الولايةُ.. بين الادِّعاءِ وشهادةِ الواقع
يحيى المحطوري
كثيرٌ من الأخذ والرد على هذا الموضوع يدورُ هذه الأيّام تحذيراً منه أَو دعوة إليه، وخُصُوصاً مع اقتراب ذكرى يوم ولاية أمير المؤمنين علي -عليه السلام-، عيد الغدير.
ولمن ينكرون علينا إحياء هذه المناسبة وارتباطنا بمبدأ الولاية لله ورسوله ولأوليائه.
وبعيدًا عن التعصب نحن نضع بين أيديكم الآيات القرآنية التي تحدثت عن مبدأ الاصطفاء، ونضع الأحاديث النبوية للرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- في يوم الغدير وفي ذكرى الولاية، ونصوصه في أمير المؤمنين علي عليه السلام.
ونقول لكم أنتم من تحتاجون إلى البحث عن تأويل أَو تفسير لها ينسجم مع مواقفكم، أَو يبرّر لرفضكم إياها وامتناعكم عن القبول بها، وليس نحن.
فإذا لم تقبلوا بذلك فنحن ندعوكم بكل صدق إلى التأمل في واقعنا وواقعكم، وأن نعرض قادتنا وقادتكم على ما لدينا وما لديكم من المواقف المعاصِرة أَو الموروث من الثقافة الدينية المرتبطة بالإمامة وولاية الأمر الأُمَّــة.
فإن كنتم ممن يقول بحديث: «الأئمة من قريش» أَو كما ورد في صحيح البخاري: «إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا أكبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين».
أو في صحيح مسلم: «لا يزال الإسلام عزيزاً بخلفاءَ كُلّهم من قريش».
فَــإنَّ عبدَ الملك الحوثي من خيرِ سادات قريش ومن أفضل بطن من بطونها، ولا يقارَنُ به أحدٌ في هذا الزمن ممن يدَّعون الانتماء إلى قريش.
وإن كنتم ممن يقولون: إن “الإمامةَ لا تكونُ إلا بالخروج على الظالم”.
فأمامَكم الميدان، هبونا سيفًا خرج على طغاة العصر أمريكا و”إسرائيل” وأحذيتهم وعملائهم من العرب والمسلمين
كسيف عبد الملك الحوثي وسيوف أتباعه من أبناء اليمن.
وإن كنتم تقولون: إن “الولاية بالقهر والغلبة وبجواز طاعة الظالم وإن قصم ظهرك وأخذ مالك”؛ فلا حجّـة لكم في عدم القبول به والقناعة بولايته.
وإن كنتم ممن يقولون: إن “الولاية في البطنين وفي ذرية علي بن أبي طالب -عليه السلام- من فاطمة الزهراء وولديه الحسن والحسين.
فَــإنَّه غنيٌّ عن التعريف عن عظيم صلته بذلك.
وإن كنتم ممن يقولون: إن “الولاية في عامة الناس وفي من صلح أمر الأُمَّــة على يديه”.
فانظروا إلى واقع قادة وزعماء المسلمين اليوم..
من هو الأشجع من بينهم؟!
هل عبد الملك الحوثي الذي نصر فلسطين وأبناءَها رغم بُعْـــدِ المسافات أم رئيس تركيا الذي خذلها وهو الأقربُ إليها أرضًا ومذهبًا، أَو ملك الأردن الذي تآمر مع أعدائها ضدها وضد هذه الأُمَّــة، أَو رئيس مصر الذي فعل ذلك أَيْـضاً، أَو ملوك الخليج الذين سارعوا في الأعداء؛ تطبيعًا معهم وطاعةً لهم والتزامًا بالولاية لأُولئك الشواذ المجرمين من أحفاد القردة والخنازير.
مَن هو الأعلمُ منهم بكتاب الله التالي لآياته السائر على نهجه؟!
هل هو عبدُ الملك الحوثي أم أُولئك؟
أين هي المحاضراتُ القرآنية لمحمد بن زايد أَو غيره، التي يتلوها على الناس كما يفعلُ عبدُالملك الحوثي في كُـلّ رمضان وفي كُـلّ مناسبة.
وإن قلتم: مَن هو الأورع والأتقى؟!
فانظروا إلى واقع تركيا ومصر والأردن وإلى ما فعله محمد بن سلمان من هيئة الترفيه والمجون.
وكفى بذلك لكم جوابًا.
أما نحن -وإضافة إلى ما أشرنا إليه من النصوص القرآنية والنبوية عن موضوع ولاية الأمر- نريد أَيْـضاً أن نوضح لكل من يريد أن يفهم:
نحن نؤمنُ بالتسليم المطلق لله في كُـلّ ما أمرنا به ووجّهنا إليه وهدانا به وأرشدنا له من الأعمال الصالحة.
لا نختلقُ الذرائعَ لتبرير مخالفتنا له، ولا نصطنَعُ التأويلاتِ؛ بحثًا عن المخارج والآراء الفقهية المغلوطة؛ للقعود عن الجهاد وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ خوفا مما قد يلحقنا من تبعات ومعاناة نتيجة لذلك.
نحن نؤمنُ بالتسليم المطلق للقائم من آل محمد العالم بكتاب الله العامِلِ بعلمه المجاهد في سبيل الله، في كُـلِّ ما وجهنا إليه من المواقف العملية.
وفي كُـلّ ترتيبات مواجهة الأعداء، وفي كُـلّ ما يوجِّهُ به في مجال إحقاق الحق وإزهاق الباطل ونصر دين الله وإعلاء كلمته.
ولا تسليم للقاعد من آل محمد مهما بلغ علمُه.
إذ أمرنا بالاستجابة لذلك: “مَن سمع واعيتَنا أهلَ البيت ولم يُجِبْها كَبَّهُ اللهُ على منخريه في نار جهنم”.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.