الولاية.. بين الماضي والحاضر وأثرها في الواقع المعاصر

شاهر أحمد عمير

الاحتفاء بعيد الغدير يستند إلى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية تؤكّـد على مبدأ الولاية.

من الآيات القرآنية التي تبرز هذا المبدأ قوله تعالى: “إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ” (المائدة: 55).

هذه الآية تؤكّـد بوضوح أن الولاية تكون لله ولرسوله وللمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم في حالة ركوع، وهي إشارة واضحة إلى الإمام علي -عليه السلام-.

أما الأحاديث النبوية، مثل حديث الغدير الذي قال فيه الرسول -صلى الله عليه وآله-: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”، فتؤكّـد على مكانة الإمام علي وولايته على المؤمنين. الولاية عبر الزمن عند مراجعة التاريخ الإسلامي، نجد أن مبدأ الولاية لم يكن مُجَـرّد نظرية بل كان له تطبيق عملي عبر الأجيال.

“الأئمة من قريش”، كما جاء في الأحاديث النبوية، مثل: “إن هذا الأمر في قريش ولا يزال الإسلام عزيزاً بخلفاءَ كُلّهم من قريش”، يشير إلى أهميّة القيادة من نسل قريش في الإسلام.

ومن هذا المنطلق، يمكن اعتبار شخصيات معاصرة مثل السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- كأمثلة حيّة على قادة من آل محمد الذين يستحقون الولاية والنصرة.

إن الولاية في واقعنا المعاصر عند مقارنة الواقع الحالي بالماضي، يظهر بوضوح من هم القادة الذين يجسدون مبدأ الولاية. على سبيل المثال، قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله الذي وقف نصيراً لفلسطين رغم بعد المسافات، مقارنةً بقادة دول أُخرى الذين خذلوا فلسطين رغم قربهم الجغرافي والمذهبي.

هذا يطرح تساؤلات حول من هو الأعلم، الأجرأ، الأتقى بين القادة الحاليين. نجد أن القادة المعاصرين مثل السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- يتميزون بالشجاعة الحيدرية في مواجهة الطغاة مثل أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا وكل الدول المستكبرة والعميلة، في حين أن العديد من القادة في العالم الإسلامي اليوم قد تخلوا عن هذه القيم وتخلوا عن نصرة الشعب الفلسطيني. بفضل الله والتولي لإعلام الهدى في اليمن، كان موقف الشعب اليمني مشرفاً يرسخ مبدأ الولاية الصادقة لآل بيت النبي عليهم السلام.

 

أهميّة يوم الولاية:

الولاية هو يوم التسليم والطاعة لأوامر الله وتنفيذ وصية رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم-.

نحن نؤمن بالتسليم المطلق لله في كُـلّ ما أمرنا به من الأعمال الصالحة. لا نختلق الذرائع لتبرير مخالفتنا لله ولا نبحث عن مخارج فقهية مغلوطة للتهرب من الجهاد أَو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

نؤمن بالتسليم المطلق آل محمد وإعلام الهدى الذي يعمل بكتاب الله ويجاهد في سبيل الله، في كُـلّ ما يوجهنا إليه من مواقف الجهاد في مواجهة الأعداء الله وإحقاق الحق. ونصرة المظلومين في الأرض.

نؤمن بأن الولاية ليست مُجَـرّد مفهوم نظري أَو دعوى بلا أَسَاس، بل هي حقيقة تثبتها النصوص القرآنية والنبوية والواقع الحالي.

هذا المبدأ يتطلب منا البحث والتأمل الصادق في الأدلة والوقائع، والتسليم للقيادة الحق التي تجسد تعاليم الإسلام في مواجهة الظلم ونصر الحق.

المسألة تتطلب منا جهداً وعملاً واقعياً، لنظهر للعالم حقيقة الولاية وأهميتها في بناء مجتمع إسلامي قوي ومتماسك.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com