أمريكا تُقِــرُّ بمبدأ (الولاية)

 

نبيل علي الهادي

لسنا بصدد الترويج لفكر سياسي نبتغي منه الوصول للسلطة، أَو الحكم، ولسنا أَيْـضاً بصدد مهاجمة إنسان؛ لأَنَّه ينكر وجود (الولاية).

ولكننا هنا نقول الحق، والحقيقة، فلو أن الجاحدون والمنكرون (للولاية) عادوا إلى القرآن الكريم لعرفوا ذلك واكتشفوا الصواب.

لو لاحظنا آيات الله في القرآن الكريم لوجدنا أنه يتحدث بشكل مركز ودقيق عن (الولاية) وأفرد القرآن الكريم نوعين من (الولاية).

الأولى: معنية (بولاية) الله فقال تعالى: (الله ولي الذين آمنوا) صدق الله العظيم، وفي هذا الجانب يتحدث الله عن المؤمنين وولايتهم، ومستحيل أن تكون هناك (ولاية) بدون أن يقيض الله لها (والي) وله أتباع.

والثانية: تحدث الله عن (ولاية) الشيطان، فقال تعالى: (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت) صدق الله العظيم، بمعنى حتى المشركين والكافرين لديهم (ولاية) ولهم أتباع.

ومن ينكر هذا الطرح وهذه الآيات الواضحة فهو ينكر وجود الله تعالى؛ لأَنَّه لا يؤمن بالقرآن الكريم.

هذا فيما يخص الجانب العقائدي لموضوع (الولاية) في دين الله.

أما ما يخص (الولاية) من الناحية السياسية والمادية والنفعية، فدعونا نتحدثُ من واقع عملي ميداني التمسناها بأنفسنا وعشناه في حياتنا.

فلو تأملنا في قضية فلسطين، لوجدنا أن فلسطين تم احتلالها في نفس التاريخ الذي انكر فيه المسلمين مبدأ (الولاية) واتجهوا بولايتهم لآل سعود، وتم احتلال الأقصى وبيت المقدس، وكثير من الأراضي العربية، الجولان، وسيناء، ونجران وجيزان وعسير، والاردن.

واستمر الاحتلال قائماً ومهيمناً لأكثر من سبعون عاماً، إلى أن جاء الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي طيب الله ثراه، وجعله من المقربين إلى الرحمن وصدع بالحق، وجعل أمتنا تركز على أصل المشكلة، فقال في مجمل كلامه، المشكلة في أمتنا ليست سياسية ولا اقتصادية، بل إن أصل المشكلة ثقافية، ولخصها في مبدأ (الولاية).

فقال لقد تخلت أمتنا عن مبدأ (الولاية) وهذا كفيل بأن يجعل العدوّ يعربد في أمتنا ويذلها، ويسرق خيراتها.

وعندما أخذت أمتنا اليمنية امر (الولاية) بجد ومسؤولية وجدنا أنفسنا نتقدم على العدوّ بقوة، ووجدنا أنفسنا نحقّق انتصارات عظيمة، حتى أن إعلامنا وصل إلى مرحلة العجز في رصد الانتصارات التي تتوالى، وآخرها، ضرب حاملة الطائرات آيزنهاور وإذلال الجيش الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني بل والاتّحاد الأُورُوبي مجتمعاً مع بعضه.

وأبهرنا العدوّ نفسه، قبل الصديق وابهرنا الجيش الصيني والروسي وجيوش العالم، وابهرنا المرتزِقة، رغم تواضع إمْكَانياتنا، السر نعم هو مبدأ (الولاية) الذي يجعل الله فيه البركة والمدد والعون من عنده.

إذاً نحن نتحدث هنا عن (الولاية) من ناحية سياسية وعسكرية مجربة، وهذا يعني أن الله هو المؤيد بالنصر لمن يتخذوه ولياً، قال تعالى: (وجعلنا من لدنك ولياً، وجعلنا من لدنك نصيراً) صدق الله العظيم

بمعنى أن من أسباب النصر والانتصار هو مبدأ الولاية، فقدم الله سبحانه وتعالى في سياق الآية مبدأ (الولاية) ثم كانت النتيجة (النصر)

وجعلنا من لدنك (ولياً) وجعلنا من لدنك (نصيراً).

قرآن كريم واضح، وهناك من ينكر الولاية ويقول لا وجود لها، وكأنه ينكر وجود الله، نقول لهؤلاء اتقوا الله في أنفسكم، ولا تأخذكم العزة بالإثم.

اما ما يخص الممارسات الحياتية داخل المجتمع المؤمن والمسلم، نعم هناك أخطاء وسلوكيات سلبية لكن هذا لا يعطي الحق لأي إنسان أن ينفي وجود مبدأ (الولاية).

لهذا يذهب كثير من الحاقدين على دين الله لجعل الأخطاء والممارسات للمؤمنين منصة لمهاجمة الله ورسوله، وهنا يجنون على أنفسهم.

وإذا ما ذهبنا إلى النظام الرأسمالي الأمريكي فهو أكثر دولة تؤمن بمبدأ (الولاية) فأمريكا قسمت نفسها على أَسَاس نظام (الولاية) وتم تقسيمها إلى 52 (ولاية) ولم يقولوا محافظة كما نذهب نحن، مع أن الأصل يجب أن نكون نحن أصحاب التقسيم با (الولاية)

وتم تعيين لكل ولاية أمريكية، (والي) بمعنى أنه الآمر، والناهي والمشرف حتى على سير الانتخابات البرلمانية في كُـلّ (ولاية) الفرق بين ولايتنا، وَولاية أمريكا، هو أن ولايتنا لله، وولايتهم للطاغوت.

ولهذا حصل التصادم بيننا وبينهم والذي يشهد عليه اليوم العالم كله.

ولو أننا آمنا بولايتهم والعياذ بالله لتم تسليم اليمن والخليج كله لمن يتوافق معهم، وأصبحت أمريكا تعتبرنا رمزاً للحكم السليم.

هذا وفي الأخير نقول (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) صدق الله العظيم

اللهم إنا توليناك، وتولينا رسولك، وتولينا الإمام علي، وتولينا من امرتنا بتوليهم السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

اللهم إنَّا نسألك أن تقبل منا العهد وأن توفقنا للوفاء به، فلا حول ولا قوة لنا إلَّا بك، نعم المولى أنت، ونعم النصير.

ولله عاقبة الأمور

والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com