأمريكيين”.
وينوّه الجاسوس الوزير إلى أن الجاسوس الوزيزة “له دور في عملية نشر الفساد الأخلاقي من خلال استقطاب الشباب والبنات في معهد يالي”.
ويتابع حديثه “الوزيزة كذلك له وظائف في الخدمات العامة والدور الإداري بالسفارة الأمريكية، وله أدوار خفية من ضمنها عمله في منظمة رنين، وهي منظمة تابعة للوكالة الأمريكية للتنمية لتكون ضمن المنظمات المحلية التي تناط بدور اختراق المجتمع والحرب الناعمة، من خلال مشاريع دعم الشباب ودعم المرأة والتنسيق مع المجالس المحلية، والتنسيق مع المسؤولين اليمنيين العاملين في أمريكا، وهو أبرز التابعين للإف بي آي، وكان الإف بي آي يعتمد عليه بشكل كبير جِـدًّا، وكان من أبرز الأشخاص الذين يوفرون معلومات للجانب الأمريكي، معلومات عن أي شيء تحتاجه السفارة الأمريكية”.
أما الجاسوس محمد الخراشي فيقول: “كان الوزيزة من أبرز المحقّقين في القنصلية بالسفارة الأمريكية، وكان من أكثر الموظفين إخلاصاً للأمريكيين، وكان يحضر أول الناس في الساعة السابعة صباحاً، وما يرجع لبيته إلا الساعة الخامسة مساءً، وكان مركِّزاً جِـدًّا على عمله، وما يحتك بالموظفين اليمنيين أبداً، وكان محتكاً بشكل كبير بالثقافة الأمريكية بأُسلُـوب الكلام والحركات واللباقة وكل شيء، ومتأثراً بشكل كبير بالثقافة الغربية”.
ويضيف “الوزيزة هو الوحيدُ الذي أخذ دورةَ المحقّق في أمريكا التي هي بعد دورة التحقيق، وكان لديه صلاحيات كبيرة؛ لدرجة أنه يحقّق مع موظفين محليين في السفارة، رغم أنه ليس من اختصاصه، وهو من الأشخاص القلائل الذين تم استثنائهم والسماح لهم بالعمل في جهات أُخرى، حَيثُ كان يعمل كمدرس في معهد يالي وقام بأدوار كبيرة”.
أمريكا تشيدُ بالجاسوس الوزيزة: لقد عمل بكل جَدٍّ وإخلاص!!
وبناءً على ما اعترف به الجاسوس نفسه، وما اعترف به باقي الجواسيس، فَــإنَّه من الملاحظ أن الجاسوس محمد الوزيزة، كان أبرز الجواسيس المرتبطين بأمريكا وأكثرهم ثقة لدى الجانب الأمريكي، وقد أثنت عليه واشنطن برسالة صادرةٍ عن السفارة الأمريكية قالت فيها للوزيزة حرفياً: “إننا بشكل خاص نُثَمِّنُ إسهاماتك بالثقافة اليمنية ومقترحاتك حول كيفية الاقتراب من أشخاص محدّدين بناءً على خِبرتك الواسعة”، في إشارة إلى حجم الارتباط بالأمريكان وحجم الدور التجسسي الذي لعبه.
ومن أبرز ما وصفت السفارة الأمريكية الجاسوس الوزيزة، “أنه في كُـلّ مرة قام فيها بإيصال معلومات، فَــإنَّه قام بذلك بطريقة ذات ذكاء وفكر ووعي تجاه التعقيدات ذات الصلة”.
وزادت السفارة الأمريكية من وصف الجاسوس الوزيزة بالقول: “لقد تحمّل مهمة كبيرة عندما عمل في مكتب الأمن الإقليمي، ووظيفتُه قد تكونُ بعضَ الأحيان مصدرَ خطرٍ عليه أثناء عمله في السفارة”.
وبعد كُـلّ هذه المعطيات، يتأكّـد للجميع أن الأجهزة الأمنية قد ضبطت أكثر الجواسيس المحببين لدى أمريكا، وأخطرهم على المجتمع اليمني، كما أن ضبطه سيجعلُه عبرةً لمن لا يعتبر؛ كون نهاية العميل والخائن لن تكون كنهاية الأبطال والشرفاء، وأن نهاية المخلصين لأمريكا، تفوق قبحاً عن قبح ما صنعوه.