إصاباتٌ ودروعٌ بشرية ودهس بالدبابة.. وقائعُ جريمة إسرائيلية ضد أسرة في غزة
المسيرة | متابعات
تفاصيل مرعبةٌ كشفتها مراصدُ حقوقية، عن جريمةٍ مركَّبة مكتملة الأركان اقترفها الاحتلال الإسرائيلي ضد أسرة فلسطينية مكونة من أُمٍّ مسنة وأربعة من أبنائها وحفيدتها لا تتعدى العام ونصف عام.
وفي تفاصيل المأساة؛ اقتحم جيش الاحتلال منزل العائلة وأطلق النار والقنابل تجاههم مباشرة، داخل منزلهم في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، قبل إخراجهم منه مساء الخميس الفائت، ثم احتجازهم وهم مصابون داخل وقرب دبابات إسرائيلية لأكثر من ثلاث ساعات، في منطقة قتال خطيرة واستخدامهم دروعًا بشرية، ومن ثم دهس الأم “صفية حسن موسى الجمال”، 65 عاماً، وقتلها، بعد إصابتها بجنازير دبابة إسرائيلية وهي ما تزال على قيد الحياة على مرأى من ابنها.
يقول نجل المسنة، “مهند الجمال”، 28 عامًا: عندما “تبين لي أن الجنود اقتحموا المنزل بعد تفجير جدار وصعدوا إلينا، وعندما وجدونا في الغرفة بدأوا بإطلاق النار عشوائيًّا على جدران الغرفة وألقوا قنبلة تلو القنبلة، حتى ألقوا 5 قنابل مع إطلاق نار تجاهنا في الغرفة، وكانوا يصرخون بالعبري ولا نعلم ماذا يقولون.. أصبت بشظايا في ظهري وأُصيبت شقيقتي بشظايا، وكانت شقيقاتي يصرخن “إحنا مدنيين”، وأُصيبت والدتي بشظية كبيرة في صدرها.
وتابع، “سحبوني وأجبروني على خلع ملابسي وأوقفوني على الجدار، ثم دخلت مجندة عند والدتي وشقيقاتي، والجنود يصوبون أسلحتهم تجاهي لمدة نصف ساعة. طلبوا مني حمل أمي على ظهري وإنزالها للأسفل، ثم قال جندي آخر بأن أنزلها على حمالة، حَيثُ حملتها مع جندي آخر، وخرجنا من الفتحة التي فجرها الجيش وخرجنا إلى الأرض المجاورة وأدخلونا في الدبابة، حَيثُ أدخلت النقالة وعليها أمي ثم خرجت وأرجعوني للمنزل وأخذوا جواز سفري، ثم أنزلوني ووضعوا قيودًا في يدي، وكانت شقيقاتي عند باب الدبابة، وطلب منهم الجنود الانتظار”.
وَأَضَـافَ، “ثم قدم أحد الجنود وسحبني من رقبتي وتحَرّكت 50 مترًا وأدخلوني دبابة أُخرى من جديد، تحَرّكت في المكان ثم أنزلوني وأدخلوني في دبابة كانت بها الحمالة التي نقلنا بها أمي وتحَرّكت الدبابة، وكانت والدتي ملقاة على الأرض، كانت هناك دبابتان على اليمين واليسار يحيطون بالدوار والثالثة التي كنت فيها وبعد أن صعد الجنود للدبابة التي أنزلوني منها بدأت بالتحَرّك للخلف فدهسَتْ والدتي”!.
وتابع، “لم أستطع تحمل الموقف مع إطلاق النار ولم أستطع حمل أمي بعد أن قامت الدبابة بدهسها. ومع صدمتي بما حدث، بصعوبة استطعت تغطية أمي وهرعت أركض من المكان، وذهبت أبحث عن شقيقاتي اللاتي لا أعلم ما مصيرهن وبقيت أمشي وأنا أبكي وأسمع في الشوارع أصوات إطلاق النار”.