فلسطين ومأساةُ الكُتَّــاب
أم يحيى العقار
حين أكتُب تتساقط عليَّ كلمات الأحزان فأكتُبها، وأبدا بالتعبير عنها، فنحنُ الكُتـاب نمُر بأيامٍ ثقيلة جِـدًّا.
أيام تجعلنا نكتُب ما نذكره من أزمِنتنـا التعبيرية..
فمن كثرة ما شاهدت أعيُننا من قهر وظلم وعدوان بحق أهل فلسطين، فقد خطت أقلامُنا، وتجمعت أفكارنا، وجاشت مشاعِرنا، فكتبنا كُـلّ ما شاهدناه بحق تلك النفوس البريئة، فقد رأينا تلك الأم التي تصرُخ بأن أطفالها ماتوا بدون أكل.
وشاهدنا تلك الأصوات التي تقول أمي عرفتها مِن شعرها.
وتألمنا حين سمعنا تلك الطفلة التي تقول كُـلّ أهلي راحوا بقيت أنا بس..؟
وكذلك تلك المرأة التي رجعت وكل من أطفالها وزوجها تحت الرُكام.
كذلك شهِدت مسامِعنـا تلك الأصوات الحزينة، الأصوات التي لم توقظ أي عربي، الأصوات التي غفلوا عنها؟
فلسطين هي أكبر مجزرة في التاريخ، خلدت أكثر ألم كتبنا عنه في تاريخ البشرية.
فما إن بدأنا بالكتابة عنها جف مِداد أقلامنا ما إن كتبنا عنها، إلا أنها قصةٌ لا تنتهي.. النصر لفلسطين.