الأمانة والحفاظُ على أصالة الدين والغيرة عليه دأبُ المؤمنين

 

ق. حسين بن محمد المهدي

الأمانة هي كلما يؤتمن عليه المرء من أمر ونهي وعبادة وإدارة شؤون الحياة..

فهي من الفضائل والخلال والأخلاق التي تستقيم بها أحوال البشرية

فهي خلق قويم،

ودين مستقيم جاء بها الإسلام

وتحلى بها نبي الإسلام محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام.

من حافظ على الأمانة على شأنه

ومن أداها برأت ذمته

وصح إيمانه

فإذا طلبت الخير فاطلبه في أهل الأمانة

وإذا عملت البر فتحرى فيه أداء الأمانة

وإذا أردت العز فالزم سلوك الأمانة

وأدّ في مسؤوليتك الأمانة (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)

إن أحق ما نطق به لسان الإنسان وأعرب عنه بيانه

وانطوى عليه خطابه

ما اشتمل على بيان الأمانة

فزاد في قوة البصيرة

وعاد بصحة السريرة

ونطق بالعدل

وأبان حقائق الفضل

فصار تذكرة للمتقين

ومزجرة للمفسدين

وقوة لولي الألباب

ومرجعا تبنى عليه السياسة

وتنتظم به الرئاسة.

من لزم الأمانة صلحت أعماله

واستقامت أحواله

ومن أَدَّى الأمانة اطاع ربه وصلح أمره

وكان بعيبه بصيرا

وبإدارة شؤونه خبيرا

لم تفسد الشهوة دينه

ولم تزل الشبهة يقينة

ولهذا أمر الله بادائها

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأماناتِ إلى أَهْلِها).

الأمانة في الولايات أكبر الأمانات

فمن استعملها في إدارة شؤون الأُمَّــة عدل في ولايته

وتباعد عن ظلم رعيته

ولهذا أثنى الله على من يؤديها (وَالَّذِينَ هُمْ لِأماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ)

وقد كان محمد صلى الله عليه وآله وسلم الأمين على قومه

والأمين في أداء رسالة ربه.

لقد حث النبي صلى الله عليه وآله أمته على التحلي بالأمانة

وبيّن أن لا إيمان لمن لا أمانة له

وحذر من تولية غير الأمناء

فقال (من استعمل رجلا من عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المسلمين)

(من ولي من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله).

لقد كان دأب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في أهل بيته وعياله واقرب الناس إليه تقديمهم في المخاوف والمغانم

وتأخيرهم في الرخاء والمغانم، ففي يوم بدر قدم قرابته وأحب الناس إليه إلى الحرب وَالمبارزة، حَيثُ قدم عليا وحمزه وعبيده.

ولما أراد أن يحرم الربا ويهدم دم الجاهلية بدأ بإهدار ربا عمه العباس، واهدر ووضع دم ابن عمه ربيعه ابن الحارث كما هو ثابت من خطبته في حجّـة الوداع.

وحينما سألته فاطمة رضي الله عنها خادما قال لها ولعلي عليه السلام ألا ادلكما على خير مما سألتماه فدلهما على التحميد والتسبيح والتكبير إذَا أخذا مضجعهما. ولكن ذلك لم يمنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من توضيح مكانة أهل البيت والدعوة إلى حبهم والتمسك بهم كما جاء في الحديث (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وأهل بيتي إن اللطيف الخبير نبّأني أنهما لن يفترقا حتى يرد عليَّ الحوض) وجاء في حديث آخر (أحبوا الله لما يغذوكم من نعمة وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي).

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شديد الحفاظ على أصالة الدين

شديد الغيرة على روحه وتعاليمه،

وعلى عقيدة التوحيد،

شديد الحذر مما يعرض أمته لخطر التوهم والمغالاة، لا تأخذه في ذلك هوادة،

ولا تمنعه اعتبارات سياسية أَو مصالح قيادية من قول الحق أبدا.

ان رسول الله صلى الله عليه وآله حريص على وضع الأمانات في أهلها،

غير متهم بالحيف أبدا،

فحينما أنزل عليه (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ…) جمع الناس في غدير خم واخذ بيد علي بن أبي طالب وقال (من كنت مولاه فعلي مولاه…) ذكر ذلك جمع من المحدثين

إن النكير على من يشيد بمن وضع فيه الأمانة رسول الله صلى الله عليه وآله في غدير خم غير محمود العاقبة؛ لأَنَّه إنكار على النبوة، وغمط للأمام علي عليه السلام الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أنت مني بمنزلة هارون من موسى)

وقد حمل الإمام علي عليه السلام الأمانة في ولايته وعدل فيها، ورسالته إلى الأشتر توضح ذلك، وتعتبر منهاجا لمن يتولى شؤون الأُمَّــة.

وجاء في رسالة الإمام علي عليه السلام للأشتر (انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختبارا، ولا تولهم محاباة واثرة فَــإنَّها من شعب الجور والخيانة، وتوخ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة والقدم في الإسلام المتقدمة فَــإنَّهم أكرم أخلاقا واصح إعراضا وأقل في المطامع إشراقا وأبلغ في عواقب الامور).

مما يجب على المسلمين مراعاة الأمانة، واتباع نهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والرفق بالرعية والإحسان إليهم، وفي الحديث (اللهم من وَلِيَ من أمر المسلمين شيئاً فشق عليهم فشقق عليه، ومن ولي من أمر المسلمين شيئاً فرفق بهم فرفق به)

وهذا حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائد المسيرة القرآنية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله يسير على نهج رسول الله صلى الله عليه وآله والإمام علي عليه السلام في ولايته ويلقن الصهيونية اليهودية الأمريكية دروسا ويناضل مع أنصار الله وحزبه؛ مِن أجلِ تحرير فلسطين والأقصى الشريف اعلاء لكلمة الله بعزيمة لا تلين إن رفع راية الجهاد ضد اليهود الغاصبين من أهم الواجبات الذي يجب أن يسارع إليها المسلمون في شتى اصقاع الأرض فذلك واجب تحتمه الشريعة فمن تثاقل وتخاذل فقد اساء إلى نفسه واستجلب عذاب ربه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ اثَّاقَلْتُمْ إلى الأرض أَ رَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الآخرة فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الآخرة إِلاَّ قَلِيلٌ) (إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شيئاً وَاللَّهُ عَلى‏ كُـلّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ)

العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين ولا نامت أعين الجبناء

(وَلَيَنْصُرَنَّ الله مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com