حَمَلَةُ الإسلام يغلبون حاملات الطائرات
زياد الحداء
لم يكن سحب آيزنهاور من البحر الأحمر إلا نتاج ما لاقته من حمران العيون، سواءٌ أكانت منسحبةً للصيانة أم لاستراحة الطاقم وإعادة الشحن وغيرها، ليس هذا ما يهم الأهم هنا هو كلام الأمريكي عن استبدالها بحاملة الطائرات الأُخرى “روزفلت”.
الأمريكي -بكبره وغروره- لا يريد أن يعرف العالم السبب الحقيقي وراء سحبه للحاملة ومجموعة البوارج المرافقة لها فهو يخشى على مكانته وهيبته التي تسيطر على العالم وعلى هيبة وسمعة الحاملة آيزنهاور نفسها التي تسبقها في أية مهمة لها في العالم، وهو إنما أتى بها إلى البحر الأحمر وكأنه يرجو أن يكون لها نفس التأثيرات على الشعب اليمني وعلى حكومته ودولته وقيادته.
لكن شعباً لا يعرف معنى الذل والخنوع، شعب البأس الشديد، شعباً ينتمي لقيادة من آل محمد ومن نسل الكرار علمته أن أمريكا ما هي إلا “قشة” شعب الأنصار بقيادة أبو جبريل أثبتوا أنه ليس هناك قوة في العالم أكبر من قوة الحق وجنوده، وعلمت أمريكا أن الحرب النفسية -التي كانت سلاحها الأكبر لإخضاع الشعوب والسيطرة عليها- قد هزمت فيها ليس في اليمن فحسب بل حتى على مستوى العالم.
أن يتم ضرب وإذلال أكبر أسطول بحري وأكبر قوة ضاربة في العالم ثم لا تستطيع عمل شيء لنفسها حتى الدفاع أَو التصدي للهجمات التي تطالها، مع أنها جاءت لتحمي غيرها، أي أنها جاءت من منطلق الاستعلاء ومن موقع القوة ثم لترى نفسها تلوذ بالفرار أَو كما قالوا “سحب للصيانة”! فهذا يعتبر أكبر وأعظم هزيمة تتعرض لها أمريكا على مدى تاريخها.
أمريكا حاربت في العراق وأفغانستان وفيتنام وتعرضت لهزائم لكنها في الوقت نفسه استطاعت دخول تلك البلدان والبقاء فيها ونهبت ثروات وآذت الشعوب وعملت منكرات، لكنها في اليمن كسرت وهي ما زالت في البحر وأذلت كما لم يحصل من قبل فتم ضرب عصاها الغليظة والمتمثلة بأسطولها البحري الذي هو الأقوى في العالم.
ثم عندما نأتي إلى من قام بهذا…، فهنا الأهم فهذا لم يتم على يد الجيش الروسي أَو الكوري الشمالي ولا على يد جيش الصين أَو الحرس الثوري فهذه الجيوش كان منطقياً أمام العالم أن تقوم بذلك لما لها من ثقل عالمي ومكانة في أوساط عقول لا تعرف معنى كلمة “الله” ووعوده بالتمكين للمستضعفين من عباده وتكفله بنصرهم على عدوهم ما داموا يسيرون حسب سننه.
إن ينصركم الله فلا غالب لكم.