ما وراء تغيير مسار الحُجَّاج؟!
صبري الدرواني
في هذه اللحظات، هناك ١١٢٤ حاجًّا يمنيًّا ذهب إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج متوجِّـهاً من صنعاء إلى جدة ضمن خط سير واضح ومعلوم صنعاء جدة ذهاباً / جدة صنعاء إياباً، ولكن تفاجَأَ هؤلاء الحُجَّاجُ بأن النظامَ السعوديَّ قد قام بتغيير مسارِ رحلة عودتهم بالقوة لتصبحَ عبر مطار عدن، وهو أمرٌ لا يستطيعونه لأسبابٍ متعددة، منها الصحيةُ والمالية، ومنها الانفلاتُ الأمني في عدن، ومنها استهداف الناس حسب أسمائهم في المحافظات المحتلّة، وقد رفض حجاجُنا الاعزاءُ القبولَ بصعود الرحلة وما يزالون حتى الآن محتجَزين في السعوديّة، كما أكّـد أهاليهم.
في البداية ننصحُ النظامَ السعوديَّ أَلَّا يلطخَ تاريخَه الملطَّخَ أصلًا بالتقصير والإهمال الذي يؤدِّي إلى وفاة الآلاف من حجاج بيت الله الحرام وتركهم جُثَثاً مرميةً على قارعة الطريق بفضيحة أُخرى وسابقة تسجَّلُ عليه باختطاف الحجاج اليمنيين، ونعتبرُ أن سلامةَ الحجاج وعودتَهم سالمين عبر مطار صنعاء هي مسؤوليةُ النظام السعوديّ وتقعُ على عاتقِه.
إذا كان النظامُ السعوديّ يريد أن يقولَ إنه جديرٌ بتنظيم مناسك الحج ويتحدَّثُ في إعلامه عن ترتيبات خدمةِ هؤلاء الحجاج فعليه أن يفصلَ مواقفَه السياسية وخلافاته مع كُـلِّ شعوب الأُمَّــة في موضوع الحج، لا أن يختطفَ حجاجَ بلدٍ ما؛ نتيجةَ خلافَات سياسية مع دولهم، وإلا فإن كُـلَّ حديث عن تدويل الحج هو حديثٌ منطقي وضروري ولا بُـدَّ منه لكل الدول والشعوب الإسلامية، فمن يختطف حجاج اليمن اليوم بلا شك سيختطف غدًا حجاجَ دولة أُخرى بذريعةٍ أُخرى.
ثم نطمئن أهالي الحجاج أنَّنا كشعب يمني وكجهات مختصة لن يهدأَ لنا بالٌ حتى عودة حجاجنا سالمين، وسيعودون عاجلاً بإذنِ الله، ومصلحةُ الجميع عودتُهم السريعةُ إن شاء الله.