ذاكرة العدوان: 23 يونيو خلال 9 أعوام.. مجازرُ وحشيةٌ في استهداف طيران العدوان لمنازل وممتلكات المواطنين بصعدة
المسيرة: منصور البكالي
واصل طيرانُ العدوان السعوديّ في مثل هذا اليوم 23 يونيو من العامَينِ 2017م، وَ2018م، جرائم الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية بحق أسر تحت أسقف منازلها، وعائدين من التسوق على الطريق العام في محافظة صعدة.
وأسفرت غارات العدوان عن 12 شهيداً وعشرات الجرحى، وموجات من النزوح والتهجير القسري والتشريد نحو المجهول، في 3 جرائمَ موزعة على مديريات شداء، والظاهر، ورازح الحدوديات مع مملكة العدوان، وتدمير للمنازل والممتلكات، والمزارع، ونفوق المواشي، وحالات الرعب والخوف والحزن الشديد في نفوس الأطفال والنساء، وكلّ أبناء صعدة واليمن وأحرار العالم.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق أبناء محافظة صعدة:
23 يونيو 2017.. 5 شهداء و3 جرحى في استهداف طيران العدوان للمواطنين على الطريق العام بصعدة:
في مثل هذا اليوم 23 يونيو من العام 2017م، استهدف طيران العدوان المارة على الطريق العام أثناء عودتهم من سوق المشنق بمديرية شداء الحدودية بمحافظة صعدة، بغاراته الوحشية.
وأسفرت غارات العدوان عن 5 شهداء، وَ3 جرحى قبل عودتهم إلى أهاليهم، وحالة من الخوف والهلع في صفوف المواطنين والمتسوقين، في جريمة وحشية وجريمة إبادة جماعية عن قصد وترصد.
غارات العدوان حوَّلت رحلة العودة البهية من التسوق إلى مشهدٍ مؤلم لجثث ممزقة وأشلائهم مقطعة ودمائهم مسفوكة على قارعة طريق مؤدية إلى منازل يسكنها أطفال ونساء ينتظرون ما يسرهم وما يحتاجون له من الغذاء والدواء والهدايا التي وعدوا بها قبل ليلة من رب أسرتهم ومعيلهم.
احتياجات أسرهم وأهاليهم لم تصل ظهر يوم الجمعة، كالعادة، هنا طفل كان ينتظر عودة والده بلعبة وعلبة حلويات عيدية، وأم مسنة تنتظر وصول ابنها بدواء لمرض الضغط والسكر، وأسر كانت على موعد مع وصول الخضار والفاكهة، ومتطلبات الحياة، لكن الخبر المفجع على قلوب رقيقة هو من وصل للتو، وتبعه وصول النعوش، وأكياس بها قطع لأجساد متفحمة بالكاد تم التعرف عليها وتم فرزها إلى من ينتظرونها بفارغ الصبر.
هنا جراحات غائرة والصراخ والأنين والحزن يخيم في سماء المنطقة ويخترق قلوب كُـلّ سكان المناطق والقرى المجاورة ويعم الحزن والكمد أسر الجرحى والشهداء، وأقاربهم ومحبيهم، وكلّ أحرار الشعب اليمني ومن وصلهم الخبر ومشاهد الجريمة عبر وسائل الإعلام من أحرار العالم ومن بقيت ضمائرهم حية.
جريمة استهداف المارين على الطريق العام والعائدين من سوق المشنق ليست الوحيدة، بل كانت الثانية خلال أسبوع، كما ارتكب العدوان آلاف الجرائم بحق المتسوقين والعائدين والمسافرين على الطريق العام من مختلف الأسواق اليمنية في المحافظات الحرة، خلال 9 أعوام متواصلة، ملئت بجرائم حرب وإبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية، وتُعرِّي تواطؤ وازدواجية معايير منظمة العفو الدولية والجنايات الدولية، ومحكمة العدل الدولية، والأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكافة المنظمات والهيئات الحقوقية والقانونية والإنسانية تجاه الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني.
23 يونيو 2018.. 7 شهداء وعدد من الجرحى في استهداف العدوان لمنازل المواطنين بصعدة:
وفي سياق متصل بالمحافظة ذاتها في مثل هذا اليوم 23 يونيو من العام 2018 م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منازلَ المواطنين في وادي لَيَّة بمديرية الظاهر، بـ 4 غارات مدمّـرة.
أسفرت عن 7 شهداء وعدد من الجرحى من أسرة واحدة، وتدمير عدد من المنازل، ونفوق عشرات المواشي، وتضرر المنازل المجاورة وممتلكات المواطنين، موجة نزوح وتشرد وتهجير قسري غير مسبوق من المنطقة والمناطق المجاورة.
واصل طيران العدوان التحليق على ساحةٍ مدمّـرة تعتليها جثث أطفال ورضع وأُمهات تم انتشالها ورَصُّها، في مشهد صادم، من ضمن الضحايا طفلة وأمها وخالتها وجدتها وأب مكلوم يمسك يد ابنه الشهيد، ومشاهد أشلاء ودماء مختلطة بالتراب والأحجار والدمار والركام والخراب، والكل يستصرخ الله في وجه عدو يواصل دك المنازل بالغارات والمدفعية في كُـلّ دقيقة وساعة، على رؤوس الأطفال والنساء.
يقول أحد الناجين: “من سَلِمَ في غارات الأمس، يمكن أن يجرح أَو يستشهد بغارات اليوم أَو الغد، الجميع منا في المناطق الحدودية أمام غارات العدوان السعوديّ الأمريكي أهدافاً مدنية يستبيح أرواحنا ودماءنا وممتلكاتنا ليلَ نهارَ وفي كُـلّ لحظة، لا نكاد نصدق أن نعيش لأيام وشهور أمام قصف مدفعي مكثّـف، وطيران حربي محلق باستمرار في سماء صعدة”.
استباحة غارات العدوان لمنازل المواطنين ودكها على رؤوس الأطفال والنساء، في مديرية الظاهر واحدة من آلاف جرائم الحرب بحق الإنسانية في اليمن خلال 9 أعوام، تتطلب تحَرّك الأمة لتحويلها إلى محكمة الجنايات الدولية وملاحقة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة، والضغط على مجلس الأمن والأمم المتحدة بإعلان إنهاء العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن وخروج الغزاة والمحتلّين من أراضيه، وإعادة الإعمار وجبر الأضرار.
استهدافٌ عشوائي لمنازل وممتلكات المواطنين:
وفي سياق متصل من ذات اليوم 23 يونيو حزيران، من العام ذاته 2018م، وفي ذات المحافظة، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منازل وممتلكات المواطنين في منطقة غمار بمديرية رازح، بعدد من الغارات الوحشية أسفرت عن جريحين وتدمير عدد من المنازل وتهجير ساكنيها، وإحراق السيارات وتحطم أشجار المزارع، ونفوق المواشي، وحالة خوف ورعب.
هنا أسرةٌ تجر أطفالَها ومقتنياتها من منزلها الواقع جوار منزل يحترق، وتعاود الغارات لتدميره أمام مالكيه، الكل ينزح، والدخان يتصاعد وسط ظهر اليوم، يتجمع الرجال تحت الأشجار، وتتجهُ النساء والأطفال إلى الكهوف وتحت الصخور طلباً للنجاة، من غارات الموت، وإهلاك الحرث والنسل.
جريمة استهداف الأعيان المدنية في مديرية غمار بصعدة واحدة من آلاف جرائم الحرب بحق الإنسانية في اليمن، خلال 9 أعوام، وشاهد حي على ازدواجية المعايير الدولية وإغفال محاسبة مجرمي الحرب، وأنظمة وجماعات تواصل تحريضَها لاستباحة دم الشعب اليمني وسيادته.