خطورةُ الرفض لولاية الله على البشرية
د. يوسف الحاضري
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا) ولايةُ الله -التي جسّدها في إرادته وقراره المبني على كمال عِلمِه ومطلق حكمته- اعترض عليها اليهود بكل بجاحة وقُبح بقولهم: (أنَّى يكونُ له المُلكُ علينا ونحن أحقُّ بالملك منه)؛ أي مستحيل نقبل بذلك فنحن الأحق!!
اعتراضٌ على الله -عز وجل- مباشرة وبوجود نبيه يعكسُ مدى خبث تلك النفسيات التي ترفضُ الخيرَ الإلهي في القرار الكامل القويمِ السديد في موضوع الولاية؛ لدرجةِ أنهم لم يخضعوا للقرار إلَّا بعد أخذ ورد مع الله -عز وجل- ومع نبيه حتى أنزل الله عليهم علامةً على هذا القرار؛ كونهم وصفوا النبيَّ بالكذاب وإلَّا ما كانوا سيعترضون ويطلبون منه عَلامةً على صدقِه.
هكذا اليهود لا عبوديةَ ولا خضوعَ لله -عز وجل- ولا احترام ولا تقدير لنبي، هذا وهم مؤمنون به والنبي من بينهم من بني “إسرائيل”، فكيف سيكون حالهم مع نبي الله محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو ليس من بينهم، والسبب موضوع (الولاية) التي استطاع اليهود أن يؤسسوا هذه النفسية وسط الأُمَّــة العربية فأصبح العربُ أكثرَ بُعدًا عن الأدب والاحترام والتأدُّب مع الله -عز وجل- ومع نبيه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- رغم ما قدَّمه الله ويقدِّمُه من شواهِدَ ودلائلَ على هذا الأمر وفي من اختصه الله (وزَادَهُ بَسْطَةً في العِلم والجسم)؛ فالعِلم رمزُ المعرفة الحقيقية بالله والعمل وَفْقَها، والجسم رمز القوة في وجه الباطل والتحَرُّك دون خوف أَو خشية منه.
تبعيةُ اليهود نفسيًّا جعلت ممن اتَّبعهم يتبعونهم فكريًّا؛ ليتجسَّدَ بعد ذلك عمليًّا ثم انبطاحًا وخضوعًا لهم وموالاةً لهم والقبول بهم أولياء من دون المؤمنين كما هو حال الأُمَّــة الإسلامية في عصرنا هذا؛ فقد تطور هذا التيه من تنصيب الفسقة من الأُمَّــة أولياء إلى مرحلة تنصيب العدوّ من اليهود الصهاينة أولياء على المسلمين!
الحَـــلُّ هو العَودةُ إلى الغدير عندما قال النبي: (إن اللهَ مولاي وأنا مولى المؤمنين فمن كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه) كما قال نبي إسرائيل (إنَّ اللهَ قد بعَثَ لكم طالوتَ مَلٍكًا) والنظر في من يجسِّدُ (عِلْمَ وقوَّةَ) عليٍّ -عليه السلامُ- في يومنا هذا وهو السيد عبدالملك الحوثي وموالاته واتِّباعه والتحَرّك بعده كما يريدُ اللهُ -عز وجل- بعيدًا عن التساؤلات الإسرائيلية المهلكة.