الولايةُ بمفهومها القرآني ودلالات معانيها السامية
طارق مصطفى سلام
الولايةُ بمعناها القرآني الصحيح دلالةٌ دينيةٌ وقُرآنية تُثبِتُها النُّصُوصُ القرآنيةُ والأحاديثُ النبوية الصحيحةُ والتشريعُ الإلهي الحنيفُ الحريصُ على تثبيت نظام إسلامي بقيادة ربَّانية ملهمة تستمد شرعيتها من القرآن الكريم ووصية الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-.
إنَّ المفهوم القرآني والإسلامي للولاية ينطلقُ من كون هذه المهمة الربانية تُعنَى بتدعيم النظام الإسلامي الشامل وَليس كما يظنها البعض مفهوماً للسلطة فقط؛ فالإسلام دين شامل ودولة ذات نظام قرآني منظِّمٍ لكل شؤون الحياة؛ فمن المستبعد أن يتناسى جانباً مهماً يتعلق بولاية أمر المسلمين ويفسح المجال للضالين والمضلين أن يسرحوا ويمرحوا بهذا الدين وبحياة الأُمَّــة بأكملها.
إن احتفاءنا بهذه المناسبة الدينية العزيزة يستند إلى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية تؤكّـد على أحقية هذا الأمر وأهميته ومن الآيات القرآنية التي تبرز هذا المبدأ قوله تعالى: “إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ” (المائدة: 55).
أما الأحاديث النبوية، مثل حديث الغدير الذي قال فيه الرسول -صلى الله عليه وآله-: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”، وهذه النصوص التشريعية والنبوية الكريمة تؤكّـد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الولاية الإلهية قد وجدت في بيت رسول الله ونشأت وتربت على يديه وتمنح المكانة العزيزة لأمير المؤمنين علي وولايته على المؤمنين.
ومن هذا المنطلق فقد كان لازماً على الأُمَّــة أن تؤمن بالتسليم المطلق لله في كُـلّ ما أمرنا به من الأعمال الصالحة، والتوجيهات الصارمة والصريحة والتي لا يتخلف عنها إلَّا مشرك أَو منافق، ولا نستمع من يحاولون إيجاد ذرائع وأكاذيب لتبرير مخالفتهم لله ورسوله ولا نبحث عن مخارج فقهية مغلوطة للتهرب من الجهاد أَو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إن الشجرة الكريمة الطاهرة التي تحمل هذه الراية بداية من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- ووُصُـولاً إلى عهدنا الحالي نجد أن الأُمَّــة الإسلامية بوضعها الحالي تجاهلت هذا الأمر الإلهي، والتي حاول الأعداء تحريفه وسلبه من أيدينا واستغلال ضعف الوازع الإيماني وتواطؤ وتآمر شرذمة من علماء السلطة؛ مِن أجلِ تسويق شعارات ومزاعم ما أنزل الله بها من سلطان تجعل من هذه الأُمَّــة هشة وضعيفة في متناول الأعداء وحبيسة أهوائه وأطماعه.
ولهذا فَــإنَّنا معنيون بالتسليم والولاء المطلق لمن أمرنا الله بولايتهم وطاعتهم من المؤمنين، وهنا نجد أننا في حضرة قائد رباني ملهم، سبط خير الوراء السيد المؤمن العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي -عليه سلام الله ورضوانه- فما أحوجنا اليوم لقيادة إسلامية وقرآنية تقود الأُمَّــة إلى عزها ومجدها ويعيد لها مجدها ولحمتها وقوتها، بعد أن باتت أدَاة رخيصة في يد أعداء الأُمَّــة وطواغيت العصر، ولا نجاة لنا ما لم نقف خلف قائدنا وحفيد رسول الله وعلمنا وقدوتنا السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ-.
* محافظ محافظة عدن