لا أمنَ ولا سلامَ للعرب والمسلمين إلا بتحرير فلسطين
يحيى صالح الحَمامي
لا أمن ولا سلام للعرب وللمسلمين إلا من خلال طرد “إسرائيل” وتحرير “فلسطين” كما أن تحرير أرض “فلسطين” هو فرض واجب لأمرين، الأمر الأول واضح للعيان وهو واجب ديني تحرير أهم مقدسات الأُمَّــة “المسجد الأقصى” فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، والأمر الثاني هو قرار سياسي لتحقيق الاستقلال السيادي للأمتين، وَإذَا لم تنكسر شوكة “إسرائيل” ستظل شبه الجزيرة العربية غير آمنة وكذلك الشرق الأوسط لن يستقر إذَا استمر الاحتلال الإسرائيلي في أرض فلسطين وسيظل قرار “أمريكا” السياسي والعسكري مفروضاً على العرب وعلى المُسَّلمين جميعاً، تحرير فلسطين ضرورة ملحة في كِلا الأمرين لمن يدرك الخطورة من بقاء احتلال الكيان الصهيوني في أرض العرب، والذي سيظل باسط النفوذ ويتعمد تدنيس مقدسات المُسَّلمين، بقاء “إسرائيل” في فلسطين هو بقاء الشرق الأوسط غير آمن ولن تقوم قائمة للعرب ولا للمُسَّلمين حتى قيام الساعة.
فلسطين أرض عربية لها أهميّة بالغة في الإسلام فهي مهبط الرسالات السماوية بل وأرض الرُسل والأنبياء ويوجد بها أهم مقدسات الأُمَّــة الإسلامية “المسجد الأقصى” وَإذَا لم تنهض أُمَّـة الإسلام بمشروعها الإيماني والجهادي لتحرير أرض فلسطين؛ فلن يبقى للأمتين أي قرار سيادي ولا سياسي، وستظل الأمتان تحت رحمة سيف أمريكا وجبروت وسطو “إسرائيل” ومؤامرة العجوز الشمطاء الحرباء الأُورُوبية بريطانيا.
لا أمن ولا سلام ولا استقرار للأمتين العربية والإسلامية إلا من خلال تحرير فلسطين، هذا إذَا أرادت قيادة وملوك الأمتين أن تعيد ما سُلب منها من العزة الإلهية التي أكرم بها الله عباده المؤمنين، وضرب الله على اليهود الذلة والمسكنة، ولكن نرى وكأن الله من ضرب على الأُمَّــة الإسلامية الذلة والمسكنة، أُمَّـة كبيرة تقدر بمليار ونصف المليار مُسَّلم ليس لها قرار وليس لها سيادة وليس لها أمن داخل أوطانها، قال الله تعالى: “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ” (110) سورة آل عمران.
لا أمن ولا سلام في الشرق الأوسط إلا بتحرير مقدسات الأُمَّــة، المسجد الأقصى محتلّ في أرض شعب فلسطين المضطهد من كيان صهيوني مجرم إرهابي ومحتلّ، ونرى صمت العرب والمُسَّلمين المخزي، لم تتحَرّك بدافع الإسلام ولا بدافع القومية العربية ولم تتحَرّك حتى بدافع حمية الجاهلية، أطفال ونساء يقتلون يوميًّا بالعشرات، صراخ الثكالى للعرب يشيب لها الولدان، ولكن لا حياة لمن تنادي.
تخلي العرب على المقاومة الفلسطينية حماس وغض الطرف عن جرائم العدوّ الصهيوني بحق أبناء “غَزّة” بحجّـة تعاملها مع الدولة الإسلامية “إيران” وكأن صواريخ وقنابل “إسرائيل” مكية ومدنية ووقود طائراتهم طاهرة تشرب من زمزم، ما لكم كيف تحكمون! علماء ومشايخ في الدين نجد مواقفهم تجاه فلسطين بالتحريم والتجريم للمقاومة الفلسطينية بكُلَّ ثقة وقناعة إيمانية مهجنة من سياسة الموساد واللوبي الصهيوني الذي اخترق الأُمَّــة المحمدية وفرق الصف وشتت أمر الأمتين، وكأن علماء الدين يجهلون توجيهات ربنا في القرآن الكريم لمواجهة أعداء الله ورسوله اليهود والنصارى، لا مجال للعرب والمُسَّلمين إلا بوحدة الصف ومواجهة اليهود في جميع المجالات، قال الله تعالى: “وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ” (36) [سورة التوبة][ صدق الله العظيم ]