في محافظتي تعز.. إعادة فتح طريق الحوبان جولة القصر الكمب المدينة، خطوة تكللت بالنجاح رغم تأخرها
إبراهيم عبدالكريم الحمادي |
سطور خاصة يكتبها قلمي لهذا الانتصار الإنساني، تعبر عن صدق المشاعر بداخلنا لكل من بذل كل ما بوسعه ليضع بلسم في جروح أبناء تعز المدنية، في الوقت الذي تأمر عليهم البعض وحاول بعض آخر تشويههم واستصغارهم وإظهارهم بصورة مشوهة، إلا أنهم كبار بمعانيهم وعريقين بتاريخهم وقلوبهم كبيرة بتسامحهم.
ستبقى المواقف ثابتة وتزداد رسوخاً وتجذراً، رغم أن المخططات لم تتغير، فالوطن ليس سلعة، لأنه كالروح، ونحن ننتصر مع بعضنا ولا ننتصر على بعضنا، وما هذا الانتصار الإنساني بإعادة فتح طريق جولة القصر ليؤكد قوة الشعب اليمني، ويثبت مرةً أخرى فشل رهان تجار الحروب ومموليهم، وانتصار السلام على الحرب، فلا شيء يعطي الإنسان قيمته إلا انتماؤه الديني والوطني الراسخ والثابت.
فبمقدار ما شعب الإيمان والحكمة عريق ومتجذر في التاريخ، بمقدار ما ينظر إلى المستقبل بدلاً من أن يعلق بالماضي مهما كان مراً وقاسياً، فالذاكرة لما مر من أحداث هي لتعلم الدروس لا لمراكمة الأحقاد، فالدروس والتجارب هي التي تبني الأمم والأوطان وتمنحها الصلابة والمناعة، ولأن اليمن قوية صمدت وواجهت الحرب ولاتزال بشجاعة، وستكون بفضل الله وتأييده أكثر قوة ومتانة.
ولذلك فإن الوضع الحالي يتطلب الحذر الشديد في هذه المرحلة لأنه سيأتي من يحاولون الإخلال بهذا الانتصار نتيجة فشلهم في استمرار إغلاق الطرق كونهم مستفيدون من خلال المتاجرة بمعاناة الناس، وسينتقلون إلى مخططات جديدة وهي خلق الفوضى من داخل المجتمع لإثارة طرف من الأطراف، لإعادة إغلاق الطرق، بدلاً من أن يسعون إلى حل شامل يعيد الأمل والسلام لشعب منهك صامد ويواجه عدو خارجي متغـطرس، كونه بالنسبة لهم فإن صاحب المعاناة الحقيقي هو مجرد عنوان فقط، لكنه منسي فعلياً، بينما صاحب المعاناة ليس لديه الرفاهية أن ينتظر انتهاء الحرب، فهو بحاجة إنهاء معاناته التي لا يشعر بها المتلذذون باستمرار الحرب.
وختاماً الوطن لجميع أبنائه الذين ينتمون إليه بصدق، بالروح والعقل والقلب، لا بالتآمر عليه وتدميره، فالوطن اليوم بحاجة إلى كل أبنائه لأن التحديات أمامنا كبيرة، وفي مقدمتها إعادة إصلاح النفوس وتطهيرها من الحقد والجهل وزرع القيم والأخلاق فيها وتنقيتها من شوائب الانهزامية وتشريبها بالمفاهيم الدينية والوطنية.
ولكي نتمكن من الوصول إلى حلول دائمة لا بد من أن نستند إلى الحقائق وليس إلى الانفعالات الكاذبة للانتهازيين، التي يهدف صاحبها إلى حصد أكبر قدر ممكن من التصفيق أو الإعجاب أو اللايكات على مواقع التواصل الاجتماعي، فعندما نبني توجهاتنا على الحقائق عندها نستطيع أن نميز بين صاحب المشكلة الحقيقي وصاحب المعاناة وبين الانتهـازي، وبين المشكلة الداخلية التي نعاني منها كمجتمع وأسرة يمنية كبيرة، وبين ما يسوق إلينا من الخارج، لأن بنية المجتمع المتينة والدولة القوية هي التي تمكننا من التمسك بثوابتنا الدينية والوطنية، ولذلك فإن مستقبل اليمن يقرره حصراً اليمنيون.