المخرجُ الوحيدُ للأُمَّـة في هذه المرحلة
فضل فارس
إن الضلال -الذي تعيشُه الأُمَّــةُ ويتجسد في واقع الجهل والذلة والشقاء والمهانة وعدم امتلاك القوة رغم وجود مصادرها بين أيديهم- سَبَبُه ابتعادُهم عن الإسلام وتعاليمه الصحيحة التي تطهّر وَتزكّي النفوس، وابتعادُهم عن مصادرِ عزتهم وَمجدهم وَنجاتهم: القرآن الكريم وأعلام الهدى.
العربُ اليومَ في ضلال رهيب وواقع مخزٍ يتجسد في بحثهم للسلام من أعدائهم من أمريكا وهي الداعمة الأَسَاسية لـ “إسرائيل”!
وزوالُ الإِصْرِ المضروبِ من الله عليهم مشروطٌ بعودتِهم الصادقةِ إلى القرآن والعمل بأُسُسِ ومبادئ الإسلام الصحيحة والتي تدعو إلى إصلاحِ الأرض ومقارعة اليهود أعداء البشرية، وحينها سيكونون بالله وبثقافتهم المحقَّة هم سادة الدنيا ومن يتثقف الآخرون بثقافته.
الاهتداءُ بكتاب الله قضيةٌ تتوقَّفُ عليها عزة المسلمين، وبالرجوع إلى القرآن وإلى أعلام الهدى من آل بيت الرسول الكريم؛ لينيروا طريقَهم ويتخلصوا من الظلمة والضلال الذي قد جثم عليهم طوال كُـلّ هذه الفترة.
يقول الشهيد القائد: “نحن متى لم نؤمن بالثقلين فسنظل أذلاء وليطل الزمن كمّا طال، ولن نحظى بعزة، ولا بقوة، ولا بتمكّن، ولن نستطيع أن نقدم للإسلام شيئاً”.
بالتالي ومن هذا المنطلق القرآني يتضح لنا أن الأُمَّــة ليس أمامها حَـلٌّ سوى العودة إلى الثقلين إلى العترة؛ كي تخرج من ظلمات الضلال الذي قد سقطت فيه؛ بفعل تخاذلها وابتعادها عن الوحدة والاعتصام الذي أمرها لله به.
وأما سبيل الضلال الشيطاني فيريد اليهود -من خلاله؛ بكل وسائل الإضلال المتنوعة التي يستخدمونها؛ مِن أجلِ إنجاحه ضدنا- أن نكون فقط -وذلك من خبث ومكر وحقد اليهود علينا بكل ما نمتلك من خيرات ووسائل ونِعَمٍ فكرية وَحضرية- خُدَّاماً مستعبدين أذلاءَ تحتَ خدمتهم فقط.
يريدون أن نكونَ فقط كافرين تائهين مسلوبي التأييد الإلهي؛ فلا ننفعُ حينها أنفسَنا ولا بلداننا ومجتمعاتنا ولا أَيْـضاً القضية الفلسطينية التي يُجمِعُ على محوريتها كُـلُّ أبناء الإسلام.
مبتغاهم في كونهم يريدون لهذه الأُمَّــة أن تبقى خانعةً ذليلة، تتهرب من المواجهة ضدهم، يخذل بعضُها البعض، تبيع شرفها وكرامتها ومقدساتها، وتبقى بذلك رهينة لما يريدون لها أن تكون.
بالتالي تصبح الأُمَّــة كما هي اليوم أكثر الشعوب العربية والإسلامية التي قد أصبحت تسير وفق ما يريدون.
أمَّا مَن يتولون اللهَ تعالى ورسولَه وأعلامَ الهدى من يسيرون على منهج القرآن الكريم، فالخنوع لأعداء الله ليس في قاموسهم، بل يجري في عروقهم حُبُّ الجِهاد والتضحية، وروحية الجهاد والاستشهادِ في سبيل الله ومن أجل الذود عن المستضعفين وَعزة الإسلام ومقدسات الأُمَّــة.
والشاهدُ دولُ وحركاتُ المقاومة المساندين للقضيةِ الفلسطينية والساعين لنصرتها في هذه المرحلة وَهذا العالم المكلوم بالصمت والخِذلان جراء ما يحصل اليوم في قطاع غزة، حَيثُ العداءُ الكبير والتآمر الدولي عليهم وهم قلةٌ شاهدٌ على كُـلّ ذلك.