اعترافاتُ الجاسوس الهمداني: تمكّنتُ بتكليف من نائب السفير الأمريكي باستلام شفرة البنك المركزي ونقلها إلى عدن
المسيرة – خاص:
بدأ الجاسوس شائف الهمداني، ارتباطَه بالجانب الاستخباراتي الأمريكي منذ العام 1997م، كموظف في الملحقية الثقافية والإعلامية بالسفارة الأمريكية، ثم انتقل للعمل مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بدرجة وظيفية أعلى وراتب أعلى.
ويقول الجاسوس الهمداني وهو واحد من أبرز الجواسيس الذين تم القبض عليهم ضمن شبكة الجواسيس الأمريكية الإسرائيلية إنه كان أحد مهندسي إيجاد آلية المتابعة والتقييم بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في اليمن، والتي تم فرضها من العاصمة الأمريكية واشنطن، وربطها بالميزانية، مُشيراً إلى أنه كان يجمع المعلومات الضرورية التي تطلبها الاستخبارات الأمريكية.
ويوضح أن الهدف الرئيسي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كان الوصولَ إلى المناطق التي توجد فيها مشاريع الوكالة، ومعرفة أماكن إطلاق الصواريخ البالستية والطيران المسيّر وأماكن المنشآت العسكرية وإحداثياتها ووضع القتال في الجبهات وكذلك معرفة الوضع الاقتصادي في اليمن، ومعرفة أوضاع السلع والمواد الغذائية، وكذلك وضع الوقود، وما يعاني منه المواطنون في اليمن جراء الحرب الدائرة.
ويلفت إلى أنه في العام 2016، تم تكليفه من قبل نائب السفير الأمريكي باستلام شفرة البنك المركزي ونقلها إلى عدن، بواسطة إبراهيم النهاري وكيل البنك، مؤكّـداً أنه استلم الشفرة، ونقلها إلى عدن، وسلَّمها لعلي الهمداني، مسؤول قسم النقد الدولي في بنك المركزي بعدن.
ظل الجاسوس الهمداني يعمل لصالح الاستخبارات الأمريكية، محاولاً استقطاب الموظفين المحليين الذين يعملون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، واستقطاب آخرين للعمل لصالح السفارة الأمريكية.
وتؤكّـد وثائق التقييم الخَاصَّة بالسفارة الأمريكية أن الجاسوس الهمداني قَدَّمَ أكثرَ مما طلب منه، أَو توقعت منه الوكالة في ظل ظروف معقدة تمر بها اليمن، مشيرة إلى أنه “بدون دعم شائف المهم والفعال كان مكتب وبرامج البعثة سيأخذ وقتاً أطول”.
وتوضح تلك الوثائق أن الجاسوس الهمداني كان جزءاً لا يتجزأ من القوات العسكرية الأمريكية، مبينًا أنه كان حريصاً على مصالح حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والوكالة التابعة لها.
وتظهر شهادات عناصر من الشبكة التجسسية عن الجاسوس الهمداني أنه كان من أكثر الأشخاص الذين عملوا لفترة طويلة مع السفارة الأمريكية، وعملوا في أقسام متعددة، حَيثُ كان للهمداني دور كبير جِـدًّا من ناحية إشرافه على عمليات المراقبة والتقييم التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية، وعملية المراقبة والتقييم هي من أهم الوسائل التي تستخدم في جمع المعلومات العسكرية، وتحديداً أماكن المنشآت العسكرية، والتجسس عليها، سواءٌ أكانت مخازنَ أَو منشآت تصنيع، أَو كانت حتى شخصيات، حَيثُ يشرفُ على العمل التجسُّسي المنظم لشركات المراقبة والتقييم التي تكلف بالعمل مع الوكالة الأمريكية، ونقوم بتوفير كافة المعلومات للجانب الأمريكي.
وتوضح شهادات الجواسيس أن الجاسوس الهمداني كان يعمل في المعهد الأمريكي “يالي”، في برنامج ثقافي كان تابعاً للخارجية الأمريكية من داخل المعهد، وأنه عندما حصلت حادثة “كول” نزل مع عبد القادر السقاف إلى عدن، وعمل بدور كبير في الترجمة، وفي تزويد المعلومات مع السفير الأمريكي، وهذا عزَّز من دوره، وبالذات من ثقة الأمريكيين فيه، وانتقل بعدها ليكونَ من المشرفين الكبار داخل السفارة الأمريكية.